Friday 13th june,2003 11215العدد الجمعة 13 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سماحة المفتي في خطبة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: سماحة المفتي في خطبة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
إن من أسباب أمن المجتمع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للنصر على الاعداء والتمكين في الأرض
الذين ينادون بتهميش جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هؤلاء مفسدون

* إعداد: محمد بن سليم اللحام وفهد بن إبراهيم الجمعان
بين سماحة المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ان الله اخبر عن نبيه وخليله ابراهيم لما أنهى بناء البيت دعاء لاهله وقال {وّإذً قّالّ إبًرّاهٌيمٍ رّبٌَ اجًعّلً هّذّا البّلّدّ آمٌنْا وّاجًنٍبًنٌي وّبّنٌيَّ أّن نَّعًبٍدّ الأّصًنّامّ }. و قصص الانبياء في القرآن جاءت للعظة والاعتبار {لّقّدً كّانّ فٌي قّصّصٌهٌمً عٌبًرّةِ لأٍوًلٌي الأّلًبّابٌ مّا كّانّ حّدٌيثْا يٍفًتّرّى" وّلّكٌن تّصًدٌيقّ الذٌي بّيًنّ يّدّيًهٌ}. كما قال خليل الله ابراهيم {رّبٌَ اجًعّلً هّذّا البّلّدّ آمٌنْا }. ثم قال {وّاجًنٍبًنٌي وّبّنٌيَّ أّن نَّعًبٍدّ الأّصًنّامّ} فبدأ عليه السلام بسؤاله الله الامن لبيته الحرام، لأن هذا الامن اذا تحقق للمسلم عبد الله على بصيرة، فعبادته الله وقيامه بحق الله يتحقق له بتوفيق من الله اذا حصل الامن والاستقرار، فبالامن تحفظ الاعراض والاموال وتحقن الدماء، وبالامن تستقيم مصالح العباد في امور دينهم ودنياهم وهذه النعمة لا يعرف قدرها الا من فقدها - والعياذ بالله - ولا يقدرها حق قدرها الا من عاش في ظلها سيعرف لهذه النعمة مكانتها ولهذا امتن الله على قريش بقوله {فّلًيّعًبٍدٍوا رّبَّ هّذّا البّيًتٌ الذٌي أّطًعّمّهٍم مٌَن جٍوعُ وّآمّنّهٍم مٌَنً خّوًفُ} فلما آمنهم الله من المخاوف واطعمهم من الجوع امرهم بعبادته ليقابلوا شكر الله على نعمته بعبادته وحده لا شريك له وذكرهم تلك النعمة وانه جعل بيته آمنا {أّوّ لّمً يّرّوًا أّنَّا جّعّلًنّا حّرّمْا آمٌنْا وّيٍتّخّطَّفٍ النَّاسٍ مٌنً حّوًلٌهٌمً }.
النعمة العظيمة:
وقال سماحته ان نعمة الامن نعمة عظيمة وفضل كبير من الله على العباد ولكن هذه النعمة انما تتحقق للعباد بالقيام بحق الله جل وعلا بتوحيده وعبادته واخلاص الدين له {وّعّدّ اللّهٍ الّذٌينّ آمّنٍوا مٌنكٍمً وّعّمٌلٍوا الصَّالٌحّاتٌ لّيّسًتّخًلٌفّنَّهٍمً فٌي الأّرًضٌ كّمّا اسًتّخًلّفّ الذٌينّ مٌن قّبًلٌهٌمً وّلّيٍمّكٌَنّنَّ لّهٍمً دٌينّهٍمٍ الذٌي ارًتّضّى" لّهٍمً وّلّيٍبّدٌَلّنَّهٍم مٌَنً بّعًدٌ خّوًفٌهٌمً أّمًنْا يّعًبٍدٍونّنٌي لا يٍشًرٌكٍونّ بٌي شّيًئْا} فاذا حقق العباد عبادة الله وقاموا بها خير قيام أمنهم الله من المخاوف وحقق لهم الامن في الدنيا والامن يوم لقائه ومن اسباب الامن تنفيذ اوامر الله والقيام بها والبعد عما نهى الله عنه، فمن سار على فرائض الاسلام وانتهى عما حرم الله عليه تحقق له الامن في الدنيا والآخرة، ومن اسباب الامن البعد عن الضلال للعباد صغيرة وجليلة قال تعالى {الذٌينّ آمّنٍوا وّلّمً يّلًبٌسٍوا إيمّانّهٍم بٌظٍلًمُ أٍوًلّئٌكّ لّهٍمٍ الأّمًنٍ وّهٍم مٍَهًتّدٍونّ} فلهم الامن المطلق في الدنيا والآخرة، ذلك في الدنيا ولهم الامن يوم لقائه {وّهٍم مٌَن فّزّعُ يّوًمّئٌذُ آمٌنٍونّ} فاذا آمن العباد فيما بينهم، وارتفعت عنهم مظالم العباد، ولم يظلم بعضهم بعضاً، واحترم بعضهم البعض في الدم والمال والعرض، ساد الناس امن وطمأنينة لان الظلم - والعياذ بالله - في التعدي على الناس بنهب اموالهم وسفك دمائهم وانتهاك اعراضهم يجعلهم جميعا في خوف ورعب.
الإيمان الحقيقي:
واكد سماحته ان الايمان الحقيقي يدعو المسلم الى احترام الدماء والاموال والاعراض لأنه اذا ساد احترام هذه الامور بين الناس ساد الأمن والطمأنينة وعرف كل الحق الذي له والذي عليه ولهذا في الحديث في وصف: والمؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم، ان من اسباب امن المجتمع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو صمام امان للامة وسبب لاطمئنان النفوس واستقرارها وسبب لعلو الخير وظهوره وسبب للبعد عن الشر والترفع عن الرذائل، وهو من خلق محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والمرسلين. يقول الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم {الذٌينّ يّتَّبٌعٍونّ الرَّسٍولّ الّبٌيَّ الأٍمٌَيَّ الّذٌي يّجٌدٍونّهٍ مّكًتٍوبْا عٌندّهٍمً فٌي التَّوًرّاةٌ وّالإنجٌيلٌ يّأًمٍرٍهٍم بٌالًمّعًرٍوفٌ وّيّنًهّاهٍمً عّنٌ المٍنكّرٌ } فمحمد صلى الله عليه وسلم خير الخلق امرا بالمعروف وخير الخلق نهيا عن المنكر، أسبق الناس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مشيرا الى ان أمته صلى الله عليه وسلم جعلها الله خير الأمم لأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر: {كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّتّنًهّوًنّ عّنٌ المٍنكّرٌ وّتٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ } فالأمة لا تكون خير الأمم ولا أفضلها الا اذا قامت بهذا الخلق العظيم فأمرت بالمعروف الذي يحبه الله ويرضاه ونهت عن المنكر الذي يبغضه الله ويكرهه، ربنا جل وعلا جعل هذا الخلق العظيم لصفوة الخلق {وّلًتّكٍن مٌَنكٍمً أٍمَّةِ يّدًعٍونّ إلّى الخّيًرٌ وّيّأًمٍرٍونّ بٌالمّعًرٍوفٌ وّيّنًهّوًنّ عّن ٌالمٍنكّرٌ وّأٍوًلّئٌكّ هٍمٍ المٍفًلٌحٍونّ} فأمر الله الامة ان تندب لهذا الامر العظيم من يقوم بهذه المهمة، الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واولئك هم الموصوفون بأنهم المفلحون، وقد جعل الله الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سببا للنصر على الأعداء والتمكين في الأرض { وّلّيّنصٍرّنَّ الله مّن يّنصٍرٍهٍ إنَّ اللّهّ لّقّوٌيَِ عّزٌيزِ الذٌينّ إن مَّكَّنَّاهٍمً فٌي الأّرًضٌ أّقّامٍوا الصَّلاةّ وّآتّوٍا الزَّكّاةّ وّأّمّرٍوا بٌالًمّعًرٍوفٌ وّنّهّوًا عّنٌ المٍنكّرٌ وّلٌلَّهٌ عّاقٌبّةٍ الأٍمٍورٌ } .
الطرد والإبعاد لمن أهمله:
واوضح سماحته في معرض بيان خطورة ترك هذه الشعيرة ان الله لعن من بني اسرائيل الذين عطلوا هذا الجانب العظيم، وجعل الله القيام به خلقا للمؤمنين.
{لٍعٌنّ الذٌينّ كّفّرٍوا مٌنً بّنٌي إسًرّائٌيلّ عّلّى" لٌسّانٌ دّاوٍودّ وّعٌيسّى ابًنٌ مّرًيّمّ ذّلٌكّ بٌمّا عّصّوًا وَّكّانٍوا يّعًتّدٍونّ}
كما ان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول لما قرأ هذه الآية.
{لٍعٌنّ الذٌينّ كّفّرٍوا مٌنً بّنٌي إسًرّائٌيلّ} كلا والله لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً ولتقصرنه على الحق قصرا، وفي رواية او ليوشكن الله ان يضرب قلوب بعضكم بعضاً ثم يلعنكم كما لعنهم. هذا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤولية كل فرد منا على قدر استطاعته. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان».
ومن مخاطر تعطيل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بيّن سماحته انه سبب يمنع اجابة الدعاء. يقول صلى الله عليه وسلم «مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل ان تدعوني فلا اجيبكم وتسألوني فلا اعطيكم وتستنصروني فلا انصركم وتستغفرونني فلا اغفر لكم» ان هذا الامر العظيم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر خلق اهل الايمان والاسلام فالذي يكره هذا الامر ويبغضه ويجد في صدره حرجاً من هذا الجانب أو يعده من باب كبت لحريات الناس وظلما لهم وسلبا لهم ولحرياتهم وخصوصياتهم ويرى ان تعطيل هذا الامر هو اعطاء النفوس حرياتهم لتعمل ما تشاء لا شك ان هذا تصور خاطىء ودليل على عمى البصيرة {أّفّمّن زٍيٌَنّ لّهٍ سٍوءٍ عّمّلٌهٌ فّرّآهٍ حّسّنْا فّإنَّ اللّهّ يٍضٌلٍَ مّن يّشّاءٍ }
هذا الامر العظيم واجب المسلم ان يعظم جانبه وان يقف بجانبه لان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يحفظ للناس أعراضهم ويحفظ دماءهم واموالهم انه هيبة للأمة ودليل على قوتها وتمسكها بدينها فهذا المرفق العظيم لا يرتاب في أهميته ولا يرتاب في عظمة شأنه الا من في قلبه مرض النفاق - والعياذ بالله - انه من يحب المنكر ويألفه ويحارب الحق ويكرهه في الحديث يقول صلى الله عليه وسلم «مثل القائم على حدود والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم اعلاها وبعضهم اسفلها فكان الذين في اسفلها اذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو انا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «فان يتركوهم وما ارادوا هلكوا جميعا وان أخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا» أخرجه البخاري. فشو المنكرات وكثرتها يهدد بعقاب الله هذا ما اكده سماحة المفتي العام واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم «فتح اليوم من ردم ياجوج وماجوج مثل هذه وعقد سفيان تسعين او مائة قيل انهلك وفينا الصالحون قال: نعم اذا كثر الخبث» اخرجه البخاري.
العلم بما يأمر:
ودعا سماحته القائمين على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تحري الضوابط الشرعية والطرق الحكيمة التي ارشد لها النبي الشارع ليكونوا على علم بما يؤمرون به وعلى علم بما ينهون عنه ويسلكوا كل طريق يوصل الى الحق ويبتعدوا عن كل طريق ينفر عن الحق مع البصيرة والتحلي بالخلق القويم ممتثلا ما به قبل ان يأمر به بعيدا عما ينهى عنه قبل ان ينهى عنه قائما بذلك خير قيام قصده الرحمة بالخلق والشفقة عليهم والاحسان اليهم وانقاذهم من معصية الله فذلك الخلق العظيم وهذا سبيل المرسلين، الدعوة الى الله والحث على الخير ونصيحة الامة.
مصالح الأمة:
وأبدى تعجبه ممن يرتاب في هذا الجانب او يعد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر امرا انتهى دوره ولا ينبغي ان يكون له وجود بين الأمة فتراه يسخر بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ويستهزىء بهم ويبحث لعله يجد ثلبا فيهم ولو كان هذا العائب فيه من العيوب اضعاف اضعاف ذلك ولكن يتغاضى عن عيوبه ويلصق التهم والعيوب بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ليس هناك احد في الخلق معصوما من الخطأ ولكن المصيبة الاصرار على الخطأ بعد العلم به اما الآمر بالمعروف والذي سلك في امره ونهيه الطرق الشرعية فهو على خير وحماية للأمة وتأمين لها ودفاعا عنها فان الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر متى ما استقامت حالهم ومتى كان عندهم من العلم والبصيرة الامر المطلوب فإنهم حماة لمصالح الامة ودفاعا عنها ورداً لكيد الكائدين ومن اشربت نفوسهم حب الكيد والفساد نسأل الله للجميع التوفيق والسداد والعون على كل خير، يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز: {إذً يّقٍولٍ المٍنّافٌقٍونّ وّالَّذٌينّ فٌي قٍلٍوبٌهٌم مَّرّضِ غّرَّ هّؤٍلاءٌ دٌينٍهٍمً وّمّن يّتّوّكَّلً عّلّى اللّهٌ فّإنَّ اللهّ عّزٌيزِ حّكٌيمِ } يخبرنا ربنا تعالى عن اقوام منافقين آمنوا بألسنتهم وكفروا بقلوبهم. يخبرنا عن هذه الفئة الخبيثة الذين يتربصون بالمسلمين الدو ا ئر. يخبرنا عن هذه الفئة الخبيثة التي امتلأت قلوبهم غيظا وحقدا على الاسلام واهله اذا رأوا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلة عددهم وضعف امكاناتهم ومع هذا فهم انصار لدين الله يجاهدون في سبيل الله باذلين كل غال ونفيس في سبيل الدفاع عن الدين والقيم والفضائل، لما رأوا تفانيهم في دينهم وجهادهم وجلدهم لاعداء الله وزهدهم في الدنيا ورغبتهم في الآخرة قالوا: { غّرَّ هّؤٍلاءٌ دٌينٍهٍمً} يقولون: هؤلاء خدعهم الدين، هؤلاء اغتروا بهذا الدين، هؤلاء صدقوا بالجنة والنار، هؤلاء نبذوا الدنيا فهذا دليل على غفلتهم ودليل على انخداعهم وان كلا يؤثر عليهم وكل يستعملهم فيما يريد، فكان لسان حالهم يقول: هؤلاء اغتروا بالدين، انخدعوا بأن هناك جنة ونارا وان هناك جزاء وحسابا وأن.. وأن.. إلخ.. لماذا؟ لانهم رأوا قوما جاهدوا في الله حق جهاده، رأوا قوما امتلأت قلوبهم بهذا الدين، بمحبة الله ورسوله والجهاد في سبيله. يقول بعض السلف «من أسرَّ بسريرة ألبسه الله رداءها علانية ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا» والله من وراء كل قلب قائل ولسانه. كما نسمع في هذا الايام وكم نقرأ مما ينشر عن سخرية بالاسلام واهله واستهزاء بأهل الدين، استهزاء بهم وسخرية بهم وحط من قدرهم لما رأوا تسلط الاعداء على المسلمين وحرصهم على اضعاف كيان الأمة، نسبوا الاجرام والخطأ إلى من استقاموا على دين الله، فترى اولئك تنطق ألسنتهم وتخط أقلامهم أمورا خطيرة، يصورون اهل الاسلام بأنهم ارهابيون وبأن كل من وفر لحيته فإنه مجرم وبأن كل من صلى وصام ودعا الى الاسلام دليل على تأخره ورجعيته وان كل من كتب كتابة يناضل عن الاسلام وقيمه وفضائله وصفوه بما يصفونه به من صفات الذم والنقد تشابهت قلوبهم مع سلفهم من المنافقين واتفقت كلمتهم مع سلفهم من أعداء الدين.
تصورات خاطئة:
ودعا سماحته الى تقوى الله في النفس من ان تزل القدم بأمر تندم عليه ولا ينفع الندم، وقال اعلم بأن الله سائلك عما تفوه به لسانك وعما خطته يداك، فاتق الله وتأمل قوله{مّا يّلًفٌظٍ مٌن قّوًلُ إلاَّ لّدّيًهٌ رّقٌيبِ عّتٌيدِ} وكان القول:
{يّوًمّ تّشًهّدٍ عّلّيًهٌمً أّلًسٌنّتٍهٍمً وّأّيًدٌيهٌمً وّأّرًجٍلٍهٍم بٌمّا كّانٍوا يّعًمّلٍونّ } بعض من هؤلاء هاجموا علماء الأمة وقادتها وقادة العلم والخير والفضل، لماذا طعنتم فيهم لان منهجهم الذي هم عليه هو الذي تسير الامة عليه منهج اسلامي صحيح وهم لا يرضون بذلك الواحد منهم يصور المتمسك بالسنة انه رجل القتل وسفك الدماء ويصور المتمسك بالسنة انه عدو للأمة وانه مفسد في الارض ويأبى الله ذلك.
شعيرة وقلم:
وأكد ان الايمان الصحيح الصادق يدعو اهله الى التمسك بالدين والمحافظة عليه، وقال ان المتمسك بهذا الدين يحارب الفساد بكل انواعه، وهو يعلم حقا ان سفك الدماء المعصومة وتدمير الاموال وانتهاك الاعراض امر مرفوض يرفضه لا لهوى ولا لدنيا ولكن شرع آمن به واقتنع به هو آمن بالله وآمن برسوله فهو يدافع عن دينه عن عقيدة لا عن هوى ولا عن دنيا يريدها، فاؤلئك الذين سلطوا اقلامهم على الاسلام وتعاليمه وعلى مبادئه ونظمه وعلى اخلاقه وفضائله قوم ما بين جاهل مركب لا يدري وبين منافق لا ايمان له فليتق المسلمون ربهم وليتوبوا الى ربهم .قال رجل والله لا يغفر الله لفلان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: «من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان قد غفرت له وأحبطت عملك»، قال ابو هريرة تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته، في عهد النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من المنافقين قالوا في النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه «ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء فأنزل الله: {وّلّئٌن سّأّلًتّهٍمً لّيّقٍولٍنَّ إنَّمّا كٍنَّا نّخٍوضٍ وّنّلًعّبٍ قٍلً أّبٌاللَّهٌ وّآيّاتٌهٌ وّرّسٍولٌهٌ كٍنتٍمً تّسًتّهًزٌءٍونّ لا تّعًتّذٌرٍوا قّدً كّفّرًتٍمً بّعًدّ إيمّانٌكٍمً }.
فرق بين السلوك والدين:
واضاف سماحته : «أيها المسلم قد تعيب انسانا في تصرفه لكن يجب ان تفرق بين الشخص وبين دينه فاذا عبت شخصا ما فهذا محرم بلا شك لكن لا يجوز ان تتعدى فتنسب العيب الى الاسلام واهله والنبي قال في الغيبة : «ذكرك اخاك بما يكره» لكن المصيبة ان يعيب الانسان في دينه في تمسكه بإسلامه بمحافظته على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فليحذر المسلمون هذا وليتق الفساق ربهم وليراقبوه فيما بينه وبينهم فإن العبد اذا اتقى الله وتصور الامور على حقيقتها دعاه الى التوقي وعدم الخوض بغير علم وفي الحديث «وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد ألسنتهم» اخرجه البخاري وفي الحديث أيضاً : «وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يُلقي لها بالا يهوي بها في جهنم» ويقول «وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن ان تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه الى يوم يلقاه».
تهميش جانب الامر والنهي:
واكد ان الذين ينادون بتهميش جانب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هؤلاء مفسدون، الذين يطالبون الامة بأن ترجع عن دينها وان تربي أبناءها على غير منهج الله ان فيهم نفاقا وشرا وهذه الامة ولله الحمد لن تزال باقية معظمة لهذا الجانب العظيم جانب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وجانب التمسك بهذه الشرعية كما اوضح مسؤولو هذه البلاد زودهم الله بالتقوى ورزقهم العمل الصالح والاستقامة على الخير.
قد تعيب إنساناً في بعض تصرفه لكن يجب أن تفرق بين الشخص وبين دينه

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved