* واشنطن:
قمرنا في شغل مستمر وفي حرب مع الأرض كما هي عادته منذ القدم، فتجتذبه الأرض وتحدث في سطحه الشقوق والفجوات.
ولكن ذلك لا يشكل خطراً واضحاً على القمر، فلا خوف من تصدع وانما مجرد هزات خفيفة تصيب القمر كل شهر بفعل الجاذبية الأرضية.
ويحدث للقمر اهتزاز كل 4 ،28 يوماً. وقد اكتشفت هذه الظاهرة مؤخراً نتيجة لدراسات متواصلة قام بها علماء مشروع أبولو في مركز وكالة الفضاء والملاحة القومية الأمريكية في هيوستون.
وقد بني الاكتشاف على أساس ترجمة آلاف الاشارات، الضعيفة منها والقوية، والمرسلة الى الأرض عن طريق جهاز قياس الاهتزازات نصبه رواد أبولو 12 في شهر نوفمبر الماضي.
وهذا الجهاز جزء من المراصد النووية التي نصبت على سطح القمر في اقليم بحر العواصف بواسطة تشارلز كونراد والآن بين.
ومنذ شهر ديسمبر، أخذ جهاز قياس الاهتزازات يسجل شهريا نماذج من اشارات متطابقة في اللحظة التي يكون فيها القمر في أقرب نقطة من الأرض.
ولقد عرف العلماء لبعض الوقت ان القمر يحدث له انتفاخ بمقدار متر واحد نحو الأرض في هذا الوقت، ولكن العلماء لم يعرفوا ما هو التأثير الذي يحدثه هذا الطارئ على قشرة القمر.
وقال الدكتور جاري لاثام، رئيس قسم قياس الاهتزازات ما يلي:
«ماذا نستطيع أن نقول الآن، هل هذا الاهتزاز (مرجعه الجاذبية الأرضية) وهو بكل وضوح يحدث شداً جديراً بالاهتمام في جرم القمر في عمقه يقدر بحوالي (6 ،1 كيلومتر). وان التفسير لذلك هو أن هذه الارتجافات «هزات قمرية».
وأضاف ان جذب الأرض القوي يضاف اليه عملية المد والجزر كانت تثير حركات على الجوانب الخلفية للقمر تحدث التصدع والتشقق في القشرة القمرية.
وقال: إن هذه تقنية الزلازل. فكل تصدع يلي آخر. وان الهزات الشهرية - هزات متقطعة كثيرة أخرى قد سجلتها أجهزة قياس الاهتزازات - وهي دلالة قوية على ان للقمر حرارة داخلية متبقية.
وقبل هبوط أبولو، أعتقد معظم العلماء ان القمر كان قد برد منذ آماد طويلة وأنه جسم ميت. وقد سجلت هذه الهزات على بعد 80 كيلومترا من اقليم فرا ماريو وهو الموقع الذي تقرر ان تهبط فيه أبولو 14 في أوائل السنة القادمة. وإذا كانت هذه الاهتزازات تنبعث من إقليم فراماريو، فإن هذا الاقليم سيصبح أكثر اثارة للعلماء من ذي قبل. خاصة وان هؤلاء العلماء يعتقدون ان صخور الاقليم عبارة عن قطع متناثرة ناتجة عن تكوينات قمرية يعود عمرها الى أكثر من 600 ،4 ملايين سنة.
|