Monday 16th june,2003 11218العدد الأثنين 16 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الوجهة للشمس الوجهة للشمس
الصورة ليست قاتمة..!!
فرحان عبدالله الفرحان

تلقيت خلال الأسبوع الماضي رسالة غاضبة والتي بالرغم من لغتها التي تفتقد إلى النظر للأعماق البعيدة لتجربة الشعر الشعبي المعاصرة إلا أنها تبين بجلاء أن ضحايا «الطفو الإعلامي» أكثر مما نتوقع فقد دافع كاتب الرسالة عن التجربة المعاشة دفاعاً يفتقد إلى الحكمة والدليل المنضبط البعيد عن تأثير النسق العام الذي سيرت فيه القصيدة الشعبية خلال العشر سنوات الأخيرة مما جعلها تفقد الكثير من بريقها الحقيقي وتستبدل عنه بريق مزيفاً إذا تمعنه القارىء المتبصر وجده سراباً لا يطفئ غول العطش.
لقد كانت الرسالة مشحونة بالاحتجاجات الانفعالية التي ترى أن قصيدة المرحلة تعيش في أزهى مراحلها واستدل على ذلك التميز بتمدد مساحات النشر المتاحة للشعر الشعبي مقارنة بالأزمنة المتقدمة وقدم اسماء تمارس ديمومة التواجد الإعلامي المستفز لكل فضائل التسامح متناسياً أن هذه المؤشرات التي ساقها كأدلة خلال مرافعته المكتوبة ليست في الحقيقة إلا أدلة إدانة وتجريم بحق هذه الأسماء المكرسة وبحق من سمح لها باستعمار مساحات الضوء التي كان من المفترض أن تكون ملكاً للنصوص المسكونة بالإبداع بدلاً من القصائد الباهتة والمحاطة بهالات أخرى لا علاقة لها بالشعر.
لا اعرف لو قدر للزمن أن ينصب ميزان العدل في ساحة الشعر الشعبي بعيداً عن المؤثرات ماذا سيكون حال الساحة وأي خلخلة ستحل بها وكيف سيكون شكلها العام ولمن ستكون الصفوف الأمامية ومن سيقبع في المؤخرة.
إن مجرد التفكير بحلم من هذا القبيل يبدو مرعباً إلى درجة لا تحتمل لأننا سنكتشف مدى سذاجتنا ونتبين كم نحن جبناء ومترددون ونحن نستسلم لهذا الواقع غير السوي ونحن نعلم أن ما يعرض على المسرح الشعري لا يعدو كونه مسرحية هزيلة لا تمت للشعر بصلة، صيغت فصولها ومشاهدها برداءة لا تحتمل، وتم تحريك الشخوص على المسرح بعبثية لا تقدم للمتلقي أي فائدة تذكر، ولكن بالرغم من كل هذه الفوضى المدمرة.. هل الصورة قاتمة.. هل توحي بموت الشعر.. وتخلف الشاعر وبلادة المتلقي.؟
أستطيع أن أقول وبكل ثقة أن الحقيقة غير ذلك وأن الصورة ليست قاتمة فهذه العبثية التي حلت في ساحة الشعر، أربكت مشهده العام وشوهت صورة الشاعر حينما قدمته بصورة المتخلف وتجنت على المتلقي وهي توحي للمجتمع بأنه لا يهتم إلا بثقافة الجسد، فبعيداً عن إعلام الساحة الذي أدمن تصنيم النماذج المتردمة فإن هناك جيلاً قادماً يحمل أفكاراً ومعطيات جميلة للغاية سيستعصي على كل آليات الفوضى السائدة لانه يحمل مشروعاً شعرياً جميلاً قادراً على إعادة صياغة المشهد العام بكل مكوناته، فقط انتظروا حتى وإن طال الوقت.
معرج شعر


لي وطن طاهر بياضه يشبه لشمس النهار
يسكنه تسعة عشر مليون هذولاء هلي
ما عمر به معبد وحانه ولا قبة مزار
ولا رجينا ميت وطفنا على مرقد ولي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved