تشجيعٌ للعدوان الإسرائيلي

أعلنت إسرائيل حرباً شاملة على حماس وبكل الوسائل، وانضمت الولايات المتحدة إلى الحرب ضد حماس وأدرجتها مباشرة تحت العنوان العريض: «الحرب ضد الإرهاب» في تشجيع واضح لإسرائيل لتصعيد حملتها الإرهابية الجديدة.
وفي الظروف الراهنة فاإن الحرب الإسرائيلية لا تفرق بين حماس ولا غيرها، فمن بين 30 شهيداً منذ قمة العقبة شكل المدنيون معظم الشهداء، وهؤلاء لا ينتمون إلا إلى فلسطين، وكون أن إسرائيل تستهدف إيقاع أكبر عدد من القتلى المدنيين فهذا أمر معروف، ففي غارات الخميس على غزة استهدفت إسرائيل بعض قيادات الفصائل وعندما انفجرت الصواريخ في السيارة المعنية وتجمع الناس لانقاذ الضحايا انطلقت موجة أخرى من الصواريخ الإسرائيلية لتوقع المزيد من القتلى والجرحى بين هؤلاء الذين هرعوا للإنقاذ.
هذه هي الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين، وليست على حماس فقط، ويصبح بالتالي من الخطأ الانضمام إلى إسرائيل في حربها ضد المدنيين وفي مذابحها ضد السكان.
وعندما تفعل الولايات المتحدة ذلك فإنها تكون قد شجعت العدوان على الشعب الفلسطيني وأسهمت فعلياً فيه، وهي التي انتقدت إسرائيل الثلاثاء الماضي لإقدامها على محاولة اغتيال عبد العزيز الرنتيسي أحد قادة حماس.
هذا التدخل الأمريكي يأتي في لحظة تحاول فيها الولايات المتحدة دفع خارطة الطريق إلى الأمام، وهي بذلت في هذا الصدد جهوداً كبيرة، لكن لا يمكن لواشنطن أن تتخذ في ذات الوقت، دور الوسيط، ومن ثم تنحاز وبشكل غير عادل للطرف المعتدي لأنها بذلك تقوض بيدها صرح السلام الذي تحاول إقامته.