Friday 11th july,2003 11243العدد الجمعة 11 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

البحث عن هوية للكتَّاب في هيئة الصحفيين السعوديين البحث عن هوية للكتَّاب في هيئة الصحفيين السعوديين
علي بن إبراهيم العجلان

كتب الاستاذ علي الشدي مقالاً في صحيفة الاقتصادية (عدد 3554) يوم السبت 5/7/2003م تحت عنوان (لماذا تهميش الكتاب والمثقفين؟) وتطرق الى شروط عضوية هيئة الصحفين السعوديين، وما حددته استمارة العضوية من أن العضوية الفاعلة ستكون مقصورة على فئة قليلة جدا من بعض المنتسبين للوسط الصحفي وهم من ذكرتهم شروط العضوية بالمهنيين السعوديين المتفرغين. بداية لا ننكر للأخوة رؤساء التحرير ونوابهم ولعدد من الصحفيين المتفرغين دورهم المهم والإيجابي في خلق صحافة سعودية متطورة استطاعت خلال السنوات المحدودة من عمرها الوصول الى مصاف الصحافة العالمية والتقدم عن مثيلاتها في العالم العربي، كما أن للصحفيين المتفرغين مسؤوليات ومهام عديدة لا يستطيع غير المتفرغ القيام بها، كما نعلم أن مهنة الصحافي المتفرغ من المهن الغريبة جدا التي يكون من أحد متطلباتها العشق بحيث يضحي الممتهن للصحافة بأشياء كثيرة في سبيل معشوقته. إلا أن المتغيرات في عالم الصحافة ودخول مؤثرات جديدة ومنافسة من وسائل إعلام حديثة وسريعة من فضائيات وإنترنت وصحافة الإنترنت أصبحت الحاجة ماسة الى دخول عصر التقنية والأخذ بأسباب التطوير التي تبقي للصحافة المطبوعة توهجها، ولم يكن الخوف على الصحافة ومستقبلها من الخارج بل أصبحنا نقرأ لبعض كبار الصحفيين العالميين تحذيرات من قرب سيطرة الصحافة الإلكترونية على الصحافة المطبوعة، كما شملت المتغيرات الصحفية الأهداف التي كانت سائدة في القرن الماضي وكان من أهداف عدد من الصحف العالمية هو الحصول على الخبر وسرعة نشره. ولم يقتصر الأمر على هذا بل كان اسم عدد من الصحف في العالم تحمل إسم الأخبار أو الأخبار اليوم او أسماء مشابهة وكان من اهم اهدافها هو الحصول على الخبر وسرعة نشره. ونظرا للتطور في مجال الإتصالات والمعلومات وتقنياتها وفرت مصادر الأخبار وسهلت من سرعة انتشارها وأصبحت الأخبار تصل الى المتلقي قبل نشرها في الصحف، مما استدعى تغيير اهداف عدد من الصحف بما يتوافق مع حاجات وتطلعات القارئ، وذلك بزيادة المساحات المخصصة للكتاب والمثقفين في الموضوعات التي يهتم بها القارئ من مقالات وتحليلات ودراسات، لتكوين رأي يستطيع من خلاله أن يتعرف على الأحداث المحيطة به، كثيرا ما قرأنا من صحافتنا السعودية أعمدة ومقالات ثابتة سواء يومية أو أسبوعية لكتاب سعوديين غير متفرغين، كما ان هناك صفحات عديدة بأسم الرأي أو الساحة أو أفكار أو حروف أو قضايا أو مقالات. وهذه الصفحات غالبا ما تحتوي على أعداد كبيرة من الكتاب غير المتفرغين، وأصبحت هذه الموضوعات كما ذكر الأستاذ الشدي تساهم في تشكيل الرأي العام وتطرح قضايا الأمة بفكر يجد كل التقدير من القيادة، وأصبح من الثوابت في الصحافة العالمية الاعتماد على الكتاب والمثقفين والأكاديميين غير المتفرغين لقدرتهم العلمية والمهنية في طرح الأفكار والموضوعات التي تساهم في البحث عن تحقيق رغبات القارئ، وكثيرا ما سمعنا في مجالسنا عن علاقة نشأت بين المتحدث وبين كاتب من الكتاب وبدون التقاء جسدي، إنما نشأت العلاقة من التقاء فكري، كما ان الكتاب يلعبون دوراً هاماً في تسويق عدد من الصحف، وكثيرا ما تم شراء صحف معينة في أيام محددة لكاتب معين، وكثيراً ما أحس القراء بفراغ في إحدى الصحف لتوقف كاتب عن الكتابة في هذه الصحيفة لأي سبب وذكر الشدي ان الكتاب المتعاونين في بعض الأحيان أكثر مهنية ونشاطاً وحضوراً من بعض المتفرغين. وفي رأيي أن هذه الصفات اكتسبت نتيجة لسعة الإطلاع والخبرة إضافة الى توفر المادة أو المعلومة التي يكتب عنها. وقد يكون بعض الكتاب إشترك في إعداد دراسة أو بحث عن الموضوع الذي يكتب فيه، بينما الصحفي المتفرغ إذا طلب منه الكتابة في موضوع معين تكون كتابته قاصرة على المعلومات والبيانات التي حصل عليها من الدراسة أو البحث دون الخوض في تفاصيل تحليلية قد يكون القارىء بحاجة اليها. ونرى في صحافتنا عدداً من أسماء الكتاب اللامعين الذين استطاعوا أن يضعوا لأسمائهم مكاناً بارزاً بين الكتاب العرب، بل أصبح لبعضهم مقالات دائمة في بعض الصحف العربية. وكان سؤال الشدي الأول هو لماذا الإصرار على وضع الكتاب دائماً في الصفوف الأخيرة، وهذا السؤال موجه لوزارة الثقافة والإعلام وللقائمين على هيئة الصحافة، وماذا لو فقدت الصحافة عدداً من الكتاب المرموقين الذين أفنوا زهرة شبابهم في القراءة والإطلاع والبحث والكتابة بكل ما يهم تطلع القارئ، وكيف تصبح العلاقة بين رؤساء التحرير والكتاب؟. وما هي المسببات لإشتراك الكتاب في هيئة الصحفيين وهم مهمشون وحضورهم للاستماع وبدون أي حقوق أخرى كا أن اقتصار التصويت والترشيح لعضوية مجلس الإدارة للصحفيين المتفرغين هو بمثابة الشخص الذي لا يسمع الا نفسه نحن في هذا الوقت في أمس الحاجة الى أن نسمع الآخر ونتحاور معه ونستفيد منه. وأخيراً أرجو من القائمين على هيئة الصحفيين السعوديين إعادة النظر في علاقة الهيئة مع الكتاب غير المتفرغين وإفساح المجال لهم في جميع الحقوق الممنوحة للمتفرغين للاستفادة منهم ولتطوير صحافتنا السعودية والوصول بها الى مصاف الصحف المرموقة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved