Thursday 3rd july,2003 11235العدد الخميس 3 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ما يمكن أن أفعله لو كان عندي مليون دولار ما يمكن أن أفعله لو كان عندي مليون دولار
خالد عبدالعزيز الحمادا / ثانوية الأمير عبدالإله / بريدة

بالتأكيد أن المليون دولار إذا وقع في أيدينا سنتعامل معه وفق حاجتنا وعلى مستوى همومنا ودرجة تفكيرنا، فإن أصبح هذا المليون في حوزة رجل بخيل فإنه سيودع مباشرة في البنك ليكمل رصيد الأرقام وهو يرتفع ويزداد.. وإن أصبح هذا المليون من نصيب شاب فقير «منتف» فإنه سيغير مجرى حياته من فقر إلى غنى فيشتري بيتاً وسيارة ويعيش حياة مرفّهه.. المهم أن تعاملنا المعقول مع هذا المليون إما إن نبسِّط فيه حياتنا أو ندخل ونساهم فيه ببعض المشاريع التجارية هذا هو تفكيرنا المادي، وقد تكون هذه قدرتنا في التعامل مع هذا المال إذا كان بين أيدينا أما إذا كان المليون بعيداً عنّا قليلاً ويحتاج منا بعض الجهد فإننا لن نصرف وقتنا ونضيع جهدنا في انتظاره وتذليل الطرق للحصول عليه وعندما يكون رقم «1000000» مليون أمنية ومشروع حلم وخيال فإن هذا ضرب من المستحيل وتعجز عنه عقولنا وتقصر عنه همتنا ويتراجع عنده تفكيرنا.
«ما يمكن أن أفعله لو كان عندي مليون دولار» هذه مقولة لرجل تربوي أمريكي لم يعجبه النظام التربوي السائد في مدينته ولاحظ عليه بعض العيوب وتمنى أن يكون رئيساً لإحدى الجامعات حتى يجبر الكسر ويسد الخلل لكن أمنيته لن تتحقق فصمم على تنظيم جامعة جديدة يمكنه فيها تنفيذ اقتراحاته وأفكاره، فدرس المشروع ووجد أنه يحتاج إلى مليون دولار، جلس يفكر طويلاً من أين يحصل على هذا المبلغ واستمر في التفكير الطويل وأصبح هو همه وشغله الشاغل يذهب معه إلى الفراش فيؤرقه عند النوم ويستيقظ معه في الصباح ورغم أنه أمضى سنتين في التفكير المرهق في كيفية الحصول على مبلغ المليون دولار إلا أنه لم ينهزم ولم يتراجع بل زاد في البحث والرصد والتحري.. وذات يوم جلس في غرفته يفكر وقال إنني أمضيت سنتين في تفكيري في هذا المشروع ولم أحصل على المليون دولار والآن حان الوقت للحصول عليه يجب ان أحصل على المبلغ خلال أسبوع واحد فقط من الآن وقطع عهداً على نفسه بذلك وعاش الهم واختلطت مشاعره وأحاسيسه بهذا المشروع الحلم وأطلق العنان لخياله وبدأ ينظر إلى نفسه وهو يتحسس الدولارات ويعدها حتى ترسخ المشروع وفكرته بالعقل الباطن وأصبح الرجل المربي يتحرك من خلال املاءات العقل الباطن الذي اقتنع بالمشروع حقيقة وصار عنده واقعاً.
وبعد كثافة المشاعر التي عاشها هذا الرجل بصحبة التفكير بكيفية الحصول على المليون لمعت في عقله فكرة وهي أن يذهب إلى الصحف ويعلن عن موعد محاضرة بعنوان «ما يمكن أن أفعله لو كان عندي مليون دولار».. بعد أن حدد الموعد والمكان وانتشر الاعلان في الصحف أخذ الرجل بالاعداد للمحاضرة التي هي معده مسبقاً في العقل الباطن منذ سنتين وما على الرجل إلا أن ترجمها على الورق.. عاش الرجل في كثافة مشاعره وأحاسيس مفعمة بأنه قد حصل الآن على المليون وأن مشروعه قد تحقق.. استيقظ الرجل في صباح يوم المحاضرة وجهز نفسه وجمع أوراقه وأخذ في قراءة المحاضرة ثم خرج من البيت مسرعاً إلى قاعة ومكان إلقاء المحاضرة وعندما صعد المنبر وجلس أمام مشهد من الحضور اكتشف أنه قد نسي المحاضرة في البيت لم يحاول الرجل أن يعتذر بل أغمض عينيه وبدأ في القاء محاضرته وأخذ العقل الباطن يمده بكل ما يريد قوله عن هذا المشروع. تحدث الرجل من أعماق نفسه وروحه ونسي الحضور وراح يطرح أفكاره ويشرح رؤاه ويعرض خططه وطريقة مؤسسته ودستورها ونظامها وعند نهاية المحاضرة وقف رجل في مؤخرة الحضور وتقدم إلى المنبر بهدوء وقال لصاحب المحاضرة أيها الرجل أنا أعجبت بمحاضرتك وأحببتها وأظن أنه بإمكانك الآن أن تحقق ما تريد ولكي أثبت لك صحة كلامي فأنا أطلب منك أن تأتي إلى مكتبي في صباح الغد لأعطيك المبلغ.. ذهب الرجل إلى مكتب هذا التاجر وأعطاه المليون فأسس معهداً للتكنولوجيا يعرف اليوم في الولايات المتحدة بمعهد ايلينوي للتكنولوجيا.
لم يكن المعهد في السابق سوى فكرة ولكنها غُذيت ودعمت بالعزم والصبر والرغبة والارادة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved