Friday 11th july,2003 11243العدد الجمعة 11 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رحلة في زورق الحب رحلة في زورق الحب
سليمان بن فهد المطلق / بريدة

بارك الله لكم.. ألف مبروك.. منك المال ومنها العيال.. تلكم عبارات يهتف بها كل إنسان يبارك لآخر في ليلة العمر الجميلة ليلة الزواج التي لم استظل بظلها حتى الآن!! ها هو يخرج متأبطاً السعادة يرسم بين عينيه لوحة الأمل المنشود والحب المرتقب.. كأني أراه وهو يريد أن ينتشل زوجته من عشها الذي ولدت وترعرعت فيه.. وهي بين خوف وفرح وبين تردد وإقدام.. ترقب أمامها فارسها الذي امتطى صهوة حصان أبيض فأركبها قافلاً بها إلى عش الزوجية البهي حيث الفرح وزخات الحب والوئام والألفة والبهجة، تطرق رأسها.. فيرسل لها طرفاً ونوادر ثقيلة!! على أن يبتسم ثغرها فتأبى إلا أن تطلق عيونها ضحكات من البكاء حزناً على الماضي التليد حيث المسامرة مع الأخوات والجدال مع الاخوة والرضوخ تحت نصائح الوالدين وفرحاً بمولد اليوم الجميل الذي طالما ذهبت بها أحلامها صوبه فتتذكر الزفة والثوب الأبيض والزينة البهية.. فها هو قد حصل لها ماتريد.. ومع هذه اللحظات يداعب الزوج عبر جفونه نوبات من السهاد وضربات من النوم فيرجع قافلاً إلى فراشه فينام.. لكنها تصحو ويطير عن عينيها النوم ويرسم الأرق لوحته المنشورة بين عينيها.. فتخاطب أمها.. وتسامر أختها.. وتحادث أخاها.. وتعلن لهم الوداع.. وتومض عينيها بأن الحب الأصيل للحبيب الأول الذي صارت معه أحاديث وذكريات وطرائف ومشاهدات.. يصحو الزوج من رقاده فيبدد لحظة الصمت الحارق للزوجة.. أيتها الزوجة.. أرى بحر الدموع قد فاض وساحل الآهات كثر فلماذا كل هذا.. انتظر الجواب فلم يجبه سوى السكون.. والآهات.. وبعد أيام من هذا تنقلب الآية فترضى أن تبحر الزوجة عبر قارب زوجها وتأبى أن تجدف مع باخرة أهلها.. كل ذلك من أجل الحب والصفاء والنقاء.. كأني أنظر إليهم بعين (الأعزب) وهم يطلقون ضحكات الحب وهم سائرون في ساحل بحر جميل.. أو وهم متقابضو الأيدي عند واحة غناء.. أو يرتشفون كأساً من العصير وهم في مطعم راق جميل.. إنهم يجدفون سوياً في رحلة الحب عبر زورق الحياة.. إنهم يمرحون بسعادة في فندق الدنيا انهم يسمرون سوياً في ليالي الحب الصافية.. وتكثر الضحكات.. وتعلو كلمات الحب والغرام.. بعدها يرجع القارب ويرسو على الساحل.. ويسير الاثنان.. وبعد عام من ذلك.. ترقب الآية قد اختلفت.. والعلامة قد تبدلت فصارت الضحكة بلا معنى.. والحب بلا غاية.. وذهبت أيام جميلة.. لقد ولت لغيرنا.. ونحن على أحر من الجمر بانتظارها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved