Saturday 31th may,2003 11202العدد السبت 30 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حول شارون الحقيقي وصدق نواياه بشأن تنفيذ خارطة الطريق حول شارون الحقيقي وصدق نواياه بشأن تنفيذ خارطة الطريق
الإعداد يتم الآن لبناء 12 ألف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات

  * القاهرة - مكتب الجزيرة عمر شوقي:
تؤكد المبادرة التي أقدم عليها وزير الإسكان الإسرائيلي، ايفي ايتام، أخيراً - والتي أثارت العديد من ردود الفعل السلبية - عدم صدق شارون في تنفيذ خارطة الطريق خاصة وأن هذه المبادرة تأتي في الوقت الذي زعمت فيه الحكومة الإسرائيلية «تبنيها» لخارطة الطريق، وهو ما جعل الكثيرين يؤكدون على أن الرسالة الحقيقية التي تبثها حكومة شارون بغض النظر عن أي اتجاه تحاول إقناع العالم بأنها انتهجته هي تعزيز وترسيخ الاحتلال للمناطق الفلسطينية المحتلة، رغم أن شارون قد ادعى اعترافه بأن السيطرة الإسرائيلية على الفلسطينيين تعتبر احتلالاً وهو ما يؤكد أن ذلك الادعاء يمثل تمثيلية يريد شارون القيام بها.
وكانت صحيفة «يديعوت احرونوت» قد نشرت أخيراً أن وزارة الإسكان التي يتولاها زعيم الحزب القومي الديني المفدال افي ايتام أعلنت استكمال إعداد الخرائط لبناء 806 ،11 وحدة إسكانية جديدة في المناطق الفلسطينية المحتلة، والمتوقع المصادقة عليها حتى نهاية العام الجاري، فيما ستبدأ، خلال الأشهر القليلة القادمة، ببناء 2000 وحدة جديدة، تمت المصادقة على خرائطها.
وأضافت الصحيفة أنه علم من وثائق قدمها الوزير ايتام إلى الحكومة أخيراً أن قرابة 5300 وحدة من الوحدات الجديدة التي يجري تخطيطها ستقام في مناطق معاليه ادوميم وجبعات زئيف تقع في منطقة القدس، فيما سيتم إنشاء البقية في مستوطنات اريئيل وبيتار عيليت وجبعات بنيامين.
وحسب المعطيات سيتم بناء 4281 وحدة إسكانية في منطقة معاليه ادوميم، و1054 في منطقة جبعات زئيف، و3200 في منطقة بيتار عليليت، و3271 في منطقة اريئيل.يشار إلى أن معطيات وزارة الداخلية أشارت إلى ازدياد عدد المستوطنين في المناطق الفلسطينية المحتلة، خلال عام 2002م، بنسبة 8 ،5%، حيث بلغ عددهم 028 ،226 مستوطناً، أضيف إليهم 5000 مستوطن جديد منذ بداية العام الحالي.
والمثير للدهشة أن ذلك المخطط يجري الإعلان عنه رغم زعم شارون، أمام نواب حزب الليكود في الخطاب الذي ألقاه أخيراً، بأنه ينوي إنهاء الاحتلال للمدن الفلسطينية، إلا أنه اعترف خلال الجلسة أن المشروع الاستيطاني لن يتوقف. كما أعلن أمام لجنة الخارجية، في الكنيست أن خارطة الطريق لا تتضمن أي التزام إسرائيلي يتعلق بالاستيطان، وأن إسرائيل متفاهمة مع الولايات المتحدة على مناقشة هذه المسألة في إطار قنوات الاتصال الإسرائيلية - الأمريكية، وليس على صعيد خارطة الطريق.
من جانبه أوضح الكاتب إبراهام تيروش رئيس المعهد الدولي للدراسات السياسية في إسرائيل خلال مقالة في صحيفة معاريف أن خطاب شارون أمام حزب الليكود واستعماله مصطلح «الاحتلال» لوصف الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة، هو محاولة منه لكسب الوقت وتضييع الفرص على الفلسطينيين.
ويشير تيروش إلى أن «الصوت الذي استعمل مصطلح (الاحتلال) كان صوت شارون لكن الشفاه التي نطقت فهي شفاه الاحتلال وليس السلام الذي يريد شارون إقناع العالم بأنه يتبناه».
ويقول تيروش إن شارون «يتصرف كطفل يفحص حدود والديه وإلى أي مدى يستطيع الاستمرار بشقاوته. فهو يتقدم في كل مرة خطوة صغيرة ممنوعة، وينظر حوله ليرى ردود الفعل».
ويضيف أن البداية كانت مع «التنازلات المؤلمة» ثم «الدولة الفلسطينية» ثم واصل شارون مع إزالة المستوطنات، وهكذا تابع شارون خطواته إلى أن وصل إلى استعمال مصطلح «الاحتلال» والغريب أن كل هذا يحدث شفوياً بدون أي تقدم على أرض الواقع.
ويؤكد تيروش أن غالبية الإسرائيليين يقعون في مطب مناورات شارون وأصبحوا غير قادرين على كشف الحقيقة من وراء الشعارات والوقوف على المشترك في جميع تصريحاته. وكأن المحلليين الإسرائيليين جميعا أصيبوا بنوع من العمى السياسي وفقدان الذاكرة وفقدان القدرة على التحليل والإحالة والاستنتاج، غير قادرين على ربط وجمع تصريحات شارون المختلفة ضمن نسق واحد كما يجب أن يكون ذلك. وألمح أن شارون يثير البلبلة في تصريحاته المختلفة حتى أن الجميع يتساءلون «من هو شارون الحقيقي» موضحا أن الفلسطينيين فقط هم القادرون على حل هذا اللغز فهم الذين يعرفون شارون عن غيرهم.
ويختتم مقاله بالتأكيد أن المنقذ الوحيد هو شمعون بيرس.
ويكتب تيروش كل هذا كي يشير إلى ضرورة انضمام حزب العمل إلى حكومة شارون الأمر الذي سيخرج الأحزاب «اليمينية خارج الائتلاف الحكومي» وحتى عن هذه الخطوة يقول الكاتب إنه من غير المؤكد أن بمقدورها الكشف عن شارون الحقيقي الذي يرهق الإسرائيليين معه في حرب بلا نهاية.
تصريحات شارون «مسرحية»
من جانبه يرى المحلل السياسي جدعون سامت في صحيفة هآرتس أن لجوء ارييل شارون إلى استعمال مصطلح «الاحتلال» ليقول إن هذا الأمر يثبت المقولة القديمة بشأن شارون القائلة «فقط شارون يستطيع إذا أراد».
ويقول سامت إن شارون في خطواته هذه حول خارطة الطريق والدعوة إلى وقف الاحتلال إنما هي «استجابة إلى تطلعات الغالبية الإسرائيلية الواضحة في استطلاعات الرأي ليس أقل من استجابته للرئيس بوش». ثم يشير المحلل سامت إلى أن الأمل الذي يبثه شارون لدى غالبية الإسرائيليين سيبقى «بعيد المنال بنفس القدر الذي يواصل به شارون تمثيل دور المعتدل بأقواله والرفضي بأفعاله».
ثم يقول سامت إنه يجب «الثناء على السندات التي بثها شارون في الأسبوع لكن يجب أيضاً تقديمها له منذ الآن في كل يوم لسدادها». ويواصل سامت ليقول إن المشكلة الأساسية «إننا لم نتعلم حتى الآن شيئاً حول أخلاقيات التسديد السياسي لدى رئيس الحكومة»، مشيراً إلى وجود العديد من الأسباب للاستمرار بالتشكيك بشارون الذي يصفه الكاتب كأحد أكثر السياسيين الإسرائيليين «خداعاً».
كما يقول سامت إن شارون يستطيع مواصلة هذه التمثيلية لكن الرئيس بوش وحده القادر على رسم المسار ووتيرته وهذا ما يجب انتظاره هذا الأسبوع خلال لقاء شارون بوش. ويقول سامت في ختام مقاله إن الرئيس الأمريكي هو الوحيد القادر على توضيح فيما إذا كنا أمام مجرد «مسرحية» أم أمام «الشيء الحقيقي».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved