Sunday 8th june,2003 11210العدد الأحد 8 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شعر شعر
حمد العسعوس
ليلةُ العُرس

بمناسبة تكريم الشاعر الأديب الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن إدريس - حفظه الله ورعاه -.


كرّموهم.. في رؤاهم تلوحُ
شعقة الفجر، والصباح يبوحُ
كرموهم.. ففي رؤاهم سناء
أشرقت من سناه تلك السفوحُ
كرموهم.. فإنهم كائنات
من صداها صار اليمام ينوحُ
هؤلاء الذين جابوا الفيافي
والقوافي على خطاهم تصيحُ
هؤلاء الذين.. فينا.. أعادوا
دولة سادها القصيد الفصيحُ
ليلة العرس كاعب قد تجلت
لابن إدريس.. والعريس مليحُ
شاعر يمحض القصيدة عشقاً
عشقه فاضح، جلي، صريحُ
لم يتب عن مطارحات هواها
فهو شيخ ومن هواها جريحُ
هو شيخ يبدو عليه التصابي
عند بيت القصيد لا يستريحُ
هو شيخ وشاعر وأديب
ومنيب يسمو به التسبيحُ
إنه الكاتب الذي لا يرابي
يشعل الحرف في رؤاه الطموحُ
وهو الناقد الذي لا يحابي
وبعيد عن نقده التجريحُ
يا ابن إدريس ساحة الشعر ضجت
حين زفوك. كالبخور تفوحُ
يا ابن إدريس.. إن عشق القوافي
ليس يكفي في شرعه التلميحُ
غازلتك الأشعار عمراً طويلاً
حين ساقتك في رباها الفتوحُ
حين ذقنا.. أنا وأنت.. لماها
غرد الشعر، واصطفانا النزوحُ
وأقمنا في.. حيها.. نتساقى
وعليها نغدو.. وحيناً نروحُ
يا ابن إدريس.. أنت قاضي هواها
وأنا عاشقٌ، وصبٌّ يسوحُ
أتعبتني.. حتى ظفرت بوعدٍ
حيث غادرتها وأنت طريحُ
فأعرني جناحك الفذّ حتى
أتباهى به.. وأنت سموحُ
سوف أسمو به بكل فضاء
عربي.. يحدني المسموحُ
لغة تطرب البلابل منها
ورؤى عاشق، ووجه صبوحُ
يا ابن إدريس.. يا صديق القوافي
هي تلهو.. وأنت فيك جروحُ
أنت دللتها، وكنت حفيا
يتجافى لأجلها ويسيحُ
عشت تبني من القصيدة بيتاً
ثم بيتاً.. حتى تعالت صروحُ
لم تغادر بيادر الشعر حتى
أثمر الشعر، وهو نبت شحيحُ
يا ابن إدريس.. أنت أنت عريسٌ
والعروس اللعوب بنت طموحُ
حين زفوك للقصيدة ليلاً
أبرق الفجر، والقوافي تلوحُ
يا ابن إدريس.. أنت نجمٌ عليٌّ
وبنجد يعلو.. لك.. التلويحُ
شعراء في نجد صاغوا رؤاهم
أنت أبرزتهم.. فجاد القريحُ
جادك الغيث يا نديم القوافي
عذبتك المتون ثم الشروحُ
حين وافى «سلمان»(1) صاح قصيدي
دولة الشعر. يا أمير تروحُ
إنها دولة النجوم، وصارت
من فضاءاتها.. النجوم تطيحُ
إنها دولة تشد العذارى
ولساحات عشقهن تبيحُ
دولة طرز الجمال مداها
وتجلى فيها الفضاء الفسيحُ
دولة خالط الحنين ثراها
واعترى شعبها الغرام الصحيحُ
يا أبا فهد (2).. دولة الشعر.. أنتم
من سيبقى لها.. فلا تستريحُوا
أنقذوا عرشها، وصونوا حماها
وارفعوا شأن أهلها.. كي يبوحُوا

«1 - 2» المقصود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أمير منطقة الرياض وراعي حفل التكريم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved