Thursday 3rd july,2003 11235العدد الخميس 3 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هكذا يراها الأردنيون: هكذا يراها الأردنيون:
الهدنة الفلسطينية أفضل الخيارات السيئة وشروط الفصائل أبقت خيار المقاومة مفتوحاً

*عمان الجزيرة - خاص:
عبر مواطنون ومراقبون عن تفاؤلهم الحذر ازاء موضوع الهدنة الفلسطينية الاسرائيلية.
وفي ردهم على اسئلة «الجزيرة» بشأن الهدنة اجمع المواطنون على انها لا تعتبر تنازلا عن حق المقاومة وانها تختلف عن سابقاتها غير المعلنة من حيث زيادة فرص نجاحها وتأييد الشعوب المحبة للسلام لها.
مجرد أمل
وقال السيد نضال دلقموني مدير التلفزيون الاردني سابقا في رده على اسئلة «الجزيرة»: اذا اراد أي طرفين متحاربين في لحظة ما الحديث عن السلام فلا بد لهما من اسكات أصوات الاسلحة ليتمكنا من سماع صوتيهما، واذا اردنا ان نحكم على مدى نجاح الهدنة من عدمه من خلال التجارب السابقة فقد لا نجد اي فرصة او أملا في نجاحها ولكن يجب ألا نفقد الامل على الاطلاق لأن التاريخ اثبت ان المشاكل المشابهة لا تحل الا على طاولة المفاوضات أولا واخيرا.
واضاف الدلقموني: ان الهدنة ستكون اذا ما تحققت فعليا على المدى المتوسط والبعيد لصالح كافة الاطراف ويجب على الشعوب المعنية ان تتحلى بالصبر حتى تتمكن من التعرف على نتائجها والتي تعتمد على مدى توفر الرغبة الحقيقية والصادقة في تحقيقها من عدمها.
واشار الى ان الفصائل الفلسطينية بكافة اطيافها تعلمت العديد من الدروس والعبر التي جنبتها الوقوع في فخ النزاعات والاقتتال الداخلي الذي كانت اسرائيل تراهن عليه او تسعى وراءه، كما ان على المقاومة ان تتعامل مع الاحداث بعيون متفتحة بحيث تتعاطى مع التطورات والمستجدات بما يحقق المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني.
فرصة للسلام
ومن جهته اكد الشيخ طارق عمرو ان فكرة الهدنة مقبولة الى حد كبير لاعطاء الحكومة الفلسطينية الجديدة فرصة تولي مهامها تجاه خدمة الشعب الفلسطيني وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة الامريكية والدعم الاردني لخريطة الطريق التي هي من مصلحة الشعب الفلسطيني.
واضاف عمرو ان الهدنة او اي نوع من الاتفاق على وقف المقاومة المسلحة مؤقتا لا يعد تخليا عن حق المقاومة المسلحة نهائيا ولكن لكل مرحلة ظروفها والظروف الحالية تدفع نحو اعطاء الفرصة للحوار الداخلي الفلسطيني الفلسطيني ولاعطاء الفرصة للدول العربية الداعمة لخريطة الطريق ان تساعد في تحقيق مكاسب للشعب الفلسطيني وتمكينه من اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، مشيرا الى ان الهدنة المرتقبة ستكون لصالح جميع الاطراف لأن السلام ليس مطلبا فلسطينيا واسرائيليا فحسب بل دولي.
وحول الفارق بين مقترح الهدنة المعلنة وما سبقها من وقف تكتيكي للعمليات الاستشهادية او الهدنة غير المعلنة يقول عمرو انها جاءت بالمزيد من اسباب النجاح كونها علنية وتحت سمع وبصر الرأي العام مما يمنحها الصفة الشرعية الرسمية والشعبية.. ويقول انه ليس من مصلحة اسرائيل المراهنة على الاختلافات بين الفصائل الفلسطينية وبين السلطة الوطنية الفلسطينية من جهة اخرى فالاختلاف شأن اي مجتمع واذا حاولت اسرائيل ان تلعب على هذا الوتر الحساس فلا بد لها ان تفشل لا محالة والدليل على ذلك ان الفصائل الفلسطينية ادركت هذا المخطط وتنوي الموافقة على الهدنة التي تعد نجاحا لها وللمجتمع الفلسطيني في هذا الاختيار.. واي محاولة لاثارة القلاقل بين صفوف المجتمع الفلسطيني لا بد لها ان تتحطم على صخرة الاجماع الوطني الفلسطيني.
واوضح عمرو ان الهدنة لا تعد مصيدة للمقاومة انما هي مصيدة لاعداء السلام واعداء حقوق الشعب الفلسطيني، اذ ان الكرة الآن في مرمى الجانب الاسرائيلي وبالذات اليمين المتطرف الذي لا يؤمن بالسلام كما نوه الى ان شروط المقاومة الفلسطينية بشأن الهدنة ليس مجرد مطالب لتنظيم او حركة انما هي مطالب كل عربي من المحيط الى الخليج لوقف الاغتيالات والاعتقالات واعادة الاحتلال.. وعلى اسرائيل ان تتحمل تبعات هذه الاعمال اذا ما عادت لممارستها.
مصيدة!
اما السيد عصام رماحة فقال ان الهدنة هي بداية نهاية المقاومة الفلسطينية اذا ما تحققت بشكل فعلي وانها تعد تنازلا مؤقتا عن حق المقاومة فرضته الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية والتي تريد المقاومة من خلالها اثبات انها ليست معارضة للسلام مشيرا الى انها ستكون لصالح اسرائيل اذا ما استمرت في عملياتها وبالتالي بمنزلة فخ او مصيدة للمقاومة التي قد تتجنب الوقوع به من خلال اشتراطاتها على الهدنة.
واشار رماحة الى ان المؤشرات تدل على ان هذه الهدنة تختلف عن سابقاتها غير المعلنة من حيث الجدية وامكانية ان تؤدي الى التوصل الى شيء ملموس.
افضل من لا شيء
في حين اعتبر مهدي المفلح ان الهدنة افضل الخيارات «السيئة» المطروحة لأن الخيار الافضل هو المقاومة التي دفعت اسرائيل للموافقة على خريطة الطريق والتي لن تزول حتى لو تم الاتفاق على الهدنة، مشيرا الى ان الهدنة رغم ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات ستبقى في صالح اسرائيل التي ستتواصل اعتداءاتها قائلا «ان كل شيء مخطط له من قبل امريكا هو في صالح اسرائيل».
ونوه المفلح الى ان الهدنة المعلنة لن تختلف عن سابقاتها غير المعلنة والتي جميعها «حبر على ورق» كما يقول مؤكدا ان اسرائيل فشلت في دفع الفلسطينيين للاقتتال وان شروط المقاومة مقبولة وسهلة وقدمت فيها المقاومة تنازلات كثيرة ويمكن لاسرائيل ان تعمل بها.
واعتبر السيد عدنان ابوسنينة ان الهدنة ليست بداية جادة لخريطة الطريق لأن اليهود كما يقول «لا عهود لهم» ولكنه يقول في نفس الوقت ان وضع الشعب الفلسطيني يدفعه للقبول بالهدنة حتى لا يشار اليه بأنه ليس شعب سلام وحق، معتبرا ان الهدنة لا تعد تنازلا ولو حتى مؤقتا عن حق المقاومة الذي يعتبر خيارا مفتوحا امتثالا لقوله تعالى {وّإنً عٍدتٍَمً عٍدًنّا}.
مشيرا الى انها في صالح من يريد ان يعيش شعبه بسلام ومن مصلحة امريكا ان تعيش المنطقة وبالاخص اسرائيل بسلام، مؤكدا ان اسرائيل فشلت في دفع الشعب الفلسطيني لحرب اهلية راهنت على وقوعها وسعت اليها متمنيا ألا تكون الهدنة مصيدة للمقاومة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved