الإصلاح والتطوير

تسترشد التجربة المتميزة للحكم في المملكة بالخطاب الرباني المتمثل في القرآن الكريم وفيه ما يفيد الانسان في كل زمان ومكان ما يعني امكانية التطوير بصورة مستمرة.
ومن الاطار الواسع الرحب من التعاليم والارشادات تنبع أنظمة الحكم وتتطور وتتواءم مع ضرورات الزمان دون أن تخل بتعاليم المصدر لأن المصدر ذاته ينطوي على تفهم واسع لما يجري كما ينطوي على قراءة استشرافية ومستقبلية للحياة.. كيف لا ونحن نتحدث عن القرآن الكريم فهو دستور هذه البلاد وهو محور كل ما تقوم به من أعمال.
وفي هذا المحيط الواسع المتكامل مجال كبير للحركة وللتغيير والاصلاح طالما ان كل شيء يتسق وأحكام الشريعة الاسلامية ويحافظ بالتالي على استقرار المجتمع.
وفي خطابه أمام مجلس الشورى أشار خادم الحرمين الشريفين الى بعض من تلك الاصلاحات وآخرها اعادة الهيكلة الحكومية إلى جانب الأنظمة الجديدة للتقاضي وفي الطريق جمعية أهلية لحقوق الانسان ومؤسسة حكومية لحقوق الانسان وتوسيع نطاق المشاركة الشعبية وفتح آفاق أوسع لعمل المرأة.
ونشير إلى تأكيد خادم الحرمين الشريفين على استمرار مسيرة الاصلاح مشددا على أن هذه المسيرة تأتي في اطار المراجعة الذاتية وأنها ليست استجابة لضغوط خارجية.
والاشارة هنا واضحة إلى أن التطوير والاصلاح من طبيعة الدين الاسلامي الذي يحث على ذلك.. وهذا الدين كان هو ذاته ثورة في تاريخ الانسانية نقلتها الى مراحل جديدة من التطور الحضاري وبفضله انتقلت أوروبا من القرون المظلمة الى عتبات حضارتها الراهنة حيث استفادت من العلماء المسلمين والعلوم الاسلامية والأنظمة المتكاملة للحياة بكل ما فيها من علوم وأساليب ادارية.
وسيظل الاسلام في كل زمان ومكان هادياً للناس ومحفزا للطاقات المبدعة ومشجعاً على ابتكار الأنظمة لخير البشر فالانسان هو ما يهتم به الدين ويسعى لتأمين كرامته وعزته من خلال تهيئته بالعلم واتاحة فرص الحياة الكريمة لكل الرجال والنساء لكي يعطوا ويسهموا بدورهم في تطوير هذه الحياة كل في مجال اختصاصه.