Sunday 13th july,2003 11245العدد الأحد 13 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد الإعلان عن الـ 25 مليون دولار بعد الإعلان عن الـ 25 مليون دولار
استمرار الاحتلال يشعل المقاومة ولا يوقفها ظهور صدام

* القاهرة مكتب الجزيرة - عتمان أنور
منذ أن اعلنت الادارة الامريكية عن مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يدل على صدام حسين او يقدم معلومات عنه لا تتوقف التساؤلات حول مغزى هذا الاعلان ودلالته خاصة في هذا التوقيت الذي تتصاعد فيه اعمال المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال ورغم ان هذا الاعلان حسبما يرى المراقبون يؤكد على الارتباط المباشر بين صدام حسين واعمال المقاومة الا انه يحمل في طياته مفارقه كبيرة بأن الالحاح الامريكي على ربط المقاومة يكسب الادارة الامريكية شرعية وجودها في العراق بعد فشلها في العثور على اسلحة الدمار الشامل حتى الآن وهذه ليست المرة الاولى التي تربط فيها الادارة الامريكية بين اعمال المقاومة وصدام فقد سبق ان قال رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي ان اعمال المقاومة تتبع الرئيس العراقي السابق وذلك رغم الادراك الامريكي ان المقاومة ليست كلها تتبع النظام السابق، فاعمال المقاومة تتسع وتزداد يوما بعد يوم وحتى مع افتراض ان المقاومة كلها تتبع النظام السابق فهل ظهور صدام حسين والقاء القبض عليه يضر بالمقاومة وينهي اعمالها؟
حول هذه التساؤلات التقت الجزيرة نخبه من المفكرين والمحللين السياسيين وخبراء الاستراتيجية :
يقول د. احمد يوسف عميد معهد البحوث العربية التابع للجامعة العربية ان الاعتقاد بأن صدام حسين وراء المقاومة العراقية يعود الى الرغبة الامريكية في الصاقها بصدام المرفوض والمكروه من جميع الاطراف غير ان هناك ثمة سبب آخر جوهري يعود الى ان القوات النظامية والعراقية وقوات الحرس الجمهوري التي كانت موالية للرئيس السابق صدام قد تلاشت قبل سقوط بغداد ودون ان يلحقها أي تدمير ولم يتم المساس ببعض فيالقها خاصة العناصر الشمالية وقد بقيت هذه القوات داخل ملاجئها الآمنة في المثلث السني الذي لم يخض حرباً حقيقة على ساحته ويمكن القول ان هذه القوات ظلت على حالتها بكامل اسلحتها ولكن ما حدث بعد ذلك انه في ظل عدم وجود صيغة مستقرة للتعامل من جانب الادارة الامريكية مع هياكل النظام السابق وفي ظل سياسة استبعادهم بصورة مهينة ودون ايجاد بدائل حقيقية كل ذلك ادى لحدوث تظاهرات وسرعان ما تحولت هذه التظاهرات الى تنظيمات ومجموعات تستخدم السلاح غير ان اسناد هذه المقاومة لشخص صدام خطأ فالمجموعات الموالية للرئيس السابق صغيرة ولابد من وجود بيئة خاصة لها تمهد لعودتها وهذا امر صعب الآن فالمقاومة التي تشهدها الاراضي العراقية الآن هي انعكاس لتطورات ما بعد الحرب فهناك حالة من الفوضى وسوء الادارة الامريكية والتي لم تكن مؤهله للتعامل مع مثل هذه الحالات.
ويرى الدكتور مصطفى علوي استاذ العلوم الساسية بجامعة القاهرة ان اعلان الادارة الامريكية لمكافأة 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن صدام حسين هو استمرار لمسلسل امريكا وصدام ليس غير.. فالحرب ضد العراق كان الهدف الاساسي منها حسب اعلان الادارة الامريكية هو أسلحة الدمار الشامل ثم اصبح القضاء على حكم صدام حسين وتقديم اعوانه للمحاكمة وعلى الرغم من ان صدام حسين قدم لأمريكا العديد من الخدمات ابرزها انه هيأ للقوات الامريكية الدخول للمنطقة فهذا المسلسل لصالح الولايات المتحدة وعندما تزعم ان صدام حسين يقود المقاومة فهو لخدمة اهداف امريكا واستمرارا للمسلسل فهناك العديد من الشواهد التي تؤكد على ان الشعب يرفض صدام ويرفض الاحتلال ايضا وهذا يسقط مبرر وجود القوات الامريكية في العراق كما سقطت مبررات وجود اسلحة دمار شامل وغيرها من المبررات التي قامت الحرب على أساسها.
ويضيف علوي ان المقاومة العراقية أفسدت كل المبررات وتوالي الهجمات ونصب الاكمنة يعكس مدى التطور الذي لحق بأداء جماعات المقاومة العراقية ويذكر ان العرض الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية باعلانات عن أسامة بن لادن وقادة القاعدة وكذلك اعلانات الغرب القديمة عن رؤساء العصابات والخارجين على القانون كل هذا يعبر عن الخوف الامريكي من المقاومة وليس من صدام فهم يريدون الصاق المقاومة به لافقادها شرعيتها فصدام حسين لا يستطيع تحريك هذه المقاومة فهو قد ضرب الشيعة وضرب السنة وضرب الاكراد وكان سببا في مجيء قوات امريكا والغرب لاحتلال العراق وتخطئ الادارة الامريكية في تصورها ان المقاومة نابعة من اتباع صدام حسين انما تنبع المقاومة الآن من العشائر والقبائل وعموم الشعب العراقي وليست لها علاقة مباشرة بصدام او بغيره انما هي مقاومة طبيعية لاحتلال وطن.
* شبح العودة
ويقول الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية انه لا يمكن ان نختزل المقاومة في شخص صدام حسين فبلا شك هناك بعض عناصر من النظام السابق مازالت موالية له وتلعب دوراً في المقاومة حاليا ولكن اغلب عناصر المقاومة ليس لها علاقة بصدام حسين والمقاومة تأخذ اشكالاً متنوعة العناصر والاهداف بعضها بشكل انتقامي والبعض الآخر بدافع الثأر من تجاوزات الجنود الامريكيين والبريطانيين في المناطق العراقية وخاصة الفلوجة والبعض الاخر له طابع اسلامي استشهادي وجهادي ويعزز من وجود المقاومة احساس العراقيين بالحرمان واهمال الادارة الامريكية لهم ولمشاكلهم اليومية والمعاناة التي يتكبدونها في ظل الاحتلال والتي ربما كانت اسوأ من أيام الحصار طوال فترة التسعينيات.
واشار الشوبكي الى ان امريكا نجحت في اسقاط النظام العراقي وفشلت في ادارة العراق وهذا انعكس على قطاعات كثيرة من الشعب العراقي بالسلب وحتى المعارضة التي ترفض العمليات المسلحة بات من الواضح انها تشارك في الاجتماع العراقي في ادانة الاداء الامريكي في العراق على المستوى الاداري والمعيشي والخدماتي وكأن اسقاط النظام كان هو الهدف الامريكي للاحتلال دون مراعاة لمشاكل العراقيين.
واكد الشوبكي ان مسألة صدام مجرد فزاعة ربما تستخدمها الادارة الامريكية على عكس ما تردد وهو شبح تطلقه من حين لاخر لارهاب العراقيين وتنبههم الى ان العودة للنظام القمعي السابق واردة ومن ناحيته يقول بهجت قرني استاذ السياسة بالجامعة الامريكية حول علاقة صدام بالمقاومة انه من الصعب القول بأن صدام حسين هو الذي يقود كل عمليات المقاومة ضد الامريكيين والبريطانيين في العراق لكن هناك ارتباط بلاشك بين صدام حسين وبعض عناصر المقاومة خاصة عناصر فدائيي صدام وحزب البعث وما يسمى بفلول النظام السابق والمؤيدين له والذين يدينون له بولاء قوي ومدربون على حرب العصابات وبعضهم يشارك الآن في عمليات المقاومة وكذلك بعض عناصر الحرس الخاص والجمهوري السابق من عشيرته واقربائه وهناك مناطق مثل تكريت مسقط رأس صدام ومناطق اخرى استفادت ولكن ليست المقاومة كلها من اتباع صدام فكثير من نظام صدام والموالين له كل هؤلاء يمكن ان يكونوا يد صدام في المقاومة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved