نحو تسوية أشمل

تشجع الخطوات المتسارعة في طريق التسوية بموجب خارطة الطريق على الانتقال إلى تحقيق تسوية شاملة تضع في الاعتبار الانسحاب من كل الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية والتي تسيطر عليها الآن اسرائيل.
لكن قبل ذلك ينبغي على اسرائيل الالتزام بتنفيذ استحقاقات المرحلة الراهنة ابتداءً من وقف الاغتيالات وإطلاق سراح الأسرى وتجميد الاستيطان ووقف العمل في الجدار العازل ورفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني.ومن المهم التأكيد على الدور الأمريكي فيما تم إنجازه وضرورة أن يستمر هذا الدور لضمان وفاء إسرائيل بما هو مطلوب منها حتى يتزامن تنفيذ الأدوار المنتظرة من الجانبين بطريقة تضمن عدم الإخلال بالخطوات أو التخلف عن التنفيذ. لقد انتعشت لأول مرة منذ مدة طويلة الآمال بإمكانية تحقيق شيء ملموس على أرض الواقع وخصوصاً أن الأحوال على الجانب الفلسطيني المعيشي لا تزال تنذر بتدهور كارثي من جهة الصحة والمأكل والمشرب علاوة على التدهور الحادث في البنية الأساسية للتعليم والحياة المعيشية بشكل عام. ولهذا فإنه ينبغي الحفاظ على قوة الدفع المتولدة عن إعلان الهدنة الفلسطينية وهي الانسحاب الإسرائيلي من شمال قطاع غزة من أجل دفع الأمور إلى الأمام بحيث يمكن سحب القوات الإسرائيلية من محيط مدينتي الخليل ورام الله. ومن المؤكد أن رؤية إنجازات كبيرة ضمن خارطة الطريق أمر يحتاج أولاً إلى وجود قوة ضاغطة تمارس عملها بقدر من عدم الانحياز وتملك أدوات الضغط اللازمة، كما يتطلب الأمر ثانياً وجود نوع من الرقابة على الأرض لمنع ما يمكن أن يحدث من انتهاكات وهذا أمر يمكن أن تتكفل به قوة دولية. ومع ذلك فإن الأمر يعتمد أولاً وأخيراً على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، غير أن تصريحات إسرائيلية غداة الانسحاب توحي بأن اسرائيل غير معنية بتنفيذ المطالب الفلسطينية المتمثلة في إطلاق سراح الأسرى، ومثل هذه التصريحات تزيد من الشكوك القائمة اصلاً حول مدى التزام اسرائيل بتعهداتها.