Saturday 31th may,2003 11202العدد السبت 30 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
مقترحات حول الهيئات
عبدالرحمن بن سعد السماري

الحديث عن دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع.. يطول ويتشعب.
* والحديث أيضاً.. عما حققوه من فوائد للفرد والمجتمع.. يحتاج إلى مساحات.
* والحديث عن السلبيات والمشاكل التي عالجوها أو حالوا دون وقوعها أيضاً.. هي الأخرى تحتاج إلى مساحات.. فهم خير.. ولا يأتي منهم بفضل الله.. إلا الخير.
* ومازلنا نعيش مع إخواننا رجال الهيئة.. فرحة ذلك الوسام الكبير الرفيع.. الذي علقه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز في عنق كل رجل هيئة.. وكان وسام فخر واعتزاز.. وشهادة من رجل كبير في منزلة سموه.
* وإيجابيات رجال الهيئة.. ليست شيئاً خافياً.. بل نلمسه ونعايشه في حياتنا بشكل يومي.. وكيف لا يكون لها إيجابيات ومنافع وهي جزء مهم من الدين.. وقد امتدح الله المسلمين بأنهم آمرون بالمعروف.. ناهون عن المنكر.. وذلك لأهمية هذا الدور في كل مجتمع.
* كما لا يخفانا أبداً.. وضع كل المجتمعات التي تفتقد هذه الخدمة الضرورية جداً.. وما تعايشه تلك المجتمعات من سوء حال وفوضى وضياع. وما يعايشه كل فرد من مشاكل وضيق.. وهذه الخدمة.. تحمي الفضيلة وتحافظ عليها.. وتردع الرذيلة وكل من يسعى لها.
* فدور الهيئة.. ليس كما يتوقعه البعض.. من المناداة للصلاة أو حتى التجول في الأسواق.. بل إن دورهم.. تعدى ذلك إلى خدمات أخرى تهم المجتمع المسلم وتأخذ أكثر من شكل.
* إنني عندما أشاهد رجال الهيئة حول مدارس البنات وكليات البنات تحت لهيب الشمس الحارقة.. أو في أجواء برد شديد.. أدرك أن هؤلاء الرجال.. يقدمون لنا خدمة لا يمكن تصورها.. وكأنهم آباء لكل بنت هنا.
* كم كشفوا من جريمة؟
* و كم كشفوا من مجرم؟
* كم فضحوا من مصانع بدائية للخمور.. هي في الأساس مصانع للسموم وتدمير الأجساد والأخلاق وتقويض المجتمع؟
* مصانع كثيرة.. يشترك فيها مجموعة من العمال القذرين سلوكاً وأجساداً ونظافة.. يبيعون خموراً مليئة بالجراثيم والآفات والسموم والأمراض أتلفت أجساد السفهاء.. وأنهكت طحال البشر.. الذين وقعوا تحت طائلة هذا الفساد.
* والمسألة لم تعد فقط.. مسألة معصية.. وإن كانت خطيرة جداً.. بل هي أيضاً.. ترويج للأمراض الفتاكة والآفات الخطيرة.
* فرجال الهيئة.. هم الذين كشفوا هؤلاء الخبثاء وخاطروا بحياتهم في فضح هؤلاء وملاحقتهم ومداهمة أوكارهم.
* وكم كشفوا من فيلم أو مادة إعلامية خليعة هدفها تدمير سلوك بناتنا وأبنائنا؟
* لا يكاد يمر يوم أو يومان.. إلا ونقرأ إنجازاً رائعاً لرجال الهيئة هنا وهناك.. هذا ما يعلن وينشر عنه.. وما يخفى أكثر وأكثر.
* فهذا بائع خمور.. وهذا مهرب مخدرات.. وهذا صانع سموم.. وهذا مهرب أو مروج.. وهذا.. وهذا.. ونحن نشاهد ونسمع و«نهز» رؤوسنا و«نمط براطمنا» بعد كل خبر.. ولا ندرك ماذا وراء الخبر.. وكيف وصلوا إلى هذه الجريمة.. وكيف قبضوا على المجرم.. وكيف سلموه للجهات الأمنية؟
* إننا كمجتمع.. لم نعد في مسألة.. مدى جدوى وفائدة هذه الخدمة.. بل نحن من الدين ومن إسلامنا ومن الواقع.. انها ضرورية جداً للمجتمع المسلم.
* ولم نعد في مسألة.. مدى ضرر غيابها.. لأننا نعايش ونشاهد مجتمعات أخرى غابت عنها هذه الخدمة الضرورية.. فغابت الفضيلة وغابت الأخلاق.. ودخل المجتمع في فوضى أخلاقية وسلوكية.
* بل إن دورنا اليوم.. ماذا صنعنا لرجال الهيئة؟
* هل يكفي مجرد أن نكف عنهم شرورنا ومشاكلنا وهجومنا غير المبرر؟
* هل يكفي.. أن نكف ألسنتنا فقط ونقول «من خيرنا.. كفاية شرنا؟!!».
* الدولة وفقها الله.. لم تقصر.. بل دعمتهم وساندتهم وشجعتهم ومنحتهم الصلاحية والمكانة والدعم.. وكان آخر أشكال الدعم.. هو ذلك الوسام الكبير.. الذي علقه سمو وزير الداخلية على صدور رجال الهيئة.. رجلاً.. رجلاً..
* كل ما نتمناه كمواطنين.. وكمنتفعين ومستفيدين من دور رجال الهيئة هو:
* أولاً: مقر يليق بهؤلاء الرجال.
* مقر للرئاسة.. يكون مشرٍّفاً لائقاً.. بدلاً من تلك الخرابة التي كلها «دواعيس» مبان قديمة.. وأثاث قديم.. وبلاط «يْدَبْدِبْ» ومكيفات صحراوية بدون «قِشْ».
* نتمنى.. أن يكون هناك مبنى رائع كبير يليق بهم.. ويؤثث تأثيثاً يليق بأصحاب الفضيلة منسوبي الهيئة.
* ثانياً: نتمنى.. أن يكون لأعضاء الهيئة ورجالها.. كادر وظيفي خاص.. على غرار القضاة.. وعلى غرار أعضاء هيئة التحقيق والادعاء العام.. وعلى غرار المدرسين.
* مطلوب سلم جيد لهم.. وأن يعطوا فوق هذا السلم والكادر الوظيفي.. بدلات.. لأنهم يعملون ليل نهار ولا يتوقفون لحظة واحدة.. ولأنهم.. يواجهون أخطاراً.. نتمنى أن يتحقق لهم ذلك.
* ثالثاً: نتمنى.. دعم ميزانية الرئاسة.. وتعزيز بنودها لتضطلع بأهدافها وتقوم برسالتها وتوسع نشاطها وتغطي مناطق مسؤولياتها بكل كفاءة وحضور.
* رابعاً: نتمنى.. توسع صلاحياتهم ومنحهم مساحات من الحركة والحضور والعمل والعطاء وتفهم دورهم.. فهم خير.. ولن يأتي منهم إن شاء الله.. إلا الخير.
* ليت كل ذلك يتحقق.. فالرجال.. يستاهلون.. يستاهلون.. يستاهلون.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved