Friday 6th june,2003 11208العدد الجمعة 6 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد تصاعد الحرب الكلامية بينهما بعد تصاعد الحرب الكلامية بينهما
هل تضع أمريكا السلاح النووي الإيراني هدفاً لها بعد فشلها في العثور عليه في العراق

* القاهرة مكتب الجزيرة - عبدالله الحصري:
تزايدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران في الفترة الاخيرة وتصاعدت الحرب الكلامية بينهما، فقد اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية إيران بامتلاك أسلحة نووية وكيماوية وانها تؤوي عناصر من القاعدة وتريد التدخل في الشؤون العراقية بعد الحرب. ونفت إيران هذه التهم بل واتهمت الولايات المتحدة بازدواجية المعايير وعدم الجدية في الحرب على الارهاب. وقال مرشد الجمهورية في إيران علي خامئني أمام البرلمان مؤخراً ان بلاده لن تسمح بالتنازل تدريجيا بدافع الخوف حتى الاستسلام واتهم الولايات المتحدة باستخدام امبراطوريتها الاعلامية لنشر فيروس الخوف والذعر في صفوف المسؤولين الايرانيين.
هذه التوترات وتصاعد حدتها في الآونة الاخيرة يطرح العديد من التساؤلات حول مدى ما تسفر من تطورات وهل الاسلحة النووية التي تملكها إيران هدف خفي لأمريكا خاصة انه لم يتم العثور على الاسلحة العراقية؟ وهل سيأتي الدور على إيران بعد العراق؟
الاجابة على هذه التساؤلات تلقي انعكاسات مباشرة وغير مباشرة على ما تقوم به الادارة الامريكية حيال العراق والمنطقة وكذلك الترسانة النووية الاسرائيلية ومحاولات جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من السلاح النووي.
فمن ناحية العراق نجد انه داخل المعادلة الامريكية الايرانية فرغم ان إيران التزمت الحياد في حرب الولايات المتحدة وبريطانيا ضد العراق إلا انها أبدت تحفظات وتخوفات كثيرة بسبب الوضع الشيعي في العراق ووجود قوات محتلة بجوار أراضيها خاصة في ظل التهديدات التي تطولها واعتبارها محوراً للشر من قبل الولايات المتحدة الامريكية، يضاف الى ذلك الاجواء المشبعة بالشائعات الاسرائيلية التي تزعم ان بعض الدول العربية تسعى الى تخزين أسلحة نووية ونقلها أو استغلال البنية التحية لاستخدام السلاح النووي وذلك لإرباك العرب وترويج الاتهامات ضد إيران وسوريا بامتلاكهما أسلحة نووية.
البرنامج الإيراني
ليس مصدر تهديد
وبالرغم من أن إيران عضو في معاهدة منع الانتشار النووي، ووقعت اتفاقية الضمانات النووية، وسمحت في السابق للوكالات بالتفتيش في أي زمان وأي مكان في المناطق التي تختارها ووفق طلبها، فإن هناك قلقا كبيرا لدى الولايات المتحدة من جراء برنامج إيران النووي وخاصة برنامج الإثراء لإمكانية الاستفادة من هذه الخبرة في انتاج يورانيوم عالي الاثراء، رغم ان هذه المفاعلات من نوع الماء المضغوط مستخدمة في معظم دول العالم وتحتفظ بالوقود المستهلك، وتخضع لنظام الضمانات، ولم يحدث أي استخدام لها في إنتاج بلتونيوم لأغراض التسليح النووي، كما ان الولايات المتحدة وافقت على تشييد مفاعلات من هذا الطراز لكوريا الشمالية بدلا من مفاعلات إنتاج البلوتونيوم.
وأعرب الجانب الأمريكي عن قلقه بشكل واضح من النشاط الايراني في مجال الإثراء في مطلع شهر ابريل الماضي في المؤتمر السنوي الذي تنظمه اللجنة الامريكية الاسرائيلية للشؤون العامة (AIPAC) إيباك وهي قاعدة اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة. وقال عدد من كبار المسؤولين انه سوف يتم التعامل مع إيران وكوريا الشمالية بنفس الاهمية بعد الانتهاء من عملية العراق وكانت صور الاقمار الصناعية أشارت في سبتمبر الماضي الى وجود مرفق لإثراء اليورانيوم في ناتانز بواسطة إيران.
وفي فبراير الماضي زارها وفد من المفتشين من الوكالة الدولية برئاسة الدكتور محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فوجد برنامجا متقدما لإثراء اليورانيوم بطريقة الطرد المركزي الغازي حيث تحتوي المحطة على 164 وحدة تعمل في تتابع باستخدام غاز الهكس. وفي موقع مجاور يجري تجميع 1000 وحدة طرد مركزي غازي إضافية، ويجري التخطيط لتجميع خمسة آلاف وحدة طرد مركزي بحلول عام 2005م لاستكمال محطة اثراء اليورانيوم.
وطلب مدير عام الوكالة من إيران إمداد الوكالة بوثائق تصميم محطة الاثراء، وطلب من إيران الانضمام الى البروتوكول الاضافي لنظام الضمانات: ولكن إيران شرطت للتوقيع على البروتوكول ان ترفع الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، في ظل هذه الاوضاع راجت بعض الاقاويل عن استعداد إسرائيل لقصف المجمع النووي الايراني.
هل تقصف إسرائيل
المجمع النووي الإيراني؟
فقد أشارت تقارير وردت الى موسكو من آسيا الوسطى والقوقاز، الى أن تسع طائرات حربية اسرائيلية على الاقل ترابط في دول متاخمة لإيران، فيما لوحظ ان هذه الطائرات الامريكية الصنع خلت من أية إشارة تدل على هويتها، مما يؤكد توقعات روسية لم تتضح تماما حول امكانية استغلال حكومة شارون، للعملية العسكرية الامريكية ضد العراق، من أجل قصف المجمع النووي الايراني على غرار ما فعلته في مجمع تموز العراقي في يونيو 1981م.
وأكدت التقارير انه مع ان موسكو، وواشنطن تملكان تصورا موحداً بأن أية عملية جوية اسرائيلية ستبوء بالفشل بالنظر للاحتياطات التي اتخذتها السلطات الايرانية، فإن المراقبين الروس، لا يستبعدون ان يقوم شارون، بمثل هذه الحماقة التي لا يعرف ما إذا كانت ستحظى بالضوء الاخضر الامريكي، ويرى المراقبون ان الحسابات الامريكية تضع الاسلحة الايرانية كهدف لإخفاء فشلها في اقناع العالم بوجود أسلحة نووية لدى العراق في الوقت الذي يتجاهل فيه السلاح النووي الاسرائيلي.
السلاح النووي الإسرائيلي
وقد أصبح السلاح النووي الاسرائيلي يشكل تهديداً فعلياً في منطقة الشرق الاوسط سواء من الناحية الاستراتيجية أو البيئية خاصة بعد تسرب معلومات من داخل إسرائيل حول مخاطر وتهديدات أمنية وبيئية مبعثها بشكل رئيسي مفاعل ديمونة الذي أصبح في حالة سيئة بسبب قدمه وعدم اخضاعه للصيانة اللازمة.
ويشكل التهديد النووي الاسرائيلي وسيلة لإحباط العرب واخضاعهم مما يستلزم وضع استراتيجيات عربية مشتركة تهدف في الاساس الى خلق توازن في القوى مع إسرائيل لأنه بدون هذا التوازن لن تكون لمساعي السلام في المنطقة أي جدوى وستظل مجرد شعارات حيث برر العديد من الاسرائيليين العاملين في المجال الاستراتيجي ضرورة تملك سلاح ردع نووي لان ذلك سيؤكد التفوق الاسرائيلي الاقليمي ويسمح لاسرائيل بالريادة ويساعد القيادة السياسية على فرض الامر الواقع والذي سينعكس إيجابا على إسرائيل في أي مفاوضات مع الاخذ في الاعتبار محدودية رد الفعل الدولي والاقليمي، وخاصة في ظل العلاقات المتميزة مع قوى التأثير العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved