Friday 13th june,2003 11215العدد الجمعة 13 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عملية السلام في خطر.. وبوش يوبخ على مضض الإسرائيليين وينتقد بشدة الفلسطينيين عملية السلام في خطر.. وبوش يوبخ على مضض الإسرائيليين وينتقد بشدة الفلسطينيين
خريطة الطريق تغرق في دوامة العنف بفعل شارون

  * القدس رويترز:
تواجه عملية السلام في الشرق الأوسط أزمة خطيرة بدأها كالعادة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون وذلك بمحاولة اغتيال عبدالعزيز الرنتيسي والتي أثارت غضب حركة حماس والفلسطينيين وهددوا بالانتقام وكان ذلك بالفعل حين قام شاب في الثامنة عشرة من العمر بتنفيذ عملية فدائية قتل خلالها 16 إسرائيليا وجرح 80 آخرون في القدس كما استشهد عشرة فلسطينيين في غارات إسرائيلية على غزة.
وأدان الرئيس الأمريكي جورج بوش وهو يشهد خطته للسلام المعروفة ب «خريطة الطريق» تغرق في دوامة جديدة من حوادث القتل.
وقال «أدعو العالم الحر بأسره.. الدول المحبة للسلام.. إلى عدم الاكتفاء بإدانة حوادث القتل وإلى أن تستخدم كل قوتها لمنع حدوثها في المستقبل».
إلا أن توعد حماس بتنفيذ مزيد من الهجمات ضد إسرائيل وتعهد إسرائيل بمواصلة استهداف وقتل النشطين الفلسطينيين يمثل نذير سوء للآمال الأمريكية في إمكان تنشيط عملية السلام من جديد.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية في صدر صفحتها الأولى بعد أسبوع من قمة في العقبة الأردنية تعهد فيها بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ونظيره الفلسطيني محمود عباس بالعمل من أجل السلام «عدنا للحرب».
وبسقوط 26 قتيلا على الجانبين أمس الأول فإنه يعد أحد أعنف الأيام التي يشهدها الصراع الناشب منذ أشهر.
وأعلنت حماس مسؤوليتها عن هجوم القدس الذي تخفى منفذه في زي يهودي متدين، ومزق الانفجار حافلة مكتظة بالركاب قرب السوق الرئيسية المفتوحة وأدى إلى تطاير الأشلاء والجثث، وأسفر التفجير عن مقتل 16 وإصابة أكثر من مئة.
وخلال دقائق أطلقت طائرات هليكوبتر إسرائيلية صواريخ على غزة لتقتل اثنين من أعضاء حماس وستة من المارة، وفي حوالي منتصف الليل قتل اثنان من نشطاء كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس في هجوم صاروخي في غزة.
وزعم وزير العدل الإسرائيلي يوسف لبيد لراديو إسرائيل أن النشطين الفلسطينيين الذين يرفضون خريطة الطريق يحاولون «استدراجنا إلى رد فعل مبالغ فيه».
وكان بوش اطلق خريطة الطريق للسلام الأسبوع الماضي مع رئيسي الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون والفلسطيني محمود عباس أملا في إنهاء إراقة الدماء المستمرة منذ 32 شهرا.
إلا أن الهجمات والردود الانتقامية استمرت، وقالت حماس إن تفجير القدس كان ردا على محاولة إسرائيل الفاشلة لاغتيال عبدالعزيز الرنتيسي من خلال هجوم صاروخي في غزة يوم الثلاثاء.
وأدان عباس والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي وافق على تقاسم السلطة في ابريل/نيسان تحت ضغط دولي تفجير القدس وأيضا الغارات الإسرائيلية.
وتوعد شارون بعد تفجير القدس بأن تواصل إسرائيل ملاحقة الناشطين الفلسطينيين بأقصى طاقتها كما ستبذل «كل جهد» لدفع العملية الدبلوماسية قدما.
وفي الوقت نفسه ظهرت مشاهد دمار في مدينة غزة حيث أطلقت طائرات هليكوبتر إسرائيلية صواريخ على سيارة بعد دقائق من تفجير القدس.
وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس في موقعها على شبكة الإنترنت «أطلقت طائرتا هليكوبتر إسرائيليتان ما يزيد على أربعة صواريخ باتجاه سيارة مدنية... ومن الشهداء تيتو مسعود (24 عاما) وسهيل أبو نحل (28 عاما) وهما من كوادر وقادة كتائب القسام».
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن مسعود شارك في اطلاق صواريخ القسام على جنوب إسرائيل ومستوطنات يهودية في غزة.
وأفادت مصادر فلسطينية أن أبو نحل كان حارسا شخصيا سابقا للشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس.
وقال شاهد عيان «برك من الدماء.. أشلاء .. رؤوس مقطوعة.. هذا ما رأيته».
ويتزامن تنامي العنف مع دفاع إسرائيل عن نفسها في مواجهة انتقادات أمريكية نادرة من نوعها بسبب محاولة اغتيال الرنتيسي.
وأمر شارون مساعديه بتسليم معلومات مخابرات إلى مسؤولين أمريكيين تدعم اتهامات بأن الرنتيسي كان ينسق لهجمات على إسرائيليين.
وأعرب بوش عن قلقه من أن تضعف محاولة الاغتيال عباس الذي يحاول إقناع النشطاء باستئناف محادثات وقف اطلاق النار.
وقال مساعدو شارون إن توبيخ بوش فاجأ شارون لكنه ثابت على موقفه،
ونقل مسؤول حكومي عن شارون قوله أمام مجلس وزرائه «عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب لا تكون هناك تنازلات».
وطلب بوش من مساعديه الضغط على الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين ليفوا بالتزاماتهم بموجب خريطة الطريق التي تنص على خطوات متبادلة تقود إلى إقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved