Friday 13th june,2003 11215العدد الجمعة 13 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

23-6-1390هـ الموافق 25-8-1970م العدد 308 23-6-1390هـ الموافق 25-8-1970م العدد 308
الفن والحياة
بقلم:منصور محمد منصور

هل الفن للفن، أو الفن للحياة؟ سؤال يتردد على الالسنة ويتعدد الجواب عليه.
من أجاب بأن الفن للفن وليس لغيره، وقد ساق ادلة لا بأس بها ومنهم من قال بان الفن للحياة فقط وجعله ملازما له في جميع الاحوال وقد ساق أيضا بعض الأدلة على ذلك.
واننا اذا أعملنا الفكر في ذلك وفي كلا الجوابين لم نستطع فصل الفن عن الحياة بأي حال من الاحوال.. اننا نجد أن كلا الاجابتين تلتقيان في نقطة واحدة فكما أن الفن قائم بذاته ومنفصل عن غيره الا انه يعيش مع الحياة فهي مكانه والاكسجين الذي يمده بالحياة .
ان الفن انفعالات وأحاسيس وتدور في نفس الفنان فيقوم بترجمتها على الشكل الذي يريده بشكل اغنية أو نشيد أو غير ذلك من وسائل التعبير الفنية.
ان هذا العمل يثير في النفس شعورا خاصا لدى الإنسان، وهذا بالطبع مرده إلى مطابقته لواقع نفسه، فالفنان استمد عمله من الحياة التي عاش فيها وليس من الجائز أن يعمل الفنان عملا ليس يعلم به أو يحس به واذا كان قد علم به فانه قد تعلمه عن طريق بيئته التي اكتسب منها تجارب وأحاسيس عملت في نفسه ووجدانه فأبرزها على شكل عمل فني من هذا نجد أنه ليس هناك مفر من ربط الفن بالحياة برباط قوي متماسك فهما صنوان لا يفترقان ولنضرب على ذلك مثلا بالأغاني الفولكلورية والاناشيد الوطنية التي عملت بعد عام 1948م عن قضية الأرض السليبة «فلسطين» نجد أن هذه الاناشيد تحكي شعور الشعب العربي نحو القضية، وما تحس به من آلام وآمال نحوها.
وأما الفلكلور وأعني به الفلكلور الخاص مثل، العرضة، والسامري، والجرور وغيرها كثير فاننا نستشف من ورائها صورة واضحة عن ذلك الزمن الذي عاشت فيه مثل قول الشاعر وهو مطلع سامرية


ياذيب ياللي هاضني باعواه.
قبلك وأنا عن صاحبي سالي

ان قائل هذا البيت قد عبر عما في نفسه تعبيرا صادقا فالذي اثار مشاعره هو الذئب لانه الحيوان الذي يوجد في هذه الصحراء، ولم يقل أن الذي «هاضه» هو حيوان آخر لا يعيش في المنطقة كما انه دلل على خشونة الطبع ورعونة الصحراء، فقد اختار حيوانا مفترسا ووحشياً وهو الذئب ولم يختر حيوانا الطف من هذا وهذا دلالة على صدق التعبير.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved