Tuesday 27th may,2003 11198العدد الثلاثاء 26 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عشق للخير وحب للإنسانية ليس له حدود عشق للخير وحب للإنسانية ليس له حدود
معانٍ جديدة للعمل الإنساني في حياة سلطان بن عبدالعزيز
كيف بدأ الأمير سلطان أكبر عملية إغاثة قام بها فرد إلى خمس دول إفريقية بعد قراءته لخبر مس شغاف قلبه؟
كيف أنقذ سلطان بن عبدالعزيز آلاف المسلمين من الوقوع في براثن الحملات التنصيرية وأبعدهم عن البدع والضلال؟

  بقلم اللواء الدكتور إبراهيم بن محمد المالك - مدير عام إدارة الشئون العامة للقوات المسلحة
إن الكثيرين من الذين أعطاهم الله من فضله ينفقون على أعمال الخير ومساعدة المحتاجين، ورغم صدق النوايا ورغبة التقرّب إلى الله، إلا أن معظمهم جاءت حركته بعد أن طرق سمعه صوت ملهوف محتاج فهبّ لمساعدته بما تيسّر، ومن النادر أن نجد من سعى وبحث عن طالبي العون وأعطاهم دون أن يطلبوا، وقدّم لهم ما يجعلهم في غنى عن السؤال عبر تقديم وسيلة إنتاج، وتابع حالاتهم واعتبر نفسه مسئولاً عن أي عثرة تصيب سعيهم.
ربما كانت للدول مؤسسات تنفق عليها لتؤدي دور المتحسس المستقصي. وأخرى مهمتها الإنفاق على علاج أمراض الأفراد والمجتمعات، وثالثة تتابع، وكل أمورها تمضي عبر روتين ديواني خُطط لها، غاب عن دفء الإحساس الإنساني ورغبة الحصول على الأجر والثواب.
ولكن.. الأمر يختلف حين يأتي الحديث عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، فكل ما صنفناه في باب النادر لدى المحسنين يضحى عادياً لديه، فالإنفاق على أعمال الخير لديه لا ينتظر صيحة الإغاثة وطلب العون، ومساحة العطاء عنده بلا حدود، والتحرك، لا تحدده فقط الحاجة الآنية الفردية بل ضمان المستقبل والتأمين ضد أي ارتداد، ليس للأفراد فقط بل أيضاً للمجتمع.
نماذح تُغني عن أي شرح
لو راجعنا أية واحدة من قصص هبّاته الإنسانية لوجدنا نماذج تعكس ما ذكرنا وتغني عن أي شرح.. لنأخذ مثلاً عملية الإغاثة الكبرى التي قال عنها كل من تابعها: إنها أكبر عملية إغاثة قام بها فرد، بدأت هذه العملية الإغاثية الكبرى بصورة نشرتها صحيفة لامرأة إفريقية جالسة في حالة إعياء بعد أن أنهكها الحفر في حجر النمل بحثاً عن حبوب تقتات بها هي وأطفالها، كانت اللقطة تقول: إن هذه المرأة لم يعد أمامها من خيار سوى الموت هي وأطفالها إذا لم تجد من ينقلها من مكانها ذاك إلى آخر يتوفر به القوت، كانت الصورة للمصوّر والصحيفة ضربة بارعة وسبقاً خبرياً، وللبعض دمعة تأثر ولآخرين ربما كانت مثيرة للابتسام أو الضحك.. ولكنها كانت للأمير سلطان شيئاً مختلفاً، كانت إنذاراً عاجلاً ونداءً خاطب ذلك الإحساس الإنساني الخاص لديه، وكان لتلك الصورة معنى آخر للأمير الإنسان، كان معناها إن هناك ملايين تعاني.. وأن الانتظار ولو ليوم واحد يعني ضياع أرواح بريئة.. ومنذ تلك اللحظة بدأت أكبر عملية إغاثة يقوم بها إنسان فرد شملت خمس دول إفريقية في غرب إفريقيا وشرقها، وخلال تلك العملية وزّع الغذاء وكسي العراة وحفرت الآبار وأُسكن المشردون وعولج المرضى، وكل ذلك كان على نفقة الأمير الإنسان سلطان بن عبدالعزيز.
وإذا حللنا هذا التحرك الإنساني فسنجده يميّز عن غيره بأنه تم دون أن يصل تقرير للأمير الإنسان حول حاجة الناس هناك للعون، ولم يتسلم رسالة استغاثة من فرد أو جماعة في منطقة محددة ليعرف هوية من يطلب العون بل كانت هناك حقيقة واحدة، أن بعض البشر يعاني، ولا يهم معرفة هويته أو ديانته. ولم تكن منطقة المأساة الإنسانية قريبة أو مجاورة بل هي تبعد آلاف الكيلومترات. وكان تحليل الصورة يقول: إن بتلك المنطقة آلاف بل ملايين الحالات المماثلة لحالة تلك المرأة، وأن من يصل إلى هؤلاء الناس عليه أن يكون مستعداً لتحمل مسئولية إطعام وعلاج وإيواء وكساء أعداد كبيرة منهم، وبعد كل هذا يلاحظ أن الأمير سلطان لم يتبع الإجراءات الديوانية بالكتابة إلى جهة متخصصة لتبلغه أو لتؤكد أو لتحدد له منطقة الحاجة أو حجمها ليضيع وقتاً ثميناً في مراسلات عقيمة لا تنتهي إلا بعد أن تكون المجاعة قد افترست الملايين، بل كان ردّ الفعل فورياً. وكان الخطوة الأولى تكوين لجنة حملت معها الإغاثة وكل المطلوب لعون الناس وما تحتاجه من مبالغ.
تجاوز الماديات والتصنيفات
وعون ذي الحاجة لدى الأمير سلطان لا يقف عند حدود الحاجات المادية بل يتعداها إلى حاجات الإنسان المعنوية والروحية، وهذا ما تشهد به قوافل الإغاثة التي وجهها إلى إفريقيا، حيث كانت تصاحبها قوافل أخرى للدعاة خاصة في المناطق الإسلامية، وكان إنفاقه في هذا الشأن مماثلاً لإنفاقه في شراء الحاجات المادية. وجاءت الثمار معلنة بالأرقام عِظَم جهد الأمير الإنسان.
لقد منعت قوافل سلطان الإغاثية، سقوط المسلمين الفقراء في براثن المنظمات التنصيرية ذات الإمكانات الكبيرة والتجربة الطويلة في إفريقيا المسنودة بالإمكانات والقدرات والخبرات الاستعمارية والاستخباراتية.
تقول الأرقام: إن حملة سلطان أنقذت مئات الآلاف من المسلمين من أيدي جماعات التنصير، وأنقذت آخرين من البدع والضلالات العمياء. بل وأضافت حشوداً جديدة إلى صفوف المسلمين هناك من أولئك الذين كانوا على الوثنية. وكل ذلك تم دون إكراه أو استخدام لسلاح الغذاء.
ومما يؤكد غلبة الجانب الإنساني على غيره لدى الأمير الإنسان إن تلك الحملة عندما بدأت بأقطار غرب إفريقيا لم تضع باعتبارها أقطاراً أخرى في شرقها أو
  وسطها، ولكن ذلك الحسّ الإنساني المرهف الذي يتجاوب مع معاناة الإنسان مهما كان لونه أو دينه.
أضيفت إلى حملة سلطان لإغاثة الدول المتأثرة بالجفاف دولتا إثيوبيا ومالاوي، وكلتا الدولتين تصنفان ضمن الدول المسيحية في القارة. واعتاد الناس في إفريقيا توظيف المنظمات الغربية للإغاثة لإضعاف الأنظمة الإسلامية كما حدث في السودان وتشاد وغيرهما، ولكن الأمير سلطان وجّه قوافله إلى هاتين الدولتين وبأحجام تتناسب مع عظم المأساة مما يؤكد غلبة الجانب الإنساني فيه على أي اعتبار آخر.
الغوص في الجذور
وكل من اطلع على السجل الإنساني الحافل للأمير الإنسان سلطان سيجد نفسه أمام سؤال حول هذا السر الذي يجعل من العمل الإنساني محور الاهتمام الأساسي لدى سموه، وتوظيفه لكل ما لديه من إمكانات لخدمته دون النظر إلى التكلفة العالية، لقد بلغ به هذا الاهتمام حد إنشاء منظمة لا عمل لها إلا البحث عن كل من هو بحاجة إلى عون، وابتكار الوسائل التي تجعل من هذا العون مثمراً على المدى البعيد، فما هي جذور هذا الحسّ الإنساني؟ وكيف بدأ ومتى؟.
لقد كان للمسئولية المبكّرة دور في هذا الشأن، إذ تولى سلطان مهام إمارة الرياض وهو دون العشرين، رأى فيه والده عبدالعزيز بثاقب رؤيته قدرة على التعامل مع الظروف الصعبة التي كانت تجتازها المملكة، كانت الرياض هي الأكبر من ناحية السكان وهي الأضعف من ناحية الإمكانات عندما تولى إمارتها، فهي ليست ميناء وليست وسط منطقة زراعية. كانت تعاني إذا قَلَّ المطر، وتعاني أيضاً إذا جاء غيثاً مدراراً.. ويذكر كل سكان الرياض الذين عاصروه أميراً عليها أنه كان في مقدمة الصفوف في الحالتين، ليس آمراً أو موجهاً بل مشمراً للساعد مع أهلها.
لقد سجّل له تاريخ الرياض مواقف تعكس قوة هذا الحسّ الإنساني الخاص في سن تكون عادة مرحلة اكتساب الخبرات ولكنها كانت بالنسبة له تأكيد النضج لذاك الحسّ، وظهر ذلك عندما جاء السيل العرم مقتحماً شوارع الرياض التي كانت آنذاك بيوتاً طينية ضعيفة البنية وشوارع ضيقة متعرجة، شاهد سكان الأحياء المتأثرة بالسيول أمير الرياض سلطان يخوض وسط الماء ليحفر مصارف لتلك السيول، لم ميقف متفرجاً.. لم يكتف بإصدار الأوامر والتوجيهات، بل شارك، ولم تكن مشاركة رمزية تسجلها الكاميرات بل كانت عملاً حقيقياً استمر منذ بزوغ الفجر وحتى الغروب، ولم ينصرف إلا بعد أن اكتمل تصريف المياه وعاد الناس يمشون مطمئنين في الشوارع ويدخلون إلى بيوتهم دون خوف من سقوطها عليهم.
لقد اعتاد منذ صغره أن يقدم ما عنده لخدمة أخيه الإنسان دون أن ينتظر جزاءً ولا ثناءً.. وتعوّد على نسيان ما قدم دونما اهتمام بتسجيله.
الحرص على السرّية
وهذا الحرص على أن يمضي عمله الإنساني دون إعلان احتراماً لمشاعر من تسلّم عطاءه مما يجعل كل من يتصدى لعملية رصد وتوثيق هذا العطاء وسط مهمة صعبة، وتظهر صعوبة المهمة عندما يتخذ الراصد من وسائل الإعلام مرجعاً، لأنه سيكتشف أن ما وصل إلى هذه الأجهزة جاء من قبل الذين تسلموا تلك العطايا، وهؤلاء لم يجدوا من وسيلة للتعبير عن شكرهم إلا بإبلاغ من حولهم دون أن يقصدوا إيصالها إلى أضواء الإعلام، فكم من مريض أصاب اليأس أهله بعد أن طرقوا كل الأبواب دون أن يحصلوا على علاج أو عون، فوجئوا بمن يطرق بابهم ليلاً ليبلغهم أن الأمير سلطان أرسل طائرة الإخلاء الطبي لينقل ابنهم إلى أكبر المستشفيات ليعالج على نفقة سموه، وكم من مبدع ظن أن المجتمع نسيه بعد أن تقدمت به السن وجد على بابه مندوباً من لدن سلطان يطلب منه همساً أن يرصد حاجته العاجلة والآجلة ليتسلمها خلال أيام، وكثيرة هي المدن والأحياء التي عرفت، بعد أن اكتمل بناء المستشفى أو المدرسة أو المرفق الخدمي، إن من دفع نفقات ذلك هو الأمير سلطان، فأصرت على إطلاق اسمه على المنشأة، ليس فقط داخل المملكة أو في الدول التي حولها، بل في بلاد بعيدة فيها المسلمون أقلية مضطهدة.
مما يصعّب مهمة الباحث الموثّق أنه لن يرى من جبل الجليد إلا قمته، وأن ما ظهر للناس من أعمال إنسانية كشفته طبيعته، فالمرفق الخدمي لا يمكن إخفاء بنائه، وقوافل الإغاثة الضخمة يستحيل إخفاء تحركها. وحمل مريض بطائرة الإخلاء الطبي من منطقة نائية إلى مستشفى حديث يصل إلى الصحف مهما كانت الاحتياطات، من جانب أقرباء المريض أو من موظف صغير بالمستشفى، وقد يعتقدالمؤرخ أنه جمع الكثير ولكنه سيكتشف أن كل حالة تلخّص آلافاً غيرها مضت سراً وأن ما جمعه مجرد نماذج لو جمعت كلها لن تكون إلا قطرة في حبر العطاء الذي يصعب رصده.
ومما يزيد من صعوبة مهمة المصنف أن أعمال سلطان الإنسانية لا تحدها حدود ولا يمكن حصرها في تصنيف أو تعريف، إضافة إلى أن سجلها يضيف جديداً صباح كل يوم في نوعيته ومعناه وحجمه، وفيها ما هو موجه للأفراد أو للمجتمع أو للمؤسسات، وما يجمع بين كل ذلك، وفيها ما لا يحس الناس نتائجه إلا بعد فترة مثل نشاطه في مجال البيئة، وما يرى الناس ثماره دون أن يشاهدوا أشجاره، وإذا شاهدوا أشجاره لم يعرفوا اسم من غرسها لأنه لا يود إشهار عمله حتى لا يبطل أجره أو يقلله.
كثيرة هي الأمثلة التي تؤكد ما نقول.. مثلاً.. في أي تصنيف نضع إنفاق سموه على نشاطات حماية البيئة التي تبدأ من رصد الجوائز الضخمة لدفع الناس لعمل ما يفيد التوازن البيئي وصحة الناس، لقد اعتاد الناس أن يكون هذا عمل قطاعات رسمية متخصصة ترصد لها الدولة الاعتمادات لأنه عمل يحتاج إلى جهد عدّة تخصصات لفترة طويلة، وهو من نوع الأعمال التي يجني ثمارها بعد حين دون أن يعرفوا، من غرس؟.. هل يمكن أن نجد نموذجاً مماثلاً لجهد فردي
  في مجال كهذا؟.
بلا حدود
رغم صدق نواياهم ورغبتهم في الأجر والثواب من عند الله وحده، إلا أن من اختصهم الله بقضاء حوائج الناس يتحركون دائماً في حدود مكان إقامتهم أو حدود دائرة اهتمامهم ذات العلاقة بالمكان أو التخصص أو الهواية، هذه العوامل تحدد مسار حركتهم، ولكن دائرة الحركة الإنسانية للأمير سلطان مختلفة، وهي لا ترتبط بزمان أو مكان، وغير محددة باهتمامات محددة أو قيود تمنع أو تبطئ من الاستجابة لأي نداء.
وعملية الإغاثة نفسها تمضي دون قيود زمان أو مكان أو تخصص أو اعتمادات، وكما رأينا في أكبر عملية إغاثة ينفّذها فرد لتلك الأقطار الإفريقية التي ضربها الجفاف أنها بدأت في بلد وامتدت لستة بلاد، وحملت قوافلها الأولى الغذاء والكساء والدواء، وجاءت الثانية والثالثة بالآبار ووسائل الإنتاج ثم بالمهندسين لبناء المدارس والمعاهد والدعاة والمعلمين، ولم تتوقف في بلد ولم تجعل حدودها بلاد الجوار أو بلاد الإسلام، بل عبرت المحيطات إلى آسيا وأوروبا وأمريكا، وأعطت الأقليات الإسلامية ما يعينهم على الصمود كجماعة، وقدّمت للمحتاج منهم ما يغنيه عن سؤال الناس كفرد، وأعانت الطالب الطموح لإكمال دراساته العليا بعد أن مكّنته في مرحلة سابقة من تلقي العِلم في دياره.
ومن الصعب رصد حالات الإعانة الفردية حتى داخل المملكة فكيف إذا كانت خارجها؟ وهي في معظمها تتم بين سموه وصاحب الحاجة مباشرة، وما خرج لأضواء الإعلام كان بمبادرة من جانب من تلقى تلك المكرمة، كما أنها مستمرة وبشكل يومي تقريباً، ويفاجأ القريبون منه في كل صباح بخبر تنشره الصحف حول انقاذ إنسان من حكم قصاص بتدخل الأمير الإنسان لدى ذويه ودفعه للدية من جيبه، أو محتاج لم يجد ثمن الغذاء والدواء وفجأة وجد ببابه من يقدم له ما يحتاج وينقله إلى حيث يجد الرعاية والعلاج دون أن يدفع ريالاً واحداً.
اهتمام متكامل بالإنسان
ولا يفوق اهتمام سموه بمعاش الإنسان وتعليمه إلا اهتمامه بصحته، لذا ستجد اسم الأمير سلطان يتردد في دهاليز أي مشروع صحي اكتمل، أو في بطون ملفاته ومراسلاته إذا كان في مرحلة الفكرة وحشد الطاقات أو أثناء عملية التشييد، ذلك لأن الجهة التي تقف خلف المشروع، إما أنها خاطبته لدعمه أو لتبنّيه بالكامل، أو أنها وجدت لديه حلاً لمعضلة مالية أو إجرائية تؤخر العمل.
وفي الكثير من المستشفيات هناك وحدات ذات تكلفة عالية تمنّت إدراك تلك المستشفيات تنفيذها، وبذلت جهداً كبيراً لتحقيق ذلك، ولم تتحقق أمنيتها إلا على يد الأمير سلطان، لذا سيجد من يطوف المملكة الكثير من وحدات الغسيل الكلوي والكثير من معامل الفحص والتشخيص ومراكز الرعاية وغيرها من الوحدات ذات الأهمية الخاصة للحفاظ على حياة الإنسان تحمل اسم سموه لأنه دفع ثمنها بعد أن بلغ علمه الحاجة إليها في تلك الجهة، وهذا الأمر ليس في المملكة فحسب بل في بلاد مجاورة أو بعيدة.
معانٍ جديدة
ولأن العمل الإنساني لدى سموه بمعانٍ أعمق لا تنظر إلى الفائدة الآنية، ولا تقف عند حدود حاجة الفرد، بل تتعداه إلى الجماعة ومستقبلها لهذا اتجه عطاؤه الإنساني إلى قطاعات هي الآن في الظل، وفوائدها لن تظهر إلا بعد سنوات. ويتجلى ذلك في دعمه لقطاع السياحة بالمملكة. وقد يعجب البعض إذا عرفوا أن سموه أنشأ كلية لعلوم السياحة هي الأولى من نوعها في العالم العربي وجلب لها أفضل الخبراء بتوقيع عقد تعاون أكاديمي مع جامعة فرجينيا في الولايات المتحدة، ولن يعرف الناس أهمية هذا العمل إلا بعد أن يملأ خريجو هذه الكلية المواقع في فنادقها ومنتجعاتها وبعد أن ينتشر الوعي بالسياحة الداخلية مما يدفع المواطن السعودي لقضاء عطلته داخل وطنه، إنها أريحية وحسّ إنساني يجعل من العطاء الإنساني تنمية للمجتمع، وخلقا لفرص عمل جديدة وفتحاً لمجالات استثمارات جديدة تجذب رؤوس الأموال الوطنية إلى الداخل.
إنها معانٍ جديدة للعمل الإنساني، يضع أسسها الأمير الإنسان سلطان بن عبدالعزيز.
الخدمات الإنسانية
اما في اطار الخدمات الإنسانية للأمير سلطان فلا أدل على ذلك الصرح الشامخ (لمساعدة الناس كي يساعدوا أنفسهم) إنها مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية، ويا له من سمو للهدف الذي قامت من أجله هذه المدينة الطبية التأهيلية العملاقة، حيث تقدم الرعاية الطبية التأهيلية للمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة من مسنين وبالغين وأطفال في جو مناسب من الرعاية الصحية، مع العناية بصفة خاصة بالخدمات التأهيلية الرائدة في الشرق الأوسط وإن هذا الانجاز العملاق يحمل وبلا شك دلائل كثيرة ترمز إلى ما يمكن أن تحققه الخدمات الإنسانية النبيلة في رقي المستوى الإنساني. إنه رجل يقدم المثال النادر للإنسان الذي جعل من الآخرين اهتمامه الأول، فوظف كل وقته وجهده من أجل أن يرقى بالإنسان بعيداً عن منغصات الألم والحاجة. هذه المدينة التي يقوم على ادارتها أبناء له بررة، اشتقوا الإنسانية من سمو سلطان. الذي أوصاهم ووجههم بكلمة راقية تدل على النبل والإيمان بقضاء الله عندما قالها واضحة وصريحة:«إن جميع ما أملكه في هذه الدنيا من مال وعقار وهبته لهذه المدينة الإنسانية وقد وافقت جميع زوجاتي وأولادي على ذلك» وهكذا تبدو النقلة النوعية للمفهوم الصحي بمدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، حيث تتعدى النظرة اطار الرعاية الصحية إلى أعم وأشمل تختصره عبارة «الإنسانية».
إنها معان جديدة للعمل الإنساني، يضع أسسها الأمير الإنسان سلطان بن عبد العزيز.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved