Sunday 13th july,2003 11245العدد الأحد 13 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مصادر فلسطينية: إسرائيل تسعى لقتل قائد كتائب شهداء الأقصى المعتقل في سجونها بصمت مصادر فلسطينية: إسرائيل تسعى لقتل قائد كتائب شهداء الأقصى المعتقل في سجونها بصمت

* رام الله نائل نخلة:
زادت سلطات الاحتلال من وتيرة قمعها للأسير ناصر عويص قائد ومؤسس كتائب شهداء الأقصى خوفا من مواصلة دوره الريادي في الانتفاضة من خلف قضبان الأسر حيث تم عزله انفراديا في قسم 9 في زنزانة منفردة في سجن بئر السبع، وتنقل عويص بعد انتهاء التحقيق معه في عدة سجون ومراكز اعتقال إسرائيلية وفرضت عليه رقابة صارمة لمنع تسرب أجهزة اتصال خلوية إليه واستمرار اتصاله مع مجموعات كتائب الأقصى في الخارج.
وشهدت شوارع نابلس ومخيماتها سلسلة من الفعاليات التضامنية معه بعد تدهور حالته الصحية وتسرب أنباء عن نقله إلى احد المشافي الإسرائيلية.
وكان عويص قد بدأ إضراباً مفتوحاً عن الطعام قبل شهر تقريباً احتجاجاً على تردّي أوضاعه الاعتقالية والإنسانية. وتحاول إسرائيل منعه من التأثير على الأسرى داخل السجون بوضعه في زنزانة انفرادية لأنها تريد أن تمارس نفس السياسة التي مارستها إبان اتفاقية اوسلو بعدم السماح للأسرى من ذوي الأحكام العالية والذين تعتبرهم من قيادات السجون الاتصال بأهاليهم وكافة السجون لتمرر سياستها في تجزئة قضية الأسرى وتصنيفهم إلى فئات إلا أن عويص يعتبر من ابرز القيادات الشابة التي دخلت السجون في الانتفاضة الحالية وفي حالة استمرار إسرائيل في عزله ستبقى حالة من الغليان تسود المعتقلات.
وناصر عويص من مواليد 11970/1/1 بمخيم بلاطه قضاء نابلس، ويعود لأسرة لاجئة من مدينة يافا، وتخرج من كلية الآداب قسم علم الاجتماع جامعة النجاح الوطنية.
واعتقل عويص في 11986/1/9 بتهمة إلقاء قنابل مولوتوف وتنظيم أشبال في صفوف فتح وقيادة خلية عسكرية وحكمت عليه المحكمة العسكرية الصهيونية بالسجن لمدة 5 سنوات، واصبح عضو لجنة مركزية في السجون الصهيونية.
خرج عويص من السجن في الانتفاضة الأولى وانخرط في فعالياتها وأنشطتها المسلحة واصبح من كبار المطاردين المطلوبين لقوات الاحتلال.
أُبعد بتاريخ 11992/7/7 إلى الاردن لمدة 3 سنوات (هو والشهيد القائد ياسر البدوي أحد مؤسسي كتائب شهداء الأقصى وماجد المصري من ابرز قادة الكتائب) اثر حصار جامعة النجاح الوطنية لمدة 4 أيام وعاد إلى فلسطين في عام 1995 بعد عودة السلطة الفلسطينية.
انتخب في عام 1996 عضوا في اللجنة التنظيمية لحركة فتح منطقة مخيم بلاطة رئيس لجنة العلاقات العامة، وأصيب بالرصاص الحي في ساقه في انتفاضة النفق 1996م.
وعويص عضو الهيئة الإدارية لمركز يافا الثقافي لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين/ فلسطين، وهو عضو اللجنة التأسيسية واللجنة الإدارية لمنظمة الشبيبة الفتحاوية/ فلسطين، واحد قادة حركة فتح في منطقة نابلس والضفة الفلسطينية ومن قادة حركة الشبيبة الطلابية في جامعة النجاح الوطنية.
ويعتبر من قادة معركة قبر يوسف في بداية الانتفاضة والتي اعتبرت من المعارك الحقيقية والحاسمة والتي أدت الى دخول الانتفاضة في مرحلة الكفاح المسلح وتشكيل كتائب شهداء الأقصى/ الجناح العسكري لحركة فتح.
أسس عويص كتائب شهداء الأقصى مع مجموعة من كوادر وقادة حركة فتح، واصبح لاحقا القائد العام للكتائب في فلسطين، واعتبر المطلوب رقم واحد لقوات الاحتلال الصهيونية في فلسطين.
اعتقل في تاريخ 12002/4/3 وتتهمه المحاكم الصهيونية بقيادة وتأسيس كتائب شهداء الأقصى وتخطيط وتنفيذ عدة عمليات عسكرية أوقعت عشرات القتلى والجرحى الصهاينة وتشهد له حركة فتح بأنه من ابرز قادتها الذين أعادوا لها شبابها ومقدرتها على الفعل في الوقت الذي اختطت فيه القيادة السياسية للحركة مواقف ليبرالية تؤثر على جماهيريتها ومصداقيتها في الشارع الفلسطيني.
وهو من الذين قادوا خطوة مقاطعة المحاكم الصهيونية ورفض الاعتراف بشرعية المحاكمات ويناضل مع الأسرى في معركة أن أسرى الانتفاضة هم أسرى سياسيون اختطفوا من المناطق الخاضعة للسلطة الوطنية الفلسطينية ولا يحق لإسرائيل محاكمتهم وفق اتفاقيات اوسلو بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وكانت المحكمة المركزية في تل أبيب قد أدانت عويص بكل بنود لائحة الاتهام التي قدمتها ضده النيابة العامة الإسرائيلية، والتي طالبت بعد صدور قرار الإدانة بفرض الحكم عليه بالسجن المؤبد التراكمي 14 مرة.وحسب لائحة الاتهام الإسرائيلية، أدين عويص بقيادة كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح، في مدينة نابلس، وبالمسؤولية عن 14 عملية فدائية وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 14 مؤبد و50 عاماً.
ويعد عويص من أصحاب المواقف الجريئة حيث صرح في اكثر من موقف بأن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مطالب باتخاذ الإجراءات اللازمة للتخلص من رموز الفساد وذوي المصالح الاقتصادية المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي وتقديمهم للمحاكمة.
ويقف عويص مع وقف العمليات ضد المدنيين اليهود إذا ما أوقف الإسرائيليون قتل المدنيين الفلسطينيين لكنه قال «طالما هدرت الدماء الفلسطينية فإن العمليات يجب ألا تتوقف حتى في تل أبيب وحيفا وبقية المدن الإسرائيلية، كما يجب ألا تتوقف العمليات ضد قوات الاحتلال والمستوطنين في الأراضي الفلسطينية حتى إزالة الاحتلال وكنس المستوطنين».
وأشار عويص في لقاءات بعد انتهاء التحقيق معه إلى أن اعتقاله جرى في 13 ابريل (نيسان) بعد أن اكتشفت قوات الاحتلال المنطقة التي تواجد فيها حيث شددت الحصار عليها وبدأت حملة تفتيش واسعة وقامت في نفس اليوم بعمليات إنزال مظلي في الجبال بين نابلس وجنين رافقتها عليات تمشيط بالقصف الجوي وتوقف القصف عندما اقترب جنود الاحتلال من المنزل الذي يختفي فيه هو ومساعده أحمد ابوخضر وفرضوا حوله طوقاً محكماً وبدأوا يطالبون من فيه بالاستسلام حيث حاولوا الهرب لكنهم اضطروا تحت ضغط من الأسرة التي كانوا يختبئون عندها دون أن تعرف أسماءهم أو هوياتهم عدم تعريضهم للضرر وسلموا أنفسهم.
ونوه إلى أن التحقيق يرتكز بالأساس على التعذيب بشقيه النفسي والجسدي للحصول على المعلومات والاعترافات بأقصى سرعة فقد خضع لتحقيق متواصل لعدة أسابيع مشبوحا على كرسي خاص مزود بكلبشات للرجلين واليدين، لا تسمح لك بالنوم. في البداية كنت ارفض التجاوب لكن لم يكن هناك كثير من المجال للنكران خاصة وان الكثير من الاعترافات ممن تم اعتقالهم قبلي قد أدلوا باعترافات تدين عويص وتحمله مسؤولية الكثير من العمليات التي تم تنفيذها.
ولقد اعتبرت إسرائيل عويص بأنه الساعد الأيمن لمروان البرغوثي أمين سر حركة فتح في الضفة وأحد أهم القادة الشباب الذين افرزتهم انتفاضة الأقصى وساهموا في بناء تنظيم فتح وإعادة الهيبة له.ويمتاز عويص بصدقه وتواضعه وتفانيه في خدمة قضية وطنه وقضية اللاجئين التي يعتبرها جوهر الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والتي بدون ايجاد حل عادل لها فلن يكون هناك سلام حقيقي وستبقى المنطقة تعيش في حالة من الصراع والاقتتال.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved