Friday 11th july,2003 11243العدد الجمعة 11 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

« الجزيرة » تواصل طرح سبل تفعيل دور التحفيظ النسائية.. أكاديميات وتربويات ( 2 - 3): « الجزيرة » تواصل طرح سبل تفعيل دور التحفيظ النسائية.. أكاديميات وتربويات ( 2 - 3):
الدور النسائية قادرة على المساهمة في خدمة الدعوة ومحو الأمية الدينية بين النساء
التوسُّع في تدريس علوم الشريعة يضاعف قدرة الدور النسائية في مجال التوعية والدعوة
خطة تطوير هذه الدور تستلزم تزويدها بالمكتبات السمعية والمراجع الدينية

* الجزيرة خاص:
أجمع عدد كبير من الأكاديميات، ومديرات الإشراف التربوي بتعليم البنات، ومشرفات تربويات في الحلقة الماضية، على نجاح الدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم في تحقيق أهدافها بدرجات متفاوتة من دار إلى أخرى، وفقا لإمكاناتها المتاحة، وظروف كل منها في نطاق محيطها الاجتماعي، ووعي الإدارات القائمة عليها.
واتفقت الأكاديميات والتربويات في هذه الحلقة على حاجة كثير من هذه الدور إلى تطوير بما يضاعف من قدرتها على تحقيق أهدافها المرجوة، وتفعيل مساهمتها في خدمة الدعوة إلى الله على بصيرة وهدى. وشملت اقتراحات التطوير تفعيل التعاون بين هذه الدور وإدارات تعليم البنات في كل منطقة، وتوفير الكفاءات التعليمية والإدارية بها، كذلك التوسع في تدريس علوم الشريعة، وتعريف المرأة المسلمة بالتحديات التي تواجه أمتها ووطنها، ودورها في مواجهة هذه التحديات.
التشجيع والمتابعة
في البداية تقول د. خديجة بنت محمد المختار الشنقيطي عميدة كلية التربية للأقسام العلمية بالمدينة المنورة: لاشك أن هناك آثاراً ملموسة في أرض الواقع لنشاط هذه الدور النسائية، تتمثل في تنشئة جيل من بناتنا مقبل على كتاب الله سبحانه وتعالى، وملتزم بهديه ونهجه وأحكامه، وبالإمكان النهوض بمستوى هذه الدور على محورين رئيسيين: الأول يتعلق بالأسرة والمجتمع، وذلك من خلال تشجيع الأسرة لبناتها للالتحاق بهذه الدور، وبذل الجهد في متابعتهن وحثهن على مساعدتها لإكمال رسالتها نحوهم، والمحور الثاني عبر القائمين والمشرفين على هذه الدور، وذلك بأن يتم اختيار من تتوفر فيهم الكفاءة والموهبة لإدارة مثل هذا النوع من النشاط الفكري والروحي السامي، وأن لا يختصر دور أولئك المشرفين فقط في العمل الإداري، بل يتعداه إلى إعداد التقارير والدراسات التي من شأنها تعزيز الدور الشرعي والفكري لرسالتها.
وتضيف د. خديجة الشنقيطي: وليس من المبالغة في شيء إذا قلنا ان بلادنا العزيزة تتبوأ موقع الصدارة في العناية بأبنائها من كلا الجنسين، خصوصا من الناحية العقائدية والخلقية، وهذا أمر يشهد به البعيد قبل القريب، كيف لا وهي مهبط الوحي، ومنطلق الرسالة، ومن ثم فالفتاة السعودية تتلقى من العناية والرعاية ما يجعلها متميزة بين أقرانها في أقطار عديدة، وتنفرد بأنها تحظى بنسبة عالية من الثقافة والعلم الشرعي يجعلها بحق مفخرة لوطنها، وقد تحقق لها ذلك بفضل الله أولاً ثم بفضل العناية والمتابعة الدقيقة لحكومتنا الرشيدة، سدّد الله خطاها.. وحبذا لو تم توسيع نطاق الدراسات المساندة لتوفير الكفاءات المقتدرة، فمثلاً لو تم العناية بعلم العربية بفروعها المختلفة، وكذلك علم الفرائض، وأصول التفسير، ولو كان ذلك مبدئيا للطالبات المتميزات الراغبات في تلقي مزيد من العلوم التي تثري حصيلتهن الشرعية.
تقويم لسان الفتيات
من جانبها تؤكد د. فاطمة بنت صابر حسين عميدة كلية التربية للأقسام الأدبية بالباحة ان الدور النسائية الخاصة بتحفيظ القرآن الكريم تحتاج إلى مزيد من العناية، لما لها من أثر عميق في المجتمع، حيث تخدم نصف المجتمع المرأة المسؤولة عن تربية النشء، وإعداد أجيال المستقبل، وذلك بوضعها تحت الإشراف والتوجيه المستمر، وتزويدها بداعيات من حين لآخر، لإلقاء المحاضرات وتنشيط وتطوير العمل بها، حتى يمكن أن تتبنى هذه الدور القضايا التي تهم المجتمع، وتبصر النساء اللاتي يترددن عليها بشؤون بلادهن، والعمل للصالح العام، مثل الاهتمام بقضايا البيئة وإيجاد الحلول للمشكلات الاجتماعية، التي يكون للمرأة المسلمة دور فيها كالطلاق.. وتربية الأولاد، ومساعدة الفقراء، وكذلك تقديم المعلومات الدعوية المفيدة، والاهتمام بتصحيح العقيدة وتثبيتها، وبيان فضل الاهتمام بكتاب الله حفظاً وتلاوة وتجويداً.
وتضيف د. فاطمة بنت صابر: ولعل من أبرز الفوائد التي حققتها دور التحفيظ في المملكة للفتاة السعودية تعلم كتاب الله وإتقان تلاوته وحفظه وتفسيره، وتقويم لسان كثير من الفتيات، إضافة إلى تعليم أحكام الكتاب، ونرى أن تقتصر رسالة دور تحفيظ القرآن على تعليم التلاوة والترتيل لكتاب الله، وحفظه وتدبر معانيه، وتفسيره وبيان أحكامه، دون التوسع بتدريس مواد دينية أخرى تقوم المدارس والكليات والجامعات المختلفة بتدريسها، حتى يكون الاهتمام في المجال الأول لخدمة كتاب الله، وهو الهدف الأول للجمعيات والدور النسائية.
شحذ همم الناشئة
أما د. نورة بنت عبدالعزيز المبارك عميدة كلية التربية للأقسام العلمية بالرياض فتقول: إن تطوير الدور النسائية يتحقق بتنويع الأنشطة، والمساعدة في تشجيع تطبيق القرآن عملياً، بالتزام أوامره، والانتهاء عن نواهيه، والعمل به دون توان أو خذلان، كما يمكن لهذه الدور تقديم محاضرات خاصة بالتربية، والمعاملات الأسرية، والدين النصيحة، وتقوية الترابط الأسري، وحسن التعامل بين الأفراد، والأخلاق، ودروس العقيدة والفقه، حتى تكون المرأة المسلمة على بينة من دينها، كذلك العمل على نشر الدور النسائية على مستوى المملكة في جميع الأحياء.
وتضيف د. نورة المبارك: ويمكن أن تسهم الجمعيات الخيرية، والدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم في خدمة الدعوة إلى الله بشحذ همم الناشئة والشباب والكبار، وتدريبهم على إلقاء المحاضرات والدروس الدعوية، والتي تساعد على الالتزام عملياً بكتاب الله.. مشيرة إلى أن من أبرز الفوائد التي حققتها دور تحفيظ القرآن للفتاة هي المساعدة على حفظ القرآن الكريم، والاستفادة من الوقت، لكن لابد من توسع دور تحفيظ القرآن لتشمل علوم القرآن، والحديث الشريف، والعقيدة وغيرها من العلوم الدينية الشرعية، لنشر العلم النافع بين أفراد المجتمع، والنساء خاصة، والتخلص من الأمية الدينية وغيرها من البدع والمحدثات.
حمل الفتاة هم الدعوة
وترى عميدة كلية التربية للأقسام الأدبية ببريدة الأستاذة فاطمة بنت حمد الرديني أن الدور النسائية للتحفيظ حققت هدفها في تنشئة جيل من الفتيات تقبل على القرآن الكريم، لكن هذا لا ينفي حاجتها إلى تطوير مناشطها، وذلك من خلال الدعم المستمر لحفز الطالبات، وتشجيعهن ماديا ومعنويا، حتى تتجاوز قدرات هذه الدور عملية التحفيظ إلى الإسهام في خدمة الدعوة الى الله، ولكن لابد أولاً من إخراج جيل من الفتيات يحمل هم الدعوة إلى الله، وذلك من خلال معرفة الأحداث والعقبات التي تواجه الأمة الإسلامية، ولا تتحقق هذه المعرفة دون توسع هذه الدور في تدريس العلوم المتعلقة التي تفسر معاني القرآن قولاً وعملاً، وعلوم الفقه، والسيرة، والتوحيد وغيرها من علوم الشريعة.
لجنة نسائية خاصة
أما د. بدرية بنت إبراهيم السعيد عميدة كلية التربية لإعداد معلمات المرحلة الابتدائية ببريدة فتقول: من الواضح أن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ودور تحفيظ القرآن الكريم الخاصة بالنساء، قد حققت كثيراً من أهدافها في تنشئة جيل من الحافظات للقرآن الكريم، يلتزمن بهداه، ونهجه، وأحكامه مما يساعدهن في تربية أطفالهن تربية دينية صحيحة، لكن لابد من وجود نوع من الإشراف التربوي على الدور النسائية لتحفيظ القرآن، وتشكيل لجنة نسائية خاصة من قبل وزارة التربية والتعليم للعمل على تطوير أداء هذه الدور ومتابعة أعمالها، وبحث إمكانية التحاق عدد من المعلمات والإداريات من منسوبات وزارة التربية والتعليم للعمل في هذه الدور، خاصة وأن معظم رواتب من يعمل بهذه الدور تكون عن طريق التبرعات، وتوزيع خطط وبرامج ومناهج دور تحفيظ القرآن الكريم بين منسوبات التعليم، ونشر دعوة الخير بين أفراد المجتمع، وكذلك العمل على تطوير الحلق النسائية، وإقامة حلق خاصة في كل دار لإعداد الداعيات، بحيث تنتقى طالبات هذه الحلقة من قبل إدارات التحفيظ وفق معايير تتصف بها الطالبات ويجعلن قدوات لبنات جنسهن.
وتضيف د. بدرية السعيد: وتبقى أبرز نجاحات هذه الدور تتمثل في تنشئة فتاة صالحة لمجتمعها تحمل الولاء لأمتها، وربط واقع الفتاة بكتاب الله، ونعتقد أن من أبرز الأهداف التي تسعى الجمعيات الخيرية، والدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم لتحقيقها إلى جانب حفظ القرآن الكريم، هو الدعوة إلى الله لكافة شرائح المجتمع، وخاصة مربيات الأجيال بدءاً من أسرهن، ومحيطهن العائلي، ومجتمعاتهن النسائية بشكل عام، لكن ذلك لا يتحقق دون توفير الكوادر المؤهلة في هذه الدور من المعلمات والمشرفات، ومن المفيد ألا تقتصر رسالة دور تحفيظ القرآن الكريم على تعليم القرآن الكريم تلاوة، وحفظاً وتجويداً وتفسيراً، بل يجب أن تتوسع لتشمل أكبر قدر من العلوم الدينية والشرعية فقد قال الشاعر:


الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق

تعليم الأبناء الإنجليزية
وتؤكد د. ازدهار الحريري رئيسة قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بالرياض ان بإمكان الجمعيات الخيرية، والدور النسائية لتحفيظ القرآن الكريم أن تسهم بدور فاعل في خدمة الدعوة إلى الله بعقد محاضرات تساعد من هن في حاجة إلى تعلم أمور الدين مثل (الطهارة، الوضوء، الصلاة) من النساء السعوديات أو غير السعوديات، وتوفير المتحدثين باللغات التي تخص الجاليات الأجنبية، فمن المهم جدا ان يتعلم أبناؤنا وبناتنا أساسيات الدين باللغة الانجليزية، وغيرها كي يتمكنوا من نشر الدعوة ومساعدة حديثي العهد بالإسلام أو الراغبين في تعلم أمور الدين من غير الناطقين باللغة العربية.
وتضيف د. ازدهار الحريري: ولعل أبرز الفوائد والثمار التي حققتها دور تحفيظ القرآن الكريم النسائية هي إشغال وقت فراغ الفتاة السعودية بما هو مفيد، ألا وهو حفظ كتاب الله، الذي يعتبر كنزاً من كنوز المسلمين ناهيك عن إبعادهن عن الوقوع في السيئات والرذائل.
الاطمئنان والسكينة
أما الأستاذة فاطمة الحنايا معلمة التجويد والتلاوة بكلية التربية ببريدة، وعضو لجنة تحكيم المسابقة المحلية حفظ القرآن الكريم للبنات فتؤكد أن الثمار اليانعة التي تجنيها الطالبة في الدور النسائية للتحفيظ، بل والمعلمة أيضاً لا تحصى، ولاشك ان أبرز ثمرة هي الاطمئنان، وحصول السكينة والثقة بالله، وحفظ الجوارح، والابتعاد عن المنكرات القولية والفعلية، وصلاح هذه الأمة يتحقق بما صلح به أولها، ولو رجعنا إلي منهج الصحابة وجدناهم لا يتعدون حفظ عشر آيات حتى يتعلموا ما فيهن من العلم، والعمل، فالقرآن شريعة ومنهج قبل كونه كلاماً يتلى بدون فهم لما فيه، ولذا لابد من التطرق لبعض المسائل الفقهية والعقدية، والناسخ والمنسوخ، حتى تعبد المسلمة ربها على بصيرة.
نظام الانتساب!!
وتدلل الأستاذة خولة بنت عبدالعزيز الربيعة مديرة إدارة الإشراف التربوي بتعليم البنات بالمنطقة الشرقية على نجاح الدور النسائية في تحقيق هدفها، فالإقبال الكبير على حفظ كتاب الله من قبل النساء، والتبصر في أمور الدين، حتى ان الطاقة الاستيعابية لتلك الدور قد اكتملت ولم تعد بإمكانها استقبال المزيد من الطالبات، علما أن بعض المدارس تعمل على فترتين صباحا ومساء، وبالتالي زادت أعداد من هن على قائمة الانتظار، وقد استحدث نظام الانتساب كحل أمام إصرار الأخوات المتقدمات على الالتحاق بالدور، حيث بلغ عدد المتقدمات لإحدي الدور بالدمام 600 دارسة تم قبول 90 دارسة فقط عن طريق القرعة، وهذا الإقبال يتطلب تطوير الدور النسائية، وذلك عن طريق توفير مبنى لكل دار يتسع للأعداد المتقدمة وقابل للنمو والزيادة، وذلك بتخصيص مواقع لهذه الدور في المخططات الجديدة حكومية كانت أم أهلية، أسوة بالمدارس والحدائق والمساجد، وتخصيص ميزانية لكل مدرسة تكفل لها الصرف على احتياجاتها، وأن يكون هناك فرع نسائي تابع للوزارة كإدارة إشراف تشرف على سير العمل في هذه المدارس، وتكفل توحيد إجراءات العمل فيها، كذلك استحداث إدارة للخدمات تتولى امور الحركة والصيانة في المدارس والدور النسائية، لتتفرغ المديرة للأمور الهامة وعدم شغلها بتفاصيل تتسبب في ضياع الوقت، ووضع حد لتسرب الموظفات والتفكير الجدي بحلول عملية من تخصيص رواتب او حوافز، لضمان استقرارهن، وتطبيق نظام التعرفة المخفضة لخدمات الهاتف والكهرباء، والتي أقرها مجلس الوزراء أو إعفائها من الرسوم، وأن يكون تعيين الموظفات عن طريق الإدارة النسائية حتى لا يدخل الدور من ليس مؤهلاً للتدريس فيها، إضافة الى ضرورة توحيد المناهج، وزيادة ساعات العمل الرسمية، وتوحيد إجراءات تقويم التحصيل، وإصدار اللوائح الكفيلة بتنظيم العمل إداريا وفنيا، على أن يتبع القسم النسائي بالوزارة قسم الدراسات والبحوث لرصد الظواهر المنتشرة في المجتمع وإعداد الدراسات الكفيلة بمعالجتها، ودعم المراكز الصيفية التابعة للجمعية ماديا ومعنويا، هذا بالاضافة الى إعداد المعلمات بهذه الدور وتأهيلهن تحت إشراف من القسم النسائي بالوزارة.
وتضيف الأستاذة خولة الربيعة: ولاشك أن الدعوة من خلال الدور النسائية، دعوة منظمة ذات أهداف محددة وفق منهج، وممكن أن تتنامى هذه الدور إذا تمت دراسة واقع المجتمع وتحديد مشكلاته وبيان المعالجة الشرعية لها، وكذلك التوجيه النفسي والاجتماعي للدراسات، ودراسة كثير من العلوم على يد أخوات داعيات ثقاة بدلا من أخذ العلم من غير أهله، ويمكن مضاعفة الإمكانات الدعوية بهذه الدور بفتح قسم لتدريس اللغات، يركز على المصطلحات التي تخدم العلوم الدينية لتتمكن الداعية من الدعوة إلى الله لغير المسلمين، مشيرة إلى أن من أبرز الفوائد التي حققتها هذه الدور هو زيادة أعداد الحافظات، وبث الوعي الديني بين شرائح المجتمع، ونشر العلم الشرعي، وفتح المجال للفتاة السعودية لشغل وقت فراغها بعمل نافع، لكن من المفيد ألا تقتصر الدور على تحفيظ القرآن الكريم فقط، بل تتوسع لتدريس بعض العلوم الهامة مثل دراسة الأصول من كل فرع كأصول الفقه وأصول الحديث.. الخ، ويزاد عليها من العلوم ما يكفي بأن تعبد الدارسة ربها على بصيرة.
مفخرة لمعشر النساء
أما الأستاذة جميلة بنت عمر حلبي مديرة القسم النسوي بالجمعية الخيرية للتحفيظ بالمدينة المنورة فتقول: إن دور تحفيظ القرآن الكريم النسوي لها دور واضح في إقبال النساء والفتيات من جميع المراحل العمرية على حفظ القرآن الكريم، وتجويده، وقدخرجت هذه الدور بفضل الله عدداً كبيراً من الحافظات لكامل المصحف، ولا شك أن في هذا مفخرة لمعشر النساء عامة، إلا أنه من الملاحظ والله المستعان أن هناك ضعفاً في التزام هدي القرآن عند البعض، يأخذ ذلك الطابع النظري البحت الذي يفترض أن يصبغ حياة حافظ القرآن الكريم، ولاشك أن وراء ذلك أسباباً يعود بعضها إلى معلم القرآن، وبعضها إلى المنهج التعليمي في هذه الدور، والبعض الآخر يتعلق بالطالبة نفسا وتصورها لما يترتب عليها من واجبات إثر التحاقها بهذه الدور، ومع ذلك فإن هذا لا يقلل من قدر ما تقدمه هذه الدور من خير عميم، لكنه يؤكد حاجتها إلى التطوير والتحديث من خلال عدد من القواعد والإجراءات،مثل تحديد عدد الدارسات في كل حلقة بما لا يزيد عن 15 دارسة، حتى تأخذ كل دارسة حقها من الوقت والجهد، وتنظيم دورات تثقيفية للمعلمات سواء من الناحية الإدارية أو التربوية، كذلك اجتماع سنوي للأقسام الإدارية النسوية في جمعيات التحفيظ لتبادل الخبرات، تتخلل هذه الاجتماعات دورات تطويرية وورش عمل لحل المشاكل الشائعة في دور التحفيظ النسائية، وبحث إمكانية وسبل زيادة رواتب المعلمات حتى يكون هناك فرصة أكبر لاختبار الجديرات بحمل هذه الأمانة العظيمة، إضافة إلى ضرورة عدم الاقتصار على الحفظ، بل ربط الآيات بواقع الحياة من خلال التفسير، والدرس القصير المركز، والقصة الموثرة، والمسابقات بأنواعها المختلفة، وتوفير ايجاد مكتبات (سمعية، ومقروءة) في الدور الكبيرة، وتبادل الزيارات بين الدور، ووضع المسابقات الترفيهية والثقافية لإيجاد جو من المنافسة بينها، وإدخال الكمبيوتر كجزء من العملية التعليمية في الدور، والاستفادة من برامجه المختلفة بما يساعد على تحقيق أهداف الدور بشكل أكثر فعالية وتشويق وسرعة.
مسابقة شهرية للأهالي
وفيما يتعلق بقدرة الدور النسائية على المساهمة في الدعوة الى الله، تضيف الأستاذة جميلة: إن الدعوة إلى الله منهج الأنبياء، ومن سار على هداهم من الصالحين والصالحات، وجمعيات تحفيظ القرآن، ودورها النسائية أولى الجهات بتبني هذه المهمة العظيمة: {وّمّنً أّحًسّنٍ قّوًلاْ مٌَمَّن دّعّا إلّى الله وّعّمٌلّ صّالٌحْا وّقّالّ إنَّنٌي مٌنّ المٍسًلٌمٌينّ} مشيرة الى أن إسهام الدور النسائية في الدعوة يكون بتوسيع دائرة أنشطتها، وتنويع برامج الحفظ فيها، لتشمل الحفظ المنتظم بالحضور اليومي، والمراجعة، والتسميع لمن لا تمكنها مسؤولياتها الأسرية من الحضور اليومي بمعدل يومين أو ثلاثة في الأسبوع، وإقامة مسابقة شهرية لأهالي الحي في حفظ إحدى السور ذوات الفضل، وطرح مسابقة لحفظ جزء معين خلال فترة معينة، كذلك تتوسع برامج الحفظ فيها لتشمل البراعم، وهن الصغيرات في مدارس لتحفيظ القرآن الكريم، وغرس مبادئه في نفوسهن منذ نعومة أظفارهن، وذلك من خلال مدارس تتناسب مع مرحلتهم العمرية، هذا بالإضافة الى القيام بدور خيري في نطاق الحي الذي توجد به كل دار من هذه الدور النسائية، كذلك التوسع في تدريس العلم الشرعي لتنال الدارسة أكبر ثقافة شرعية تمكنها من الحفظ مع التطبيق العملي السلوكي لما تحفظ، وإقامة الدورات الشرعية في العقيدة والفقه والتفسير والحديث والسيرة والأخلاق، فتكون الثمرة بإذن الله فتيات ونساء على قدر كبير من الوعي الديني، بجانب مهارة حفظ القرآن، وتجويده.
دورات تأهيلية
أما عميدة كلية التربية للبنات للأقسام العلمية بالباحة الدكتورة هنية بنت مختار إبراهيم، فترى عمل دورات تأهيلية للقائمات على تحفيظ القرآن الكريم في الكليات المختلفة، لمدة ساعة في الاسبوع، وذلك لاستمرارية التزام الطالبات بحفظ القرآن الكريم، وعدم تركه في هذه المرحلة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved