Sunday 22nd june,2003 11224العدد الأحد 22 ,ربيع الثاني 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الفهد.. تباشير بالهناء وفراق للعذاب! الفهد.. تباشير بالهناء وفراق للعذاب!
ناهد أنور التادفي / عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال

في بادرة ليست بمستغربة أبداً على القيادة الرشيدة لهذا البلد المعطاء، تواترت علينا أنباء إنشاء المركز الوطني لعلاج سرطان الثدي، إذ هكذا جاء المسمى العطر للمنشأة الجديدة التي أعلن عن تأسيسها بالرياض بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الذي أصبح قبلة صحية عالمية يستعصي على الباحثين المرور عليها دونما توقف وتمعن في دفتر الإنجازات الضخم والقيام إجلالاً وإكباراً لمن حملت اسمه كيف لا وهو أعظم الملوك بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء، رحم الله الملك فيصل بقدر ما قدم للإسلام وللأمتين العربية والإسلامية فقد داوى في زمانه جروحاً غائرة وعللاً بائنة ووضع قضية الأمة المحورية «فلسطين» فوق كل اهتمام وكافح في سبيل تحرير القدس بكل ما أوتي من قوة حتى أتاه اليقين راضياً مرضياً.
ومن ذات الموقع والمستشفى الذي يخلد ذكرى أعظم الملوك فيصل، يبشرنا مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله وأمد الله في عمره ومتعه بالصحة وبالعافية - بالإعلان عن إنشاء مركز وطني لعلاج سرطان الثدي ويبذل من أجل دحر الداء اللعين وكبح جماحه المتعلق على صدور الأمهات، المال سخيا ًعطاءً مدراراً بدأ غيثه ينهمر بمائة مليون ريال هبة كريمة من ماله - حفظه الله - ولن يتوقف دعم الفهد السخي حتى يندحر السقم الذي بسببه ابتلعت الأرض وتوارى في ثراها أمهات مرضعات تركن أطفالهن زغب الحواصل لا ماء ولا شجر، حيث تموت إحداهن ورضيعها على صدرها متشبث بالثدي عله يجود عليه بلبن عذب سائغ للشاربين، ولا يدري الرضيع ولا أمه ان الداء قد استشرى في قلب المنبع الذي يدر الغذاء والحياة والحنان، انه داء السرطان العضال الذي وقف العلماء أمامه في حيرة من أمرهم، ويئسوا في وقفه واستئصاله من جذوره فهو المرض القاتل الذي ينبت من أصل الجحيم، لذا فمن لهؤلاء الضعاف سوى مولاي الفهد خادم الحرمين الشريفين الذي رهن حياته كلها في سبيل إسعاد البشرية وصد الأعداء عنها وأي عدو أشرس من السرطان الذي يصعب حصاره إلا بإنفاق الأموال كالتي ينفقها خادم الحرمين الشريفين الذي خطف من جذوة النار مشاعل فأضاء بكرمه ظلمة في الأفق ليعود الداء من حيث أتى مذموماً مدحوراً.
إن بشارات الخير في انتظار من يزفها إلى كل مرضعة وحانية على رضيعها الذي يتمسك بدوحة أمه وصدرها الدافئ وحليبها الذي يهبه الحياة، وكيف يستمتع الرضيعٌ بذلك إذا ظل العدو الشرس متحصناً في قلب الثدي بأسباب الجهل بحدوث المرض تارة وبالعجز عن علاجه تارة أخرى، لكن بقيام هذا المركز الشامخ الذي يعد بمثابة القلعة الحصينة في وجه هذا العدو اللدود فإن الحزن سيذهب بلا أدنى ريبة في إجازة مفتوحة، وبإذن الله لن يفقد رضيعٌ أمه وهو مازال في شهوره الأولى.
إن الذي تم إنجازه في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث سيعيد البسمة المفقودة ويمحو الكدر والشقاء الذي ظل يتركه داء السرطان وهو يحصد في كل عام عشرات المرضعات، وسيهنأ الجميع بعافية مقيمة تظلل الكل بالحيوية والنشاط والسعادة التي تعتبر محور ارتكاز الأسرة، وهذا ما ظل يبحث عنه مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وحكومته الرشيدة.. فإلى الفهد أبعثُ خفقَ الجناح مُحلقاً نحو النجوم.

فاكس 014803452 الرياض 11333 ص.ب 340184

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved