Thursday 3rd july,2003 11235العدد الخميس 3 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حتى لا نصبح كالجزائر والمغرب حتى لا نصبح كالجزائر والمغرب
إعادة نجوم الخبرة لمصلحة منتخبنا الوطني

بعد اخفاق منتخبنا في التأهل إلى مونديال 90 في ايطاليا في تصفياتها النهائية التي أقيمت بسنغافورة في قمة توهج العطاء السعودي وبعد فوزه بكأس آسيا 88 بالدوحة، صرح مدربنا آنذاك كارلوس البرتو ان على السعوديين ان يعتمدوا علي الرشودي ورفاقه قالها هكذا، وكان يقصد لاعبي منتخب الناشئين الذين فازوا بكأس العالم في ذلك العام، وبعد أول تشكيل للمنتخب والذي كان يحضر لدورة الخليج بالكويت خرج من المنتخب كل عناصره البارزة المعروفة كصالح النعيمة وماجد عبدالله والبيشي وعبدالله الدعيع والمصيبيح والهريفي وعبدالجواد وغيرهم، وضمت القائمة نجوما جددا كالرومي وسامي الجابر الذي حصل على هداف 1410 وغيرهم ولكن المنتخب انسحب من تلك البطولة لتكون مشاركته في كأس آسيا في اليابان في 92 مشرفة وناجحة.. ولكنه اخفق في تحقيق اللقب..!! ليضطر بعدها المسؤولون لإعادة لاعبي الخبرة كماجد عبدالله وعبدالجواد والهريفي ويوسف الثنيان وأحمد جميل وخالد مسعد ويتأهل منتخبنا لأول مرة لكأس العالم 94 في أمريكا ويقدم أروع عروضه، في ظل مشاركة لاعبي الخبرة ممزوجين باللاعبين الشباب.وبعد نهائيات كأس العالم 98 في فرنسا تكرر سيناريو (بناء) المنتخب مرة أخرى وفرغ من عدد من لاعبي الخبرة كسامي الجابر وخالد مسعد والخليوي والمهلل والثنيان والعويران وغيرهم، وشهدت قائمة منتخب بطولة القارات آنذاك بإشراف مدرب المنتخب ماتشلا أسماء جديدة تدخل المنتخب للمرة الأولى وتعلم ان منتخبنا خسر يومها بنتائج كبيرة وقاسية من المكسيك 5/1 ومن البرازيل 8/2 رغم الفوز المفاجأة على مصر 5/1 وبعد هذه البطولة وحينما شاهد المدرب عدم قدرة الجيل الجديد على المواجهة لوحده دون دعم لاعبي الخبرة بدأ كبار اللاعبين يعودون شيئا فشيئا، حتى شاهدنا سامي الجابر وسعيد العويران وعبدالله سليمان وفؤاد أنور وغيرهم يعودون ليشارك بعضهم في مونديال2002 بكوريا واليابان..!!
والآن يعيد المشرفون على منتخبنا الوطني ذات الطريقة التي أثبتت فشلها علميا وعالميا، فهذا منتخب الجزائر صاحب الانجازات العالمية والافريقية لم ينهض مجددا حتى الآن بسبب قرار حل المنتخب وتكوينه من جديد..!! وهذا أيضا ما أصاب المنتخب المغربي بعد اخفاقه في مونديال 94 حينما قرر الاعتماد على اللاعبين المحليين دون اللاعبين المحترفين في الخارج والذين يمثلون لاعبي الخبرة، فمنتخبنا بعد (نكسة) الثمانية من منتخب المانيا قرروا البدء من الصفر.. وتسريح لاعبي الخبرة الذين لديهم القدرة على العطاء وغير القادرين..!! وكما ذكرت فتجاربنا هنا مع فكرة البدء من الصفر لم تكن ناجحة بل ان التراجع عن قرار ابعاد لاعبي الخبرة كان مرتبطا في كثير من الأحيان في الفوز ببطولات ثمينة كإعادة الثنيان لكأس آسيا 96 وقيادته للمنتخب للفوز بكامله، وقبله عودة ماجد ورفاقه لقيادة المنتخب لكأس العالم 94.
ماذا ينتظر مسؤولو المنتخب من لاعبين محليين وفي منافسات الدوري يظهرون أقل بكثير من اللاعبين المسرحين من قائمة المنتخب الوطني..؟؟ تأملوا حال حراس المرمى على سبيل المثال.. وقارنوا مايقدمه الدعيع لناديه وما يقدمه غيره ممن يعتبرون أساسيين في المنتخب..؟ قارنوا بين أداء خميس العويران أو عبدالله الشريدة أو محمد شلية أو حسين عبدالغني وبين من يشغل خاناتهم في المنتخب..؟؟ إن الأداء في منافسات الدوري يشير لتفوق لاعبي الخبرة بشكل لافت وتأثيرهم في مسيرة ونتائج فرقهم بخلاف الأسماء التي حواها التشكيل الأخير، والتي أجزم ان المخاطرة بها في منافسات قارية وخليجية مهمة يعتبر مخاطرة غير محسوبة العواقب وان استطاع ذلك الفريق من تحقيق بطولة العرب، التي لاتمثل مقياسا يعول عليه في تقييم الفرق العالمية والتعامل معها.
ان الدعوة التي أوجهها لمسؤولي الاتحاد السعودي والمشرفين على منتخبنا الوطني هو أهمية ان يكون المعيار الذي يعملون عليه هو كفاءة اللاعب بعيدا عن سنه وعمره وكونه مثلنا في (كارثة) الثمانية الشهيرة والتي بينت قبل قليل أنها لم تكن الأولى في تاريخنا الرياضي.. فقد سبقتها ثمانية البرازيل ومن فريق لايمثل نجوم البرازيل الكبار آنذاك فأهمية تواجد لاعب الخبرة لايمكن ان يشكك فيها أو يتغافل عنها، وأفضل مراحل البناء هو البناء التدريجي الذي يجمع جيلين أحدهما مع الآخر فينتهي هذا ويبقى الآخر ليمثل لمن بعده لاعب خبرة يعتمد عليه.

محمد بن تركي المنصور
بريدة ص.ب 2128

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved