Tuesday 27th may,2003 11198العدد الثلاثاء 26 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من الأسس التربوية عند الملك عبد العزيز من الأسس التربوية عند الملك عبد العزيز
فصاحة الأمير وارتجاله تؤكدان قيادته الفذة
اهتم الملك عبدالعزيز بتربية أبنائه على الخطابة والفروسية وصقل معدن الشخصية
لم يكن الملك عبدالعزيز مؤسساً لدولة فحسب بل كان مؤسساً عظيماً للرجال الذين يقودون هذه الدولة الآن

  اهتم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بتربية أبنائه على آداب العرب ومتطلبات الحكم والرئاسة ثم الخطابة والفروسية التي تصقل معادن النفوس وتربي على الرجولة والمقدرة على المواجهة وطلاقة اللسان في قول الحق.
ومن حسن الحظ ان حفظت لنا بعض المصادر شذرات من خطب سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز في صباه التي ألقاها إما قراءة أو ارتجالاً في عدة مناسبات في عهد الملك المعلم المؤسس.
ولعل الاطلاع على بعض هذه النماذج يجعلنا نعرف سبب مستوى الحصافة والفصاحة والمقدرة الفذة على الارتجال في الخطابة التي يتمتع بها سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز والتي تعود لسنوات التربية الأولى التي أشرف عليها الملك عبدالعزيز، فلم يكن «عبدالعزيز» طيب الله ثراه ملكاً مؤسساً لدولة بل كان أباً ومربياً عظيماً مؤسساً للرجال.
بين يدي ولي العهد سعود
عندما عاد سمو الأمير سعود بن عبدالعزيز والأمير محمد بن عبدالعزيز إلى عاصمة الديار النجدية في جمادى الثانية 1356هـ تشرف أصحاب السمو الأمراء طلاب مدرسة الأمراء في الرياض بمقابلة سموه في الديوان الأميري.
وبعد ان حيوا سموه بدأ إلقاء الخطب، كانت خطبة الأمير سلطان بن عبدالعزيز وهي أول خطبة لسموه أمام ولي العهد وعمر الأمير سلطان 12 سنة قائلاً: يا صاحب السمو للمرة الأولى أقف بين يدي سموكم خطيباً معبراً عما خالج نفوسنا من الفرح والسرور وما خامر قلوبنا من البهجة والحبور لقدومكم السعيد، ولابدع إن فرحت لكم القلوب واشرأبت الأعناق وازدحم الناس على بابكم واحتفلت البلاد بيوم قدومكم فأنت ابن سيدها الذي تجشم في سبيلها الصعاب وجاب أقاصي المعمورة ليرفع مستواها بين صفوف الأمم الراقية فأهلاً بكم وسهلاً بقدومكم.
ما أسعدني اليوم وأوفر حظي
وعندما عاد سمو الأمير سعود إلى الرياض في شعبان 1357هـ بعد رحلة مع سمو الأمير محمد إلى أوروبا زاره سموه في مكتبه بالقصر العالي طلاب مدرسة الأمراء وألقى الأمير سلطان الكلمة التالية: يا صاحب السمو: إن هذا اليوم الذي نحتفل فيه بقدومكم وسمو الأمير محمد ليعد من غرر الأيام وأسعدها، فلقد جدد لنا ذكريات سالفة وعهداً وقفت فيه من سموكم هذا الموقف، رفعت عقيرتي بتقديم التهاني واظهار العواطف، وما أسعدني اليوم وأوفر حظي إذ أقف مبدياً بعض ما تكنه جوانحي من الفرح بهذا الإياب السعيد ومعبراً عما داخلني من السرور.
يا صاحب السمو: لقد سمعنا بالحفاوة التي لاقيتموها سموكم في كل بلد وطئته قدماكم ولئن كان حظ الناس أن يقفوا بين يديكم مهنئين ومرحبين فإن نصيبنا منكم أوفر نصيب إذ ننعم ببقائكم بيننا فنتمتع برؤية وجهكم المشرق في غدو الأيام وبكورها.
يوم مبارك ميمون
وعندما ختم الأمير متعب بن عبدالعزيز القرآن في 14 رجب 1385هـ ألقى الأمير سلطان خطبة قال فيها: يوم مبارك ميمون وطالع سعد تجلى من هذه الظاهرة الجديدة بمدرستنا إنها الظاهرة الجميلة وتثلج الصدور وتغتبط بها النفوس، كيف لا.. وباعث هذه الغبطة والسرور هو ختم أخينا متعب القرآن العظيم، وإنا لمقدر فيك النشاط الذي بذلها والجهود التي صرفها حتى أدرك هذا الفوز فجعلنا نقيم هذا الاحتفال تكريماً له وتنشيطاً لإخوانه الذين لم يختموا حتى الآن ومازالوا في الطريق، ولقد ذكرني هذا الاحتفال الذي أساهم فيه بالاحتفالات السابقة التي أقيمت بهذه المناسبة لإخواننا الخاتمين السابقين عبدالرحمن وطلال ومشاري وغيرهم فحمدت الله الذي جدد لنا هذه الذكرى.
مكنونات النفس وخلجات الضمير
وعندما عاد الأمير سعود ولي العهد إلى الرياض بعد سفره في 10/5/1359هـ توجه إليه طلبة مدرسة الأمراء وألقيت أمام سموه كلمات وخطب، كانت خطبة الأمير سلطان ما يلي: يا صاحب السمو: لقد أمرنا الله بالشكر لنعمه التي لا تعد ولا تحصى ووعدنا بالزيادة إذا قمنا بهذا الواجب، قال تعالى: {لّئٌن شّكّرًتٍمً لأّزٌيدّنَّكٍمً}، وإن ما ترونه يا صاحب السمو من مظاهر الحفاوة بمناسبة عودتكم للوطن وما تشاهدونه فينا من النشاط والتحفز لإبداء مكنونات النفس وخلجات الضمير وعواطف القلب أمام سموكم، ما هو إلا معنى من معاني إبداء الشكر لله وحده على ما أنعم به من النعم برؤية وجهكم المشرق في هذا اليوم.
يا صاحب السمو فيك عرفنا حدب الوالد وعطف الأخ وبك ينتظم عقد اخوتنا وإليك ترنو أبصارنا وأنت الخير وابن خير الملوك والقادة.
إننا نفخر بيوم كهذا
وعندما ختم الأمير بدر بن عبدالعزيز القرآن في شعبان 1361هـ رعى الأمير سعود بن عبدالعزيز خطبة فيه قال فيها: يا صاحب السمو.. السلام عليكم لقد كان من الواجب حقاً ان نفخر بيوم كهذا ونحتفل به ونعده من غرر أيامنا أجل كان من الواجب أن نحتفل بيوم نرى فيه كيف يقدر العلم، وكيف ترفع منزلة العامل المجد والطالب المجتهد وكيف تبرهن المدرسة على انها خير من يهدي إلى السبيل السوي وخير من يبدد غياهب الجهل بنور العلم وخير من يحمل علم النهوض وقد يكون من الخبر أن ألمح إلى نبذة عن مدرستنا هذه الفتية فأقول: لقد أسست هذه المدرسة منذ عهد قريب فأنشأها مولانا الوالد المعظم لغرض تثقيفنا وتهذيبنا وسبقنا إليها جملة من اخواننا وكنا على إثراهم نتلمس الفائدة ونرتوي من خضم العلم الزاخر فبلغنا درجة دون ما نرجو ودون ما تصبو إليه نفوسنا، إلا إنا قد عرفنا الطريق إن شاء الله وليس من شك في ان تأسيس هذه المدرسة حلقة من سلسلة المنن التي طوق بها مولانا المعظم أعناقنا والتي يجب أن ندعو الله آناء الليل وأطراف النهار ليجزيه عليها أفضل الجزاء أدام الله جلالته مؤيداً محفوفاً بالعناية، وحمى ولي العهد وجميع الأسرة من كل سوء.
والسلام عليكم،،،

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved