Friday 13th june,2003 11215العدد الجمعة 13 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

النجاح النجاح

* س: - النجاح مسألة نفسية لكنه يبقى أمراً مطلوباً والذين ينشدونه كثيرون فهل النجاح لا بد فيه من الحالة النفسية بجانب الذهنية..؟ وما هو أمر النجاح..؟
ع.أ.أ - لندن - بريطانيا
* ج: - مسألة النجاح مسألة نسبية ويبقى أمرها كذلك ولا بد. والنجاح ليس هو السعادة لكنه قد يجلبها، وليس هو: الحظ وإن كان ثمرة من ثمراته، وإن كان النجاح هو الحظ في صورة من صوره العامة ليس إلا.
والنجاح ضابطه أمور منها:
1- الرضاء عن النفس والعمل.
2- التجديد في ذات العمل.
3- الاستمرار في عملية النجاح.
4- الحيا الخلقي.
5- الإصرار على التجديد.
6- العدل وسلامة الباطن.
فلا يمكن هنا أن نسمي:
1- المركزي ناجحاً.
2- الظالم ناجحاً.
3- المنافق والمتسلق ناجحاً.
4- حب الظهور نجاحاً.
5- فرض الرأي نجاحاً.
وتبقى الحالة النفسية في حال من أمرها رجراجة ذات فقر وغنى من بيان فقد جاء في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقبل من أحد شيئاً كذب حتى يعلم أنه: أحدث توبة.
وجاء في الصحيح في توزيع القدرات البشرية «أفرض أمتي من أمتي زيد» «أمين هذه الأمة أبو عبيدة» «أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ» وغير هذا كثير مدون في الكتب الستة.
فالنجاح بروز المرء فيما هو أهل له مع البعد جداً عن المركزية، وضرورة التجديد الذي لم يسبق إليه بروح مؤمنة وثابتة عادلة تقية.
ولهذا لما جاء قاتل زيد بن الخطاب يوم اليمامة جاء مسلماً قابله عمر بن الخطاب فقال له:
- والله لا أحبك حتى تحب الأرمن الدم.
- فقال له قاتل زيد بن الخطاب.
- أو تمنعني بذلك حقاً يا أمير المؤمنين؟
- قال عمر:
لا.
- قال قاتل زيد:
- لا ضير إنما يبكي على الحب النساء، ومثله حصل مع «وحشي بن حرب» فهنا محصلة مهمة في باب الأداء الأخلاقي وهو: «العدل والأمن» فالنجاح يحتاج إليهما جداً كحاجة المرء إلى الماء والهواء.
والا انقلبت الحال إلى الوجل والحذر وطلب المصلحة للنفس ومن حولها حتى وإن تفانى المرء في عمله وبذل فإنما ذلك لذات المصلحة الذاتية.
وتأمل سورة «مريم» عليها السلام خاصة مقاطع ذكر الرسل عليهم الصلاة والسلام تعطي درباً مسلوكاً لمن أراده عن النجاح حقيقة واقعة أبد الدهر على كل حال، وإنما ذلك يحتاج إلى شفافية وتأمل وهدوء حال القراءة هناك.
ومن أحسن ما وقع بين يدي حال تدوين هذه الإجابة العلمية النفسية كتاب «الموسوعة النفسية» عن «دار إحياء العلوم» أحببت أن أترك الكتاب يتحدث لتعم الفائدة في هذا.
جاء هناك ما بين ص 92 حتى ص 98 ما نصه: «أنت مدين من الآن فصاعداً لنفسك بنفسك فكن صادقاً مع نفسك، وإذا نظرت إلى المرآة التحليلية- النفسية - يصبح من مصلحتك، ثم من واجبك أن تفحص نفسك دون تملق أو انكسار فإذا لم تكن منصفاً أي تزيد في حسناتك أو تنقص منها - لا تخدم قضيتك بشيء وإذا تملكك الشعور بالضعة حيال ما تلمس من نقائص وعيوب فعليك أن تثور أن تتمرد على نقائصك وتتشدد في مقاومتها، وبمجرد نفرتك منها يبدأ التغلب عليها.
لا شيء يمنعك من النجاح فيما تنوي أن تقوم به من أعمال أو تحقق من أعراض بعد أن عرفت ما تريد، ومللت ذاتك تحليلاً دقيقاً، وصممت على بذل الجهد، ومضيت في وضع منهج تطبقه لمقاومة العراقيل التي تحول بينك وبين نفوذك الشخصي».
فالنجاح هنا كما هو مراد السائل الكريم لا بد فيه من الحالة النفسية أن تكون سوية مطمئنة تقية عادلة ورعة.
ولا بد كذلك من صفاء ووضوح الحالة الذهنية أبداً فالحالة الذهنية أمرها في غاية الأهمية حيال النجاح وتدبر قصص ما جاء عن الرسل عليهم السلام فيما ورد في سورة مريم الطاهرة يعطي هذا مراد النجاح بصورة واضحة بينة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved