عزت عيناي مقال الاخ الفاضل ابراهيم الشايع والذي عنون ب «تفجيرات الرياض قوارع مفجعة» في عدد الجزيرة «11202» ليوم السبت 30/3/1424ه طرح الاخ وموضوعه الحساس استحث اناملي لان تمتطي صهوة قلمي راكضة ولاحقة بالكلمات وفوق سطور «العزيزة» وبين حروفها.. لعلي ألحق بركب من سبقني من الصحاب والرفاق اصدقاء الحرف والكلمة من ابناء «العزيزة» والذين سبقوني بنزفهم الدامي الاليم حول هذا الحدث الشنيع!!
والذي اصاب احاسيسي كفرد مسلم يعيش على ارض الطهارة بعد ان اصاب جزءاً من الرياض ولاننا جزء من هذا الوطن المعطاء.. وعانى قلمي لان اسطر واكتب فيها ايماءات حول حادثة التفجير والتي هزت امننا واستقرارنا واقلقت كياننا.
ولازالت الاستفهامات تتخبط حائرة في جوف عقلي تحاول فك رموز وكنه هذا العنف الحاقد على استقرار وطننا المجيد!!
وقبل ان انزف لكم آهاتي ولوعاتي.. والتي غلفتها بكلماتي!!
اكتب لكم استقرائي حول ما جرى وما يجري وما تجاهله الكثير... او مَنْ لم يعلم!! ومن لم يحس بفارق العصر الذي نحن فيه.. نعم لنعي ان الماضي كما يراه هذا الجيل يختلف كثيرا عما يراه جيل الماضي لذلك لا عجب ان ترى امتنا لها اكثر من تاريخ!! وتحديات!! وينبغي علينا ان نستشف ان ردود الفعل من احكام وآراء تختلف في هذا الجيل عنها في اجيال اخرى ولنفقه واقعنا وموقعنا!! ولا نخرج عن دائرة «فقه الواقع».
لذا ان ما قام به هؤلاء المجرمون او من سموا انفسهم بالجهاديين من قتل ابرياء.. وزعزعة امن المواطنين ليس من الاسلام في شيء.. ولا يقره اسلامنا الحنيف والذي ربانا على الود والتراحم والتآخي ونبذ الفرقة والذي قامت دعوته على الحوار والشورى.. وعلى معاهدة الكفار بالامن في بلادنا!
وعن من هدد امتنا واقلق تفكيرنا اقول:
انهم «دمويون» يعشقون مسيل الدماء البريئة لقد قاموا بهذه الاحداث المؤسفة تحت دعاوى «الجهاد ضد الكفرة» وما علموا انهم بذلك يقتلون اخوانهم المسلمين ويروعون الآمنين!!
* ما اكثر من يستغل الاسلام شعاراً يرفعه وتحت مظلته يدمر.. يخرب.. يفجر!! ومن هذا الحقد المتفشي في عقول شباب للاسف وجهوا طاقة حقدهم الى دينهم وشعبهم المسلم لا الى عدوهم.. وعدو هذا الشعب المسلم الابي!!
* اني لا اعلم الام يتطلعون هل الى شهرة!! ام الى الموت وكفى!!؟
* ما اجمل ان ننشر دعوتنا الاسلامية «بالعقل والحوار لا بالخراب والدمار»!!
* احبتي هاهم يدخلون الاسلام في قفص الارهاب!! يالله ما اشنعه من اتهام.. في حق الاسلام!!؟
* والمؤلم حقاً ان هناك من يكتسي بكساء الاستقامة والالتزام ليقضي مآربه وينفذ مخططاته ويسيء للاسلام واهله!! الا اننا لم ولن نشك في يوم من الايام ان رجلاً مسلماً مستقيماً يأمره دينه القيام بمثل ما قام به هؤلاء المخربون!
* آه.. اني اعاف رؤية تلك الصور الدامية.. والتي خلفتها آثار التفجيرات يالله.. تملكني الحزن.. واصابتني القشعريرة وانا اشاهد تلك الصورة..
والتي طالعتنا بها الصحف وهي «ليزن وزينة العباسي» وهما طفلان يحتضنان بعضهما البعض من الخوف قبل ان تصيبهما الشظية ولكن «تصلبهما الشظية» ويتفحما وهما على هذه الحال وعلى مرأى من والديهما!! اي صورة كهذه.. لا تحرك فينا الاحساس وتلفظ الانفاس اثر تنهيدة القهر.. والعذاب!!
شئ قوي زلزل كياني.. واغرقني في مستقنع من الهواجس.. وغلف كل ما حولي بالخوف.. سالت دماء الابرياء.. وتولدت في الصدور مآس تنكأ الجروح حتى لفظتها الروح اثر هذه القروح!!
* يا الله.. او هل يعقل ان تحدث مثل هذه التفجيرات في ارض شربنا الامن مع حليب امهاتنا على اديمها! حتى حسدنا عليه الغرباء!! وليأتي خفافيش الظلام.. وليسرقوا امننا.. وهدوءنا في ليلة ظلماء تكون فيه الرياض هي كالبدر حسناً وجمالاً!!
* انه مع كل قنبلة فجرت اطلعتنا على من حولنا.. ولان نتجاوز حدود حسن النوايا.. وجعلتنا نعيش شفافية الوضوح ونكتشف الخديعة و«الغموض» واللتان دستا في تراب وطننا المعطاء.. ولنجتمع نحن ابناء الوطن كصف واحد لنجتث هؤلاء القتلة!! ونساهم متعاونين مع امننا فيما يساعدنا ويساعدهم على اجتثاث جذور هذا الارهاب!!
* انها آهات.. واستفسارات باتت تدك حصون عقولنا.. وتدمي صدورنا تجعلنا نستشرف سر هذا الحقد الدفين على الاسلام واهله وعلى الوطن!!
غير ان ما نؤول اليه هو ان لا تبرير لما حدث سوى انغلاق افكارهم.. وتقوقعها.. وانهم يملكون عقولاً متصعلكة وليخسروا في النهاية خيري الدنيا والآخرة.. ولينتظروا جزاء فعلتهم عند من لا يهمل صغيرة ولا كبيرة الا احصاها!! حمانا الله واياكم من كل شر.
ودمتم في حفظ الله ورعايته
أ. سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي
معلم بمتوسطة صقلية - المذنب
| 
