Monday 16th june,2003 11218العدد الأثنين 16 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من القلب من القلب
كذب المنجمون ولو صدقوا!
صالح رضا

لقد سبق أن طرحت هذا الموضوع في إحدى الصحف وتطرقت إليه في شبكة الزعيم في منتدى كبار الكتاب.. فقد صادفت بعض حالات« الدنبوشي» وكان تاريخ حدوثها يفوق العشرين عاماً.. وللأسف ما زال البعض في غيهم إلى يومنا هذا يعمهون.. فقد صرح رئيس نادي الاتحاد لصحيفة «عكاظ» المهندس الخلوق حسن جمجوم بأن أكاديميين ودكاترة عرضوا عليه الاستعانة ب«الدنبوشي» وغيره كثير في أندية ومرافق أخرى في الوقت الذي لا ننكر فيه السحر خاصة وقد ورد كما يعلم الجميع في القرآن الكريم.. وهناك طريقان أحدهما الطريق إلى الله والآخر الطريق إلى الشيطان، حتى ولو أعطاك الشيطان شيئاً فقد سلبك كل شيء.. وأجزم أن غالبية القراء قد سمعوا أن هناك حتى في بعض الدول العربية من يطلقون على أنفسهم «عبدة الشيطان».. ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهناك الكثير من الناس الذين رهنوا أنفسهم رخيصة وضيعة للشياطين.. فيتقربون منهم ويقدمون لهم القرابين تودداً وتقرباً لقضاء حاجة من حوائج الدنيا.. وقد علموا أو لم يعلموا بأنهم قد ارتكبوا ذنباً كبيراً وإثماً عظيماً.. هو الشرك بالله تعالى.. وفي نفس الوقت لنا رب رحيم يخاطب عباده ويأمرهم بالدعاء ويعدهم بالاستجابة.. قال تعالى: {\دًعٍونٌي أّسًتّجٌبً لّكٍمً }ومع ذلك لا يلجأون إلى الله بل إلى الشيطان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. فمن وضعوا أنفسهم رهن غواية الشيطان فلهم الخسران المرير في الدنيا والآخرة حتى ولو حققوا نجاحاً أو توفيقاً.. ولكن الثمن سيكون كبيراً ومرعباً فالله يمهل ولا يهمل عز وجل.
عليه بودي أن أقدم لكم قصة أو قصتين من واقعنا الرياضي في الماضي، وذلك فقط من باب التفكه والعظة، فقبل سنوات قد تصل إلى أكثر من عشرين عاماً.. أكد لي صديق بأنهم في ناديهم قد «زبطوا» الدنبوشي للفريق الآخر.. وطلب مني مرافقته إلى الملعب لمشاهدة المباراة «المدنبشة».. فأوضحت له أنه لا ناقة لي ولا جمل بالفريقين «المدنبش والمدنبش له».. ومع اصراره على مرافقتي له وجدت نفسي مجبراً للمرافقة.. يدفعني أيضاً حب الاستطلاع خاصة وقد أوضح أن نتيجة المباراة هي أكثر من عدد أصابع اليد الواحدة لهدف واحد لمصلحة فريقه طبعاً.. وذلك حسب مصادر «المدنبش» وقد كانت المباريات في تلك الحقبة تقام عصراً.
اختصاراً بدأت المباراة وكان مستوى الفريقين هابطاً.. مما جعلني أندب حظي الذي ساقني لهذه المباراة المملة وفي جو خانق ورطب.. خاصة بعد أن قارب الشوط الأول على الانتهاء والنتيجة ثلاثة أصفار.. صفر لمستوى الفريقين وآخر لانعدام الأهداف والثالث لصاحبي الذي جنى عليّ بحضور هذه المباراة المملة. هذا والحكم ينظر إلى ساعته لإنهاء الشوط الأول وإذا بهدف يسجل لفريق صاحبي.. مما جعله ينظر صوبي وكأنه يشمت بي لمعرفته بتسفيهي لمثل هذه الخزعبلات، وللإنصاف بدأ الفريق الآخر الشوط الثاني بمستوى أفضل من الشوط الأول.. ولكن حظه النحس جعل كراته تتلاشى أمام مرمى فريق صاحبي.. إلا أن الهدف الثاني «دش» مرمى الفريق الآخر ثم توالت الأهداف.. من الثالث إلى السادس بعد انهيارهم.. والمشكلة ان صاحبي اصابته هستيريا ليس فرحاً بتقدم فريقه فقط.. وإنما ليثبت لي صدق «المدنبش والدنابيش».
هذا وأخذت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة والنتيجة «6 -صفر» والفريق الآخر منهار ولا أمل له في أي هدف.. وأخذت أعاير صاحبي إن «مدنبشهم» غير دقيق لأن النتيجة «6 - صفر».. وقد أصبح اللعب في الوقت بدل الضائع.. ومع التفاتتي إلى صاحبي إذا بالهدف الوحيد للفريق الآخر تتهادى كرته في مرمى فريق صاحبي الذي فرح لذلك الهدف فرحاً عارماً.. وكأني به يود إغاظتي وإثبات صدق «المدنبش» الذي أحضروه.. على كل حال انتهت المباراة بنتيجة «6 -1» وأنا أضرب كفاً بكف!! فإذا كان الأمر كذلك فما الداعي للتعاقد مع كبار المدربين من ذوي العقود والنقود الفلكية.. وما الداعي لشراء عقود اللاعبين الأجانب والمحليين.
وما الداعي لإغراء لاعبي الفرق الأخرى لنقل خدماتهم والدخول في إشكاليات معها ما دام الأمر يتوقف على «مدنبش» فقط لا غير!!
وهذا طبعاً نوع من التنجيم واتباع خطى الشياطين وسرقتهم للسمع.. «وكذب المنجمون ولو صدقوا».. وقد يصدقون في واحدة ويكذبون في مئة.. القصة الأخرى.. ذكر لي صاحب آخر من فريق غير ذلكما الفريقين أعلاه بأنه تعرف على «مدنبش».. كان أصلاً مستقدماً لفريق غير فريقه.. ولكنه وربعه «اختطفوه» وأسكنوه وأكّلوه وشرّبوه.. واشتروا له ما طلبه من أدوات العطارة وسوف يريهم الشطارة إذا أتوا له بكبش أسود يذبح أمامه ويأخذ منه قطعتين صغيرتين.. دليلاً على عدم استغلاله لهم فهو لم يأخذ من الخروف.. إلا تلكما القطعتين الصغيرتين والباقي هدية لإدارة النادي.
وقال صاحبي: ولكن.. فقلت: ما لك تلكنن.. فذكر أنه بعد أن قام «المدنبش» باتصالاته بشياطين الجن والإنس وبعد أن بخّر وذبح ونبح تفتقت دنبشته عن أنه لا يستطيع اعطاءهم النتيجة النهائية لأن «الشاشة لديه مغبشة» لذلك لا يستطيع إلا تعطيل مفاتيح اللعب لدى الفريق الخصم.. وبذلك سيتمكن الفريق من السيطرة وبالتالي الفوز.. «مساكين المدربون فقد قطع المدنبشون أرزاقهم» نعود للمباراة التي بدأت كغيرها من المباريات.. إلا أنني لاحظت ثقلاً في تحركات أحد «مفاتيح» اللعب الهامين للفريق الخصم أو هكذا خيل إليّ ومع ذلك طلب من مدربه التغيير قبل انتهاء الشوط الأول.. ورغم ذلك فاز الفريق الخصم بنتيجة «3 -1» ولم يفدهم دنبوشي ساحرهم.. وكان ذلك قبل أكثر من عشرين عاماً أيضاً.. وذهبت نقودهم وخروفهم سدى بعد أن ارتكبوا إثماً عظيماً.
هذا وقد ذكرت ذلك لأنبه الغافلين والذين في قلوبهم مرض من هذه المعاصي الكبرى والمسالك المهلكة والطرق الآثمة أن يتوبوا إلى الله.. فمهما تكن الكرة مهمة إلا أنها في الأخير عبارة عن «جلدة صماء» لا تستحق كل تلك الآثام التي ترتكب باسمها والبعد عن الله والاقتراب من الشياطين والولاء لهم من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون.. علماً بأن القصتين أعلاه واقعيتان وصادقتان ولكن صدقهما مثل كذبهما وكان ذلك منذ عشرين عاماً وبكل آسف مازالت تلك الممارسات الخاطئة موجودة إلى الآن وقد قال تعالى : {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (البقرة:102)
}.
ولبئس ما سقطوا فيه من مستنقع آسن.. مستنقع سفلي تنضح منه القذارة والخساسة والآثام.. والله ليس بغافل عنهم ولبئس ما فعلوا ولبئس المصير المحتوم.. إن الله لا يصلح عمل المفسدين.
فاللهم وما ضعفت له قوتي.. وقصر عنه أملي ولم تنته إليه رغبتي.. ولم تبلغه مسألتي.. ولم يجر على لساني ما أعطيت أحداً من الأولين والآخرين من اليقين.. فخصني به يا رب العالمين ولكل المسلمين أجمعين.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. والحمد لله رب العالمين..
نبضات!!
* الاختلاف في الرأي بين الشخصيتين الرياضيتين الكبيرتين أوحى لمن في قلوبهم مرض أن هناك خلافا حادا وليس اختلافا بسيطا في وجهات النظر.. مما جعلهم يخرجون من أوكارهم ليلاً ومن جحورهم نهاراً.. وقريباً سيعودون إلى أوكارهم وجحورهم إن شاء الله عند اجتماع تلكما الشخصيتين قبيل السوبر السعودي المصري.
* اتحاد كرة اليد يتعمد دائماً أن يؤجل نهائياته وبطولاته إلى ما بعد الانتهاء من الموسم الرياضي بالمباراة النهائية على كأس دوري خادم الحرمين.. وذلك «ليأكلوا الجو» كما يعتقدون!!
* كنت شخصياً متابعاً لمباريات كرة اليد.. ولكن منذ فترة المهازل التحكيمية والإدارية «حرّمت» متابعة كرة اليد المحلية إلى الأبد.
* بعض الاتحاديين كانوا يعيشون ضغوط تأنيب الضمير إثر البطولة المسلوبة.. وكان إيقاف معجب مصدر إراحتهم إلى حد ما.
* اعتزال حمزة ادريس أتى في وقته.. فالفرص لا تتكرر.. خاصة وأنه اختتم حياته بهدف «استروبيا» في الأهلي.
* انتقال الواكد إلى الاتحاد كشف أسباب تردي مستواه مع الأهلي.
* أحمد الخميس إداري أكثر من ناجح فازت به إدارة سمو الأمير عبدالله بن مساعد والتي أصبح استمرارها للمدة القانونية «4 سنوات» مطلباً رياضياً وليس هلالياً فقط لما تتمتع به هذه الإدارة من تجانس واستقامة كسبتها من سلوكيات رئيسها.
* تهنئة من أعماق القلب لسمو الأمير بندر بن ثامر ولجميع منسوبي شبكة الزعيم التي تعتبر من أكبر الشبكات الرياضية في العالم، فتتكون من ثمانية منتديات وبثلاث لغات لتكون بذلك والهلالنت موقعين رسميين للهلال وكلتاهما صاحبتا فضل كبير على العبد الفقير إلى الله لا أنساه أبداً.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved