Tuesday 1st july,2003 11233العدد الثلاثاء 1 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دفق قلم دفق قلم
مسؤولية تربوية
عبدالرحمن صالح العشماوي

في حوار حول مسؤوليات التربية والتعليم، وهموم بناء المرحلة المضطربة من حياة كوكبنا الأرضي، تحدثت مع الأخ الكريم الشيخ عبدالله الخلف المشرف العام على مدارس الرواد في الرياض عن الدور الذي تقوم به المدارس والمعاهد الحكومية والأهلية، ومدى قدرة محاضن التربية والتعليم على التعامل مع هذه المرحلة من عصرنا، وبالرغم من أن الحديث ساقنا إلى استعراض بعض الجهود الطيبة المبذولة في هذا الجانب، إلا أن التأكيد على وجوب مضاعفة الجهد في الاتجاه التعليمي والتربوي الصحيح كان ملحاً في الحديث التربوي الذي جرى، وهنا مكمن خطورة التربية والتعليم لأجيال تستقبلها أحداث عالمية لا يعلم إلا الله عزّ وجلّ بأبعادها، خاصة إذا وضعنا نصب أعيننا الهجمات المتوالية من أعداء الإسلام على مناهجنا التعليمية، وأساليبنا التربوية، وعلى ثوابت عقيدتنا الإسلامية بحجج واهية مصطنعة يروِّج لها إعلام الأعداء بوسائله القوية النافذة، المتغلغلة في بيوت المسلمين.
وتناول الحديث أهمية بناء ركائز الشخصية المسلمة الواعية القادرة على التعامل مع أحداث العصر وقضاياه، وأول تلك الركائز عقيدة الإسلام التي تعصم المسلم من شبهات الملحدين واللا دينيين الذين طُمست بصائرهم فما عادوا يرون الحقَّ ولا يعرفون صورته، ولهذا أصبحوا يشنون عليه حروب الشبهات والشهوات، وإن عقيدة الإسلام بصفائها ونقائها وشمولية منهجها لجوانب الحياة المختلفة هي التي تستطيع أنْ تصنع من أجيالنا رجالاً ونساء قادرين على بناء مجتمع إسلامي واعٍ قادر على العطاء المثمر وعلى بناء حياة متقدمة متحضرة، وثاني تلك الركائز لغة القرآن الكريم التي ترتبط بعقيدة الإسلام ارتباطاً قوياً لأنها لغة دستوره المنزَّل من السماء، ولغة خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام، وتحدَّث في هذا الموضوع الأستاذ محمد البلخي مدير مركز تأصيل لتنمية مهارات اللغة العربية الذي أتشرف بالإشراف عليه موضحاً أهمية بناء علاقة صداقة بين المسلم العربي ولغة القرآن، ومؤكداً أهمية البعد عن التفريعات والتفاصيل والخلافات النحوية في تدريس اللغة للناشئة وتدريبهم عليها لأن تلك التفريعات والتفاصيل خاصة بالذين يتخصصون في دراسة اللغة العربية أما عامة طلاب العلم وأبناء المسلمين فهم بحاجة إلى كسر حواجز الخوف من صعوبة اللغة العربية بتقديمها إليهم ميسورة سهلة في منهج سلس يجعلهم أصدقاء لأساليبها الراقية، وعشاقاً حقيقيين لفصاحتها وبيانها.
ولا شك أن حملات أعداء الإسلام التي بدأت منذ بداية القرن الثامن عشر الميلادي ضد الركيزتين: «العقيدة، واللغة العربية»، لم تأت من فراغ، وإنما جاءت من وعي كامل لدى أولئك الأعداء بأن هاتين الركيزتين هما الأصل الثابت الذي تقوم عليه شخصية الإنسان المسلم الواعي الذي يصمد أمام التيارات الفكرية والثقافية الدخيلة، ويملك القدرة على أن يكون إنساناً مؤثراً في الآخرين. لقد لمست من خلال ذلك الحوار مع الذين يحملون هموم التربية والتعليم، ويشرفون على المدارس المضطلعة بهذه المهمة شعوراً صادقاً بوجوب تضافر الجهود بين وزارة التربية والتعليم والجامعات والأسر والمساجد ومراكز الثقافة والتدريب لمواجهة هذه المرحلة بما يناسبها من التعليم الصحيح والتربية السليمة المرتبطة بديننا الإسلامي ارتباطا قوياً نواجه به أباطيل ودعاوى الإرهاب والعنف التي توجه سهامها إلى ديننا وأمتنا ونحن من صورتها القاتمة براء، إنها مرحلة عمل ملموس نتجاوز به حدود الكلام النظري المجرد الذي نعبِّر به عَمَّا في نفوسنا، ولا نراه مطبقاً في واقعنا.
إشارة:


ما أنت إلاَّ مسلمٌ
تاق الوجود إلى سِمَاتِك

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved