Tuesday 1st july,2003 11233العدد الثلاثاء 1 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
هدنة لوقف التشكيك
جاسر عبدالعزيز الجاسر

بإعلان أهم التنظيمات الفلسطينية الأربعة «فتح وحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» قبول هدنة لمدة ثلاثة أشهر يتم خلالها وقف العمليات العسكرية ضد الإسرائيليين المدنيين، مقابل وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإطلاق سراح المعتقلين وفتح الطرق ومعابر الحدود ورفع الضغوط عن كاهل المواطنين الفلسطينيين..
قبول هذه الهدنة من قبل الفلسطينيين وتنظيماتهم الفاعلة على الساحة الفلسطينية يجب أن يحترم من قبل كل محب للفلسطينيين ومناصر لقضيتهم فهذه الهدنة التي أعتبرها شخصياً «مرحلة نضالية» فرضتها الظروف الحالية التي يمر بها الشعب الفلسطيني نتيجة المتغيرات والأحداث التي تشهدها المنطقة والتي انعكست على الأوضاع الفلسطينية وبالتالي فإن الفلسطينيين وهم الأكثر فهماً لواقعهم ومتطلبات التعامل مع المتغيرات ينتظرون من أشقائهم العرب أن يتفهموا الدوافع التي دفعتهم إلى اتخاذ هذا الموقف الذي لايعني إسقاط خيار المقاومة... أو وقف الانتفاضة الفلسطينية... بل وقفة لالتقاط الأنفاس ومراجعة استراتيجية المقاومة الفلسطينية التي تهدف في النهاية إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية. والقارئ الجيد لنصوص وثائق «الهدنة» التي نشرتها حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي مجتمعتين ووثيقة حركة فتح، وبيان الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يتضح له بصورة قاطعة أن رجال المقاومة الفلسطينية وقيادتهم لن يكونوا حبيسي الهدنة إذا ما خرقت من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي استغلت حالة الانشغال الدولي بقضايا الإرهاب فنفذت حملات اغتيال كانت بمثابة حملات إبادة لقادة العمل الميداني للمقاومة الفلسطينية ولذا فإن من أولى حسنات «الهدنة» وقف هذه الحملة أو هكذا ما يجب أن تهدف إليه ولذلك نرى أصواتاً إسرائيلية تعارض الهدنة.
إذن خيار الهدنة الذي اتخذ من قبل قادة فصائل المقاومة الفلسطينية بعد دراسة متأنية ومباحثات ولقاءات مطولة هو خيار فلسطيني.. ويعد مرحلياً لصالح المقاومة ولهذا فإن من واجب مناصري المقاومة الفلسطينية أن يدعموا هذا القرار وصولاً إلى تحقيق الأهداف التي دفعت الفلسطينيين الى القبول به وأول واجب على هؤلاء المناصرين أن يتوقفوا عن التشكيك بهذا الموقف فمهما كان النصير أو المؤيد للفلسطينيين محباً ومؤيداً للمقاومة لا يمكن أن يكون أكثر حرصاً من قادة حماس والجهاد وفتح والجبهة الديمقراطية.. ومن باب تأييد ودعم ما يريده الفلسطينيون لقضيتهم يجب علينا أن نعقد «هدنة» يتوقف خلالها التشكيك.. والتحريض على القيام بما لاينفع الفلسطينيين في هذه المرحلة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved