Saturday 14th june,2003 11216العدد السبت 14 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إن الشيطان في مساحات «الدردشة» حاضر! إن الشيطان في مساحات «الدردشة» حاضر!

قرأت ما خطته يمين الاخ جميل بن فرحان اليوسف في صفحة شواطئ الذي كان فحواه يلهج بالحديث عن الانترنت وعلى وجه الخصوص منتديات الدردشة.. اقول وبالله التوفيق:
قبل حقبة من الزمن صال الموضوع في رأسي وجال واحببت الحديث عنه ولكني قد آثرت الصمت علّ احداً يوافق مكنوني لنراه عبر صفحات الجريدة.. وهأنذا ارى صدىً للموافقة وترداداً للمشابهة حينها آثرت ان اسل قلمي من غمده فأكرزه على صفحة بيضاء ليملأها حبراً متدفقاً سيالاً.
احبتي: انني اتحدث عن الدردشة ليس نقلاً عن آخرين ولا سماعاً من متكلمين بل انا بصير بها خبير بما يدور في جنباتها انها باختصار قطعة من ضياع الوقت بلا فائدة ومزيج من قسوة القلب وتلظي الفؤاد اسى وحسرة.. شباب تائهون وفتيات فارغات كل منهم يرمي الى الآخر ما حلا وطاب من جميل العبارة ولذيذ الكلمة ومساكين هم.. ما علموا بأن كل ما يقدمونه ويتفوهون به صائر في صفحات حساباتهم - والله المستعان - ان الشيطان في ساحات الدردشة حاضر وهو بكامل قواه.. ثاغر الوجه.. مبتسم الشفاه - كيف لا وهو يرى صنفاً من ابناء الامة المحمدية لاهية سادرة.. تقتل فراغها بما لا يفيد ومالا ينفع.. اتخذت من حياتها خطوة من خطوات الشيطان ليقودها نحو الهاوية ونحو الهدف السلبي..ايها الشباب لماذا لا تأتون البيوت من ابوابها.. ان الحب ليس اطلاقاً عبر كلمات «دردشية» وهتافات مارقة سامجة.. ان ابواب الناس كلهم - بلا استثناء - مفتوحة على مصراعيها فإن كنتم تريدون الزواج فاقصدوها واتركوا اللهو العابث المفزع، انني اسألكم بالله الجواد.. ماذا استفدتم من قضاء تلكم الاوقات بهذه الصورة وبهذه الشاكلة.. انني اعلم ردكم واعلم اجابتكم.. فهي بحق مدمية للقلب موجعة للاحاسيس والوجدان.احبتي القراء: ان الصراحة في بعض الامور لهي جد نافعة.. اذا كانت تضع اليد على مكامن الجراح ومواضع الآلام لقد قرأت ذات مرة بالخط العريض قصة فتاة هامت بالانترنت وضاعت بين الشباب بكلماتهم المعسولة وعباراتهم المخزية؟! حينها وقعت بالفخ.. وسقطت بالهاوية.. فهل ينفعها بكاؤها.. وهل تجديها صرخاتها وتنهداتها.. كلا والف كلا..ايها الشباب.. ان الامة بأجمعها بحاجة لكم.. انظروا الى الامم برمتها تتقدم خطوات في سبيل العلم.. ونحن نتقدم الكثير والكثير.. ولكن بملء الفراغ بما لا يفيد!! يا ترى متى نصحو من رقدتنا ومتى نعرف طريقنا لنحقق الاهداف الجميلة والنتائج المرجوة.. ايها الآباء الغافلون.. نداءاتي ابثها لكم وقلبي يحترق من الاسى ويتلظى بنيران الحسرة انتبهوا لشبابكم.. انتبهوا لفتياتكم قبل ان يسقطن في الوحل.. ايها الاب الحنون: ان الحب للولد لا يتمثل بتدليله وتمييعه.. وتوفير المتطلبات كافة له.. بل ان التربية تعليم للسلوك السوي وتهذيب للاخلاق وتربية على المبادئ.. انكم - بحق - لن تخسروا شيئاً اذا كنتم لاولادكم منتبهين ولفلذات اكبادكم مستيقظين.واحر قلباه!! عندما ارى فتاة - بكل سماجة - تلقي عبارات الحب والصبابة على فتى من الفتيان.. اين حياؤها واين مشاعرها الانثوية الحيية.. لترجعي يا فتاة الاسلام.. ولتندمي وتقلعي على ما فات قبل فوات الأوان.. حينها لا ينفع الندم..ايها الشاب انني اهمس بأذنك قائلاً: اترضى لاحد من اهل بيتك ان يخاطب من شاب عبر الانترنت،كما تفعل انت ؟!
انني اعلم بأن ستنغص فيك نخوة الرجولة.. وغيرة القرابة.. ولكن خذها قاعدة دائمة «ما فعلت سيفعل فيك» وصرخة اخيرة ابثها اليكم جميعاً: لنتكاتف معاً من اجل ان نكون آباءً تربويين وابناء غيورين وفتيات صالحات تقيات..!
وقفة:
لو راقب كل اب ابنه وابنته لما رأينا اي كلمة سوقية تبثها ساحات الدردشة.

سليمان بن فهد المطلق /بريدة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved