Tuesday 3rd june,2003 11205العدد الثلاثاء 3 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بين قمة إيفيان وشرم الشيخ بين قمة إيفيان وشرم الشيخ
الأمير عبدالله يحمل تطلعات وآمال المنطقة
ولي العهد يواصل جهوده لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط

  * القاهرة مكتب الجزيرة عثمان أنور:
تحمل المملكة العربية السعودية على عاتقها إقرارها السلام والاستقرار في المنطقة وبذل الجهود لصالح الأمة العربية والإسلامية والعمل على بلورة موقف عربي واضح له نفوذه وتأثيره في المحافل الدولية والعالمية ومن هنا جاءت المشاركة الفعَّالة للمملكة في قمتي إيفيان وشرم الشيخ، حيث يواصل صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد جل جهوده المتفقة مع جهود الرئيس المصري حسني مبارك لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة. وبما ان قضية الشرق الاوسط تحتل أولوية في أجندة قمة إيفيان وقمتي شرم الشيخ والعقبة فقد حرصت المملكة على طرح رؤيتها بخصوص السلام والاستقرار في المنطقة وضرورة التوصل الى حل سلمي عادل وشامل للقضية الفلسطينية وكذلك تحقيق وحدة العراق وضمان سيادة الشعب العراقي على اراضيه ونبذ الإرهاب وكما ان قمة ايفيان تبحث عن إحلال السلام في الشرق الاوسط اضافة للقضايا الاخرى التي تناقشها تأتي قمة شرم الشيخ اولى خطوات عملية السلام بتأكيد التزام الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بتعهداتهما في خريطة الطريق وتؤكد المملكة ومعها الدول العربية على ضرورة ربط المبادرة العربية للسلام والتي قدمها صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد وتبنتها قمة بيروت من اجل الاستقرار والسلام الحقيقيين بعيداً عن الوعود الاسرائيلية الزائفة لأن الحقيقة الواضحة للعيان ان الطرف الاسرائيلي كان ولا يزال صاحب التحفظات التي تعوق دائما عملية السلام وتماطل دائما في تنفيذ وعودها وفي هذا السياق يأتي طلب تشكيل لجنة خبراء أمريكيين للمراقبة ورصد مدى التزام كل طرف بتعهداته سوف يكشف اي محاولة لرئيس الوزراء الإسرائيلي للتهرب من تلك التعهدات.
يقوم الدور السعودي على إرساء تقاليد اساسية في ادارة العلاقات بين الجانب العربي والولايات المتحدة الأمريكية وهذا ما كشف عنه مشاركات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والوفد المرافق له في قمة إيفيان وابان الاستعدادات للمشاركة في قمة شرم الشيخ، فعلى هامش قمة إيفيان التقى سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس حسني مبارك المشارك في قمة إيفيان أيضاً وبحث معه سبل التعاون وكيفية ان تتخذ القمة خطوات فعَّالة باتجاه صالح الدول العربية والمنطقة كذلك التنسيق فيما يتعلق بقضايا مكافحة الارهاب والاوضاع في فلسطين وصياغة موقف عربي والخروج بنتائج ملموسة في قمة شرم الشيخ واستثمارها لتحريك عملية السلام وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة وبهذا التنسيق الفعَّال تؤتى الثمار وتكتسب قمة شرم الشيخ اهميتها في كونها ترتبط بقضايا متنوعة في الوقت الحالي تتداخل فيها السياسة الأمريكية بقوة اهمها الوجود الأمريكي في العراق وعملية التسوية السلمية للصراع العربي الاسرائيلي والتعامل مع مشكلة الارهاب وهذه كلها قضايا تتطلب نقاشا مباشرا وواضحا لكي يدرك كل طرف توجيهات الطرف الآخر بشكل محدد وصريح بعيداً عن التوجسات وهذه الصراحة والوضح هما من مميزات السياسة السعودية والتي تؤكد على ان الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني يجب ان يتعاملا بشكل محدد حتى يتم التوصل الى حلول خاصة ان لقاء شرم الشيخ يتم على مستوى القمة في نفس الوقت يجب العمل على استثمار هذه الفرصة لإزالة التوترات في العلاقات بين الجانب العربي والأمريكي التي تتكرر بين الحين والآخر.
تواصل الجهود
ويرى المراقبون ان هذه الاهداف المرجوة تكتسب شرعيتها وأهميتها من كون مشاركة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز صاحب مبادرة السلام العربية في قمتي إيفيان وشرم الشيخ ففي قمة إيفيان تتواصل الجهود والتنسيق السعودي المصري باعتبار ان المملكة ومصر هما الدولتان العربيتان المشاركتان في قمة إيفيان وان هذه الجهود تصب في احلال السلام في المنطقة وكذلك مشاركة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في قمة شرم الشيخ لكون خارطة الطريق تعتمد وترتكز على المبادرة العربية للسلام والتي ستكون محور المباحثات الأمريكية والعربية.
ولعل ذلك ما استشعرته الولايات المتحدة الأمريكية من ثقل وكثافة الجهود السعودية والمصرية، فمارست ضغوطاً على الجانب الإسرائيلي كما تعهد الرئيس الأمريكي بتحويل رؤيته لقيام دولة فلسطينية آمنة الى جانب اسرائيل وهذا المفهوم الأمريكي لا بد من دعمه كما يرى المراقبون ولكن بعد تفهمه للحقوق والمطالب الفلسطينية والعربية المشروعة وذلك من خلال الحوار الذي تشهده قمة شرم الشيخ مع القادة والملوك والزعماء العرب.
وتتأكد كثافة الجهود السعودية وتطابق رؤيتها وتوجهاتها مع الجانب المصري والعربي في دفع وتحريك الرؤية الأمريكية للأمام وتفعيلها وتحويلها الى واقع فانه لا بد من ضغط أمريكي كامل على شارون للالتزام ببنود خطة خارطة الطريق دون الاعتراضات التي ابداها فتوصل شارون الى الموافقة على الخريطة وإقرار الحكومة الاسرائيلية لها بأغلبية 12 صوتا مقابل سبعة اصوات وامتناع اربعة عن التصويت وتغلب شارون على المعارضة للخطة من وزراء اليمين المتطرف وأعضاء من حزبه الليكود واتخذ عددا من الاجراءات لتخفيف الحصار عن الفلسطينيين، ورغم ان الشكوك تحيط بخطوات شارون التي اتخذها غير ان الاهم ما اعلن عنه الرئيس الأمريكي من تشكيل فريق عمل أمريكي لمتابعة تنفيذ خطوات الخطة وفقا للبرنامج الزمني المحدد بها وذلك من خلال المسؤولية المشتركة لجميع الأطراف والتي ستكون محور الحوار في قمتي شرم الشيخ والعقبة، والمملكة والجانب العربي يعملان على استثمار هذا الحوار حيث يرى المراقبون انه من الطبيعي ان يتطرق الحوار بين بوش والقادة العرب الى الشكوك العربية في التزامات شارون لذا يعمل الجانب العربي على التأكيد على وجود هذه اللجنة لمتابعة التنفيذ كما أن الرئيس بوش كان قد اكد ان ظهور قيادة فلسطينية جديدة في الشرق الاوسط والتي ادانت الارهاب اشارة مشجعة على ان الطرفين يمكن ان يتفقا على دولتين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن، وقال سيتطلب العمل المستقبلي قرارات صعبة ولكي يسود السلام يجب محاربة الارهاب.
من جهة أخرى كان وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكي كان قد التقى ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي وأبلغه ان الرئيس الأمريكي جورج بوش معني بأن يتضمن البيان الذي سيصدر عن لقاءات شرم الشيخ والعقبة نصا صريحاً بشأن قيام دولة فلسطينية ويتبنى خارطة الطريق من قبل الجانبين الاسرائيلي والفلسطينية.
كما ابلغه ان الرئيس بوش ينوي مراقبة تطورات العملية السلمية عن كثب وبشكل شخصي وقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي كولن باول عن قرب تشكيل طاقم سيقوم بالاشراف على تطبيق خريطة الطريق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved