|
|
نظرات وحسرات.. لحظات بائسة ومحاولات يائسة.. عين تنظر ويد تقصر.. وقفت وأشقائي وأبناء عمي أمام أجهزة طبيةكثيرة تظهر أرقام حمراء في مركز القلب بمستشفى الحرس الوطني وكلما أمعنا النظر في رقم بدأ يدنو شيئاً فشيئاً حتى أخذت في النزول وما هي إلا ثوان وفي تمام الساعة الثامنة صباحاً إلا عشر دقائق من صباح يوم الجمعة الموافق 22/3/1424هـ وإذا بتلك الأجهزة تعطي صوتاً واحداً كهمهمة الخيل المسرجة وتتوقف وبتوقفها توقفت الدماء في العروق وترفرفت العيون بالدموع ولهجت الألسن بلا إله إلا الله، إنا لله وإنا اليه راجعون. وقع الخبر على قلوبنا كالصخرة الملقاة من شاهق.. أنصدق أم لا.. تحرك اليمين التي كانت تصافح وتمسح دمعة اليتيم وإذا بها مهملة أمعنا النظر، وإذا بها قد شخصت العينان وضعف اللسان وبردت القدمان.. فقدناك يا فدغوش..فقدنا شقيقنا الأكبر لا بل والدنا، فمنذ نعومة أظفارنا ونحن نعيش في كنفه وتحت أنظاره، فكان نعم الأب بعد الأب الذي فقدناه ونحن صغار ولم نشعر باليتم في حياته، لو أردت أن أرثي شقيقي فلن أوفيه حقه وربما أتهم بالمبالغة أو يقال انني أريد ذكر محاسنه بعد موته، ولكنها الحقيقة تنبئ عن حالها فلن أقول بأن شقيقي يتميز عن جميع البشر ولكنه يمتاز علينا نحن أشقاءه بقوة ايمانه وثباته على الحق فمنذ عرفناه لم يمر بجهالة قط، أو عصر مراهقة بل كان ملتزماً بطاعة الله قولاً وعملاً مبتعداً عن مواطن الشبهة والريبة ولا نزكي على الله أحداً، وأما حاله مع خصال الرجولة والشهامة فقد كان رحمه الله قدوة لنا في كثير من تلك الخصال بل نعجز أن نقتدي به فقد كان سخي اليمين ذرب اللسان عفيف النفس. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |