Saturday 14th june,2003 11216العدد السبت 14 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العلا.. مدينة التاريخ التي تعود لما قبل الميلاد بآلاف السنين العلا.. مدينة التاريخ التي تعود لما قبل الميلاد بآلاف السنين
العلا عروس الجبال وعاصمة الآثار
جمعية التنقيب الأثري الفرنسية واهتمام واسع بآثارها
طريق «المدينة - تبوك» أفقد العلا أهميتها كمركز إداري

  حلقات أعدها وصورها - طلال حميد البلوي
نستكمل في هذه الحلقات عن محافظة العلا (عروس الجبال وعاصمة الآثار) ما تحدثنا فيه عنها وكان ذلك بإيجاز في حلقات ثلاث قبل نحو عام وبالتحديد في الأعداد (10858- 10859 - 10860) وتاريخ 10،11،12/4/1423ه). كانت الحلقات الثلاث السالفة الذكر قد نالت رضا واستحسان الجميع وتلقت الجزيرة في العلا العديد من الاتصالات التي أثنت على صحيفة الجزيرة وباركوا لها على فكرة صفحة حدود الوطن ولكنهم تمنوا لو كانت حلقات العلا أكثر وبشيء من التفصيل عن تاريخ العلا. وها هي الجزيرة وبحمد الله وفضله تحقق الأمنية وعلى بركة الله نبدأ الحلقة الأولى من حلقات (الجزء الثاني).
موقع العلا:
تقع العلا في الجزء الشمالي الغربي من المملكة بين المدينة المنورة وتبوك بين سلسلة من الجبال العجيبة التي تحدها من الشرق ومن الغرب وسط واد يعد من أشهر الأودية التاريخية في الجزيرة العربية وهو (وادي القرى) المعروف بغزارة مائة وكثرة بساتينه وخيراته، وقد كان هذا الوادي ممرا مهما للتجارة في العصور القديمة، ودربا للحاج الشامي الذي امتدت عبره سكة حديد الحجاز.
وتتبع محافظة العلا أكثر من 80 قرية وهجرة، تحوي العديد من المواقع الأثرية فلا يكاد يخلو كيلو متر مربع واحد من أثر شاهد على حضارة قامت في هذه المنطقة ولعل طابع العلا الجبلي ووفرة مياه العيون وخصوبة التربة ومناسبة مناخها للزراعة كان سببا في جعلها مهداً للعديد من الحضارات.
لمحة تاريخية عن مدينة العلا:
عندما برزت العلا في أوائل القرن السابع الهجري كمدينة رئيسية في المنطقة عقب اندثار قرح مدينة وادي القرى، وفي القرن الثامن عشر الميلادي كانت تابعة لسلطة العثمانيين، وفي القرن التاسع عشر تبعت المدينة المنورة ثم أصبحت تابعة لإمارة حائل حتى 1409هـ هجرية وبعدها عادت مرة أخرى لتتبع المدينة المنورة، وبعد مبايعة الملك عبدالعزيز ملكا على الحجاز عام 1344هجرية 1926 ميلادية ارسل اهالي العلا برقية تبايع فيه الملك عبدالعزيز على الحكم.
وكانت العلا تسمى قديما بوادي القرى وديدان وهي من اقدم المدن. تاريخها لم يعرف على وجه الدقة إلا أن العلماء اجمعوا على ان تاريخها يعود إلى ما قبل الميلاد بآلاف السنين وقد مرت بعدة حضارات وتعاقبت عليها عدة دول.
مر بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. وعاش بها سيدنا صالح عليه السلام. وهي بلد جميل بثينة.
الباحثون يسمونها بعاصمة الآثار وبلد الحضارات كما تعرف عند اهلها بعروس الجبال، ويتصف اهلها بطيبتهم وحسن ضيافتهم. بها مدائن صالح او قرى صالح أو الحجر وهي تسميات تطلق على مكان قوم ثمود والأنباط حيث مقابرهم المنحوتة في الجبال بطريقة غاية في الجمال والغرابة، والتي تعرف عند أهل المنطقة بالقصور لروعة النحت وجماله.
العلا مهد الحضارات:
حدد العلماء اربعة حضارات قامت في العلا منذ بداية القرن السادس قبل الميلاد وهذه الحضارات هي:
حضارة ديدان:
وحدد تاريخها من القرن السادس قبل الميلاد حتى بداية القرن الخامس قبل الميلاد ونظام الحكم فيها كان ملكياً يغلب عليه الطابع الوراثي ولا يعرف حدود لهذه الدولة أكثر من حدود مدينة العلا.
حضارة لحيان:
وحدد العلماء تاريخ تلك الدولة من بداية القرن الخامس قبل الميلاد حتى نهاية القرن الثالث قبل الميلاد ونظام الحكم فيها وراثي وقد امتد نفوذ دولتهم حتى خليج العقبة، وذكرت كتب التاريخ أن اللحيانيين لم ينقرضوا بل ذكرت بعض الكتب وجودهم حول مكة المكرمة إلى يومنا هذا ويقال انهم هاجروا إلى الحيرة في العراق.
حضارة معين:
وهذه الدولة حدد تاريخها من منتصف القرن السادس قبل الميلاد واستمرت حتى مطلع القرن الأول ميلادي واللحيانيون هم أحد القبائل العربية التي عاشت في جنوب الجزيرة العربية وكونوا لهم دولة هناك وأخذت دولتهم في التوسع شمالاً وسيطرت على العلا ومدائن صالح وانتهت على يد هذه الدولة دولة اللحيانيين في نهايةالقرن الثالث قبل الميلاد، ويعتقد بعض المؤرخون ان وصول المعينيين إلى العلا لا يعني انتهاء دولة لحيان وإنما حصل إتفاق بين الطرفين على أن يكون للمعينيين إدارة النواحي التجارية وللحيانيين الناحية الإدارية وتنظيم شؤون الحكم.
حضارة الأنباط:
الأنباط قبائل عربية عاشت في المنطقة الواقعة بين العراق وسوريا والاردن وجاءوا إلى منطقة البتراء في الاردن واستولوا عليها من الأدوميون، وقدوصل الانباط إلى مرحلة متقدمة من الرقي قبل احتلال الرومان لسوريا عام 65 قبل الميلاد حيث توسع نفوذهم ليصل إلى شرق وجنوب فلسطين ودمشق وإلى مدائن صالح ولسوء العلاقة بين اليهود والرومان والبطالسة في مصر من جهة وبين الانباط من جهة أخرى وقعت دولة الأنباط تحت الحكم الروماني وتفرقت قبائلهم، وقد شيد الأنباط حضارتهم في مدائن صاحل مدينة قرح.
ذهب بعض الباحثين وعلماء الآثار امثال الدكتور عبدالله بن آدم نصيف إلى الاعتقاد أن الأنباط عندما استولوا على الحجر مدائن صالح حولوا الطريق التجاري عن ديدان العلا ليحرموها من اهم الموارد المالية وذلك في سبيل أضعاف اللحيانيين.
وبعد ذلك خلت ديدان من السكان وسقطت مع مرور الزمن إلى خرائب وسميت الخريبة واصبح الوادي يعرف بوادي القرى بدلاً من وادي ديدان واصبحت مدينة قرح هي مدينة الوادي الرئيسة وغلب عليها اسم وادي القرى وقد ازدهرت مدينة قرح خلال فترة ما قبل الاسلام واصبحت سوقاً تجارية مشهورة.
مدينة قرح:
ازدهرت قرح مدينة وادي القرى خلال فترة ما قبل الإسلام وأصبحت سوقا تجارية مشهورة وعدت من أسواق العرب المعروفة في الجاهلية وبلغت درجة عالية من النمو والازدهار في العصر الإسلامي حتى وصفها المقدسي في القرن الرابع الهجري بأنها المدينة الثانية في الحجاز بعد مكة ووصفها الاصطخري بأنها المدينة الرابعة بعد مكة والمدينة واليمامة واستمرت كذلك حتى اواخر القرن السادس الهجري ثم اختفت واختفى اسمها من ذاكرة سكان المنطقة، فبدأ نجم العلا بالظهور.
فحلت العلا محل قرح كمدينة رئيسية في وادي القرى، وتقع بلدة العلا في أضيق نقطة في الوادي الممتد من الحجر شمالاً حتى مغيراء جنوبا، وقد بنيت منازل البلدة القديمة في الضفة الغربية للوادي في مكان مرتفع حول هضبة صخرية تسمى بالجبيل أو (أم ناصر))، وقدتم تخطيط هذه البلدة بطريقة يسهل فيها الدفاع عنها فظهرت كأنها مبنى واحد يضم العديد من الوحدات السكنية المتلاصقة ولها أربعة عشر بابا.
تشير المصادر التاريخية الى انه في جمادى الآخرة للسنة السابعة للهجرة فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم وادي القرى عنوة، وتذكر المصادر أيضا ان الرسول صلى الله عليه وسلم مر بها أثناء ذهابه إلى تبوك في العام التاسع هجري.
وفي العهد الإسلامي في القرن السابع الهجري شاع استعمال اسم العلا أكثر من ذي قبل رغم انه كان معروفا سابقا كقرية.
وادي القرى في العصر الأموي:
أثناء النزاع على خلافة الدولة الإسلامية بين الأمويين في دمشق وعبدالله بن الزبير في مكة المكرمة كان وادي القرى تتخذ كمنطلق للجيوش التي ترسل من كلا الطرفين لوقوعها في منتصف المسافة بين مكة ودمشق.
العلا في العصر الحديث:
أول ما رأت العلا من مظاهر العصر الحديث هو دخول سكة حديد الحجاز إليها وتوقف هذا القطار في محطتها محطة العلا، وعندما دخلت راية الحكم السعودي نالها ما نال شقيقاتها مدن المملكة من التطور والازدهار.
وكانت أهمية العلا والحجر (مدائن صالح) بشكل عام بالغة لوقوعها على طريق التجارة القديم فنجدهما في العصور القديمة تتحكمان في حركة النقل التجاري بين الشمال والجنوب وفي العصور الإسلامية كانتا محطتين من محطات طريق الحج الشامي وفي العصور الحديثة اصبحتا محطتين على خط سكة حديد الحجاز لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
ولأهميتهما العلمية في تاريخ الإنسان رحل إليها الكثير من العلماء لدراستهما ورغم ذلك فالموقعان محتاجان لكثير من الدراسة لإزالة كثير من الغموض.
العلا والرحالة الغربيين:
لقد زار العلا العديد من الرحالة الغربيين منذ عام 1877م ونذكر هنا العالمين الإثريين (جوسين وسافنياك)، فقد زارا العلا والحجر بتكليف من الجمعية الفرنسية للتنقيب الأثري حوالي ثلاث مرات كما زار العلا في عام 1914م الرحالة التشيكي (موسل) وقد وصلها على ظهر بعير، وفي عام 1966م جاءت إلى العلا الألمانية (روث شتيل).
ولازالت العلا ومدائن صالح تشهد إقبالا كبيرا من الزائرين من شتى اقطار العالم.
يقول الدكتور عبدالله آدم نصيف في كتابه (العلا دراسة في التراث الحضاري والاجتماعي): انه عندما عبد الطريق الممتد من المدينة المنورة وتبوك والممتد شرق العلا عبر خيبر وتيماء فقدت العلا أهميتها كمركز إداري هام في الشمال الغربي، وانكمشت على
الخارطة لتحل محلها تبوك، وهكذا تم هجر الطريق التاريخي القديم لأول مرة في التاريخ وهبطت العلا إلى مستوى المدن الصغيرة، غير أنها مرشحة لأن تعود إلى أهميتها الأولى إذا ما تم إنشاء طريق سريع بين المدينة المنورة وتبوك والذي حتما سيمتد عبر المسار التاريخي القديم وهو مسار سكة الحديد ودرب الحاج الشامي وطريق غزوة الرسول صلى الله عليه وسلم.
قالوا عن العلا:
روى ابن زبالة ان النبي صلى الله عليه وسلم نزل بالقرب من العلا وصلى الفجر ودعا بقوله «اللهم بارك فيها من بلاد واصرف عنهم الوباء واطعمهم من الحسنى اللهم اسقهم الغيث اللهم سلمهم من الحاج وسلم الحاج منهم».
إن العلا بلا شك هي أجمل واحة في كل شمال الجزيرة العربية (البعثة الكندية الأمريكية). قالوا عن العلا في الشعر:
قال جميل بثينة:


ولقد اجر الذيل في وادي القرى
نشوان بين مزارع ونخيل
قومي بثينة فاندبي بعويل
وابكي خليلك دون كل خليل

وقال سليمان بن أحمد مطلق (رحمه الله):


وادي القرى المذكور في القرآن
والتاريخ لا يفنى مدى الآماد
بلابل غردت في ربوة الوادي
بين الكريم وبئر الشيخ والعادي

وقال سالم محمد الحداد:


انظر للآثار تلكم آية
من قبلنا الإنسان كيف بناها
والمابيات وسوق قرح حولها
وكذا الخريبة حوضها وحصاها

اعلام نشأوا بالعلا:
نشأ في وادي القرى (العلا) عدد من الأعلام المشهورين مثل الحسن بن يسار أبو الحسن المشهور (بالحسن البصري)، كما أن الصحابي سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ قد مكث بوادي القرى بعض الوقت قبل أن يصل إلى المدينة المنورة، وكان لأسامة بن زيد رضي الله عنه ـ مال بوادي القرى، وقد روى أن معاوية بن أبي سفيان مر بوادي القرى فتلا قوله تعالى {اتتركون في ما هاهنا امنين ، في جنات وعيون ، وزروع ونخل طلعها هضيم} [الشعراء: 146 ـ 148].
ثم قال: هذه الآية نزلت في أهل هذه البلدة وهي بلاد ثمود فأين العيون؟ فقال له رجل: صدق الله في قوله، أتحب أن استخرج العيون، قال نعم، فاستخرج 89 عينا، فلما عاد معاوية ورأي العيون قال: (الله أصدق من معاوية).
ويذكر ان القائد الأموى موسى بن نصير أنه من المؤكد انه ولد في وادي القرى عام 10هـ، كما أن وفاته كانت في وادي القرى ايضا وذلك في عام 97هـ عندما كان في طريقه إلى الحج مع الخليفة سليمان بن عبدالملك، وكذلك ينسب إلى وادي القرى الأديب المشهور والمطرب الملحن في العصر الأموي عمر الوادي.
أما جميل بن عبدالله بن معمر شاعر الحب العذري فقد نشأ في وادي القرى وهو من بني حن أخو رزاح بن ربيعة أخو قصي بن كلاب لأمه وأمه من جذام وكانت صاحبته بثينة بنت حبا من بني حن ايضا وكثير ما تغنى جميل في شعره بها وبديارها ربوع وادي القرى وعاصمتها فرح يقول في قصيدة عنوانها هجر أو دلال:


ويوم وردنا قرح هاجت لي البكاء
من الورق حماء العلاطين تصدح
ويوم وردنا الحجر يا بثن عادني
لك الشوق حتى كدت باسمك افصح

معنى الغلاط: صفحة العنق
وفي قصيدة داعي الهوى يقول جميل بثينة:


إذا قلت أنساها تردد حبها
كذي الدين يقضي مغرما كان كاليا
اقول لداعي الحب والحجر بيننا
ووادي القرى لبيك لما دعانيا

ويقول جميل في قصيدة كلها غزل وفخر:


صيود كغصن البان ما فوق حقوها
وما تحته منها نقا يتقصف
لها مقلتا ريم وجيد جداية
وبطن كطي السابرية اهيف
فلولا ابنة العذري لم تر ناقتي
شلال ولم اعف بها حيث اعسف
وما كنت ادرى مالكراتيم قبلها
فقد كلفتنيهن فيها أكلف
فإن تسالي يابثن عنا فإننا
لنا المجد قدما والعديد المضعف
فما سادنا قوم ولا ضاع منا عدى
إذا شجر القوم الوشيح المثقف
ونحن حمينا يوم مكة بالقنا
قصيا وأطراف القنا تتقصف
فحطنا بها أكناف مكة بعدما
أردت بها ما قد أبى الله خندف

نود هنا شرح بعض معاني الكلمات، فكثير ما تغنى الشعراء بشجرة (اللبان) واغصانها وهي شجرة تنمو في منطقة وادي القرى وما وجاورها ويستخرج من هذه الشجرة ما يعرف (بزيت اللبان) وله شهرة كبيرة إلى وقت قريب ويعد من صادرات وادي القرى التجارية ومازال معروفاً إلى اليوم.
النقا: أمواج الرمال، السابرية: الثوب الرقيق، شلال: من قرى العلا يقع بالقرب من الحجر في حرة عويرض المعروفة قديما بحرة الكراتيم والتي ذكرها جميل في الأبيات السابقة ،
الوشيج المثقف: شجر الرماح المقوم المهذب
وقال جميل حين حضرته الوفاة:


بكر النعي بفارس ذي همة
بطل إذا حمل اللواء مديل
ولقد أجر الذيل في وادي القرى
نشوان بين مزارع ونخيل
قومي بثينة فاندبي بعويل
وابكي خليلك دون كل خليل

قاعدة الأنساب بالعلا:
يتناقل الناس ان بالعلا قاعدة الأنساب وكان إلى وقت قريب ربما تتم الإجابة على من يستفسرون عن قبائلهم سواء من داخل المملكة أو دول الخليج وغيرها.
ومن كتاب الدكتور/ عبدالله آدم نصيف (العلا دراسة في التراث الحضاري والاجتماعي) نستخلص لكم هذه المعلومات الموجزة عن قاعدة الأنساب بالعلا يقول الدكتور (نصيف) في كتابه: (لقد جرت العادة منذ قرون على كل من اتخذ العلا منزلا دائما له ان يسجل اسمه عند أهل العلا واصله وموطنه الذي نزح منه، وهذه قاعدة من القواعد المعروفة في العلا.
وقد استمر العمل بهذه القاعدة الى وقت متأخر حيث اصبح لزاما نوعا ما فيما يبدو على كل من نزل العلا بقصد استيطانها ان يدخل مع أحد العشائر ويقوم رئيس العشيرة التي دخل معها بجمع رؤساء العشائر وكبراءها ويطرح عليهم رغبة هذا المستوطن الجديد وبعد موافقتهم يسطر محضر بذلك يوضح فيه اسم الشخص واصله ونسبه وبلده الذي نزح منه).
وقد ذكر الدكتور (نصيف) مثالين من القواعد والأنظمة التي تخص تسجيل وتوثيق النازح إلى العلا وانضمامه إلى احدى العشائر.
وهذا يوضح اهتمام كبار البلدة بتنظيم أمورهم وضبطها وكان الناس يطيعون رؤساءهم وكبارهم ويلتزمون باحترام الأنظمة والقوانين الزراعية وغيرها.
مهن قديمة بالعلا:
سكان العلا كغيرهم من سكان باقي مدن ومحافظات المملكة، يسكنها البادية والحاضرة.
وقد امتهن بادية العلا تربية ورعي الأغنام والإبل.
أما حاضرة العلا قديما فكانت الزراعة هي أهم المهن إلا أنها لم تكن الوحيدة، فقد كانوا إضافة لذلك يمتهنون التجارة، والنجارة، وقطع الأحجار، والبناء، وتربية الماشية، وصناعة الجلود، وصناعة الحبال والفخار والسجاد.
ومن أهم ما امتهن أهل العلا منذ القديم هو التعليم، فقد كان هناك من يمتهن تعليم الصبية القرآن الكريم وقواعد الخط وخلافه، ومن أوائل المدارس التي افتتحت في المملكة العربية السعودية كانت في مدينة العلا وذلك العام 1330م.
الصناعات:
كانت صناعاتهم يدوية تتمحور حول النخلة فكانوا يصنعون منها مأكلهم ومشربهم ومسكنهم وأثاث منازلهم، وأوانيهم فصنعوا منها:
المكتل: وهو: وعاء لحفظ التمر، «الخضفة» وهي حصيرة «المهفة» وهي مروحة من السعف.
الصناعات الخشبية: أبواب المنازل، الفأس، الميزاب لتصريف مياه المطر من سطح المنزل.
صناعة الجلود: السعن «القربة» «الشنة» وعاء يشبه القربة لحفظ التمر.
الصناعة الحجرية: الرحى: وهذه تعرف بالمجرشة لطحن الحبوب، السنان: قطعة تستخدم للهرس، المهراس: لهرس الحبوب.
وكانت تعرف صناعة الفخار والنسيج ولكن بشكل بسيط ولم تكن منتشرة كباقي المهن .
ومن المهن النسائية مهنة الحياكة والتطريز.
باستثناء الصناعات اليدوية سابقة الذكر فإن العلا تكاد تخلو من الصناعات التقليدية الأخرى فالصناعات المعدنية معدومة تماما، ويعتمد السكان فيها على فئة من الناس لصناعة السكاكين وغيرها.
في حلقة الغد إن شاء الله سوف نتحدث عن تاريخ التعليم بالعلا، الذي هو قديم قدم تاريخها ويوضح ذلك ماوجد من كتابات ونقوش على الجبال، كما سنتطرق إلى الإدارات الحكومية القديمة فيها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved