Monday 16th june,2003 11218العدد الأثنين 16 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يارا يارا
أحبك آه أسيبك لا
عبدالله بن بخيت

سمعت أغنية المطربة اللبنانية الشابة نانسي عجرم (أحبك آه) أكثر من ستمائة مرة وشاهدتها على التلفزيون أكثر من مائتين وخمس وثلاثين مرة. وإذا تركنا الأمر في يد بنت عجرم ومن يقف وراءها ستتفاقم هذه الأرقام لتصل إلى الألوف، ما بين سماع ومشاهدة. وين ما تروح ستجد بنت عجرم في وجهك أو في أذنك. ولا أتذكر أبداً أنني سمعت أغنية بهذه الكمية وبهذا التواصل حتى انني أفقدها إذا مرت ربع ساعة. ومع ذلك لا أتذكر من كلماتها إلا (أحبك آه أسيبك لا) من الواضح عند سماع الأغنية الحديثة أنك تحتاج إلى حاسة النظر قبل حواسك كلها. فالكلمة لم تعد عنصراً له قيمة في الأغنية مهما كانت الأغنية. فما يسمى الفيديو كليب يكفيك، حتى لو كانت الأغنية من النوع النباحي أو النهاقي.
من عاداتي السيئة أنني أخلط بين المطربات اللبنانيات باستثناء فيروز وصباح حيث أميزهن بمسافط الوجه والرقبة. مرة أسمي أليسا ألينا خلف ومرة أسمي ألينا خلف نجوى كرم، وياما تداخلت علي باسكال مشعلاني مع غيرها من اللبنانيات. هكذا في خلط عجيب إن دل على شيء فإنه يدل على أنني أصبحت في حاجة ماسة إلى كورس مركز في استراحة من استراحات الشياب العامرة في بنبان أو حول الفحص الدوري.
ما أنا بصدد الحديث عن بنت عجرم فهي تملك كل الأدوات والعدد التي تساعدها على المرافعة عن نفسها وعلى مقارعة الحجة بالحجة، وخاصة إذا صارت تقول (آه آه). فليس أمامك إلا أن تقول نعم نعم، مع ملاحظة أن كلمة (عجرم) يشوبها شيء من النشاز، تذكرني بفنانة كويتية اسمها عايشة المرطة، أحس أن مرطة وعجرم لهما نفس المذاق.
ليس من الحكمة ككاتب التصريح بأنني اقتربت من الملل من رؤية وجهها الطفولي ومناخرها المتفتحة كوردة، خشية ان يقاطعني شباب القهاوي وشياب الاستراحات، ولكن الصراحة مهمة في مثل هذه الأمور لمصلحتي ومصلحتهم، فالتجديد والاشباع حاجة انسانية. لا ينكر إلا جاحد أن الجبال اللبنانية تنتج عجارم متنوعة كل يوم إلا أني أشعر أن الكمية غير كافية وعلى الأخوة في لبنان المسارعة لتركيب خطوط انتاج جديدة. فخمس مطربات جديدات يومياً لا تكفي السوق العربي الشره، فهم يعرفون أكثر من غيرهم أن القنوات الفضائية تتزايد بوتيرة يصعب السيطرة عليها، يعززها تنامي الاستراحات والقهاوي، والشعب العربي ثلثاه مراهقون وشباب عاطل، والرجل العربي إذا بلغ الستين يخرط المكينة ويصفر العداد من جديد. هذا كله يلقي بثقله على المصانع اللبنانية الفتية، فهي مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بمضاعفة الانتاج وتحقيق مطالب السوق العربية الملحة حتى لا يستدعي الأمر اللجوء إلى السوق العالمية المكلفة.
مهما انتفضت شاكيرا ومهما تثاقلت جنيفر لوبيز تبقى الاستراحات والقهاوي أسيرة الانتاج القومي العربي. وليعلم الجميع وخاصة الأخوة مديري مصانع العجارم اللبنانية أن شح اليوم سيتحول خلال سنوات قليلة إلى أزمة خانقة. فالعراق دولة نفطية قادمة. اعادة الاعمار تعني سيلاً من الاستراحات وقهاوي المعسل ومثل هذه المشاريع لا تكتمل ولا تزدهر بدون نانسي عجرم وشقيقاتها.

فاكس 4702164

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved