Thursday 3rd july,2003 11235العدد الخميس 3 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العمل التطوعي والتوعية الأمنية العمل التطوعي والتوعية الأمنية
أحمد بن عبدالله المطلق/ وزارة التربية

يعد العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها، فالأمة كلما ازدادت في التقدم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري.
ويذهب علماء الاجتماع والمتخصصون في تعريف العمل التطوعي على أنه ذلك الجهد المبذول من قبل فرد أو جماعة دون مقابل مادي، بقصد تحسين ظروف الحياة والمساهمة في التنمية الاجتماعية للمجتمع.
ويهدف التطوع لتحقيق عدد من المنافع التي جاء الإسلام ليحققها.
قال تعالى {وّمّن تّطّوَّعّ خّيًرْا فّإنَّ اللهّ شّاكٌرِ عّلٌيمِ}، وقوله صلى الله عليه وسلم «اطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني» وأبرز نماذج الأعمال التطوعية هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قام بالعديد من الأعمال منها قيادة الجيوش والإمامة والخطابة دون أن يتقاضى عليها أجراً.
وتعتبر ميادين الأمن ووظائفه المتعددة مجالاً فسيحاً للإسهام ومشاركة أبناء المجتمع كله في هذه المسؤوليات والواجبات انطلاقاً من شعار «الأمن مسؤولية الجميع» الشعار الذي نادى به صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، لتكريس جهود جميع أفراد وقطاعات المجتمع لخدمة أمن البلد واستقراره.
وتؤدي الجمعيات والمنظمات الخيرية على اختلاف تخصصاتها وأنشطتها دوراً فعالاً وحيوياً في التنمية الشاملة، ذلك أن هذه المنظمات والهيئات بما تمثله من رعاية للمرضى والمعاقين والأيتام والمسنين، وما تقوم به من مساعدة للشباب على الزواج ومن تدريب مهني وتعليم فضلاً عن رعايتها للدعوة والمساجد وتحفيظ القرآن الكريم، وما تقدمه من خدمات اجتماعية مختلفة، فإنها تمثل روافد إيجابية تصب في تيار التنمية الشاملة.
والمملكة العربية السعودية تدرك أنها بمكانتها الفريدة في العالم الإسلامي، إذ تضم الحرمين الشريفين وتستقبل الملايين من الحجاج والعمار والزائرين في كل عام، وبمكانتها المتميزة على المستوى الدولي، تدرك أن لها دوراً ريادياً يضاعف مسؤولياتها عن مواطنيها خاصة وعن عالميها العربي والإسلامي عامة وعن الإنسانية المعذبة في شتى بقاع العالم بوجه أعم.
ومنذ أن قام الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله بتوحيد ذلك الكيان الهائل فإنّ العمل الخيري يسهم في إعادة التوازن للمجتمعات، فراحت المملكة تقدم عطاءها سخياً في شتى المحن والأزمات التي تحل بالمجتمعات بغير قيد ولا شرط.
وقد وصل عدد الجمعيات الخيرية في مملكتنا الحبيبة إلى 185 جمعية خيرية تعمل في مختلف مجالات العمل الخيري، وهناك الضمان الاجتماعي وصناديق التنمية الزراعية والعقارية والصناعية والحملات الإغاثية«إقامة جسور جوية وبحرية وبرية من المساعدات للدول المتضررة».
ويعد العمل الخيري السعودي نموذجاً يحتذى به في ميدان التكافل الاجتماعي الذي دعا اليه ديننا الإسلامي الحنيف.
والعمل التطوعي في مجتمعنا العربي يبدو أكثر إشراقاً وتألقاً، ذلك أن مبادىء ديننا الحنيف بما فيها الحث على العمل التطوعي والتكافل الاجتماعي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها، والقيم العربية الأصيلة «كالشهامة والمروءة والصدق والوفاء والكرم وإغاثة الملهوف» تهيىء المناخ الملائم والمناسب الذي في ظلاله ينمو ويترعرع العمل التطوعي في مجالات الأمن.
وفي الختام، الشباب طاقة كبيرة، إن لم نحسن استغلالها قام الشيطان وجنوده بذلك، استطاع الشيطان إما بتوجيههم إلى الخراب الأخلاقي والعقائدي، أو التخريب الاجتماعي والديني عن طريق التطرف في الآراء، واللجوء إلى العنف في فرض هذه الآراء.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved