Saturday 19th july,2003 11251العدد السبت 19 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رويدك يا حماد: رويدك يا حماد:
لا للتجني على المراكز والمدارس الصيفية

كتب حمّاد بن حامد السالمي في صحيفة الجزيرة يوم 13/5/1424هـ عدد رقم (11245) مقالة بعنوان (تجاوزات كبيرة واجتهادات خطيرة) رأيت أن الصواب قد جانبه كثيراً ولعلي في هذه العجالة أقف على شيء من مغالطات الأستاذ حماد بادئاً بالمهم فأقول مستعيناً بالله:
أولاً: قال حمّاد: (.... في هذا العام على سبيل المثال، قررت وزارة التربية والتعليم، تخصيص عدد محدد من المراكز الصيفية لكل منطقة تعليمية، وهذه قرارات توجب الالتزام بها، إلا أن أكثر من منطقة، تجاهلت هذه القرارات، ثم تحايلت عليها، ففتحت مراكز كثيرة تحت مسمى «مدارس صيفية».. ولكي ندلل على هذه التجاوزات، في هذه المسألة بالذات، نأخذ ادارة تعليمية واحدة، نحتفظ باسمها فقد كتب إلي زميل أعرفه من هناك يقول: وزارة التربية والتعليم، أعطت موافقتها لمركز صيفي واحد في هذه المحافظة، إلا أن ادارة التعليم، أصدرت تعميما يقضي بإقامة «مركز واحد وست مدارس صيفية»..! ومع ان تعليمات الوزارة تقضي بتخصيص المدارس لتحفيظ القرآن فقط) وأعجب أشد العجب من جهل الأستاذ بالأنظمة.
فيا كاتبنا المحقق أما ما ذكرته من تحايل إدارات التعليم وقيامها بإنشاء مدارس صيفية لتحفيظ القرآن الكريم فمردود عليك من عدة وجوه أفيدك بها تباعاً، فقد صدر قرار من مجلس الوزراء الموقر برقم (245) وتاريخ 21/2/1398هـ بالموافقة على فتح خمس مدارس صيفية لتحفيظ القرآن الكريم أثناء فترة الصيف في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والقصيم وأبها ابتداء من صيف 1398هـ /1399هـ.
كما صدر أيضاً قرار من مجلس الوزراء الموقر برقم (49) وتاريخ 11/3/1405هـ المتضمن تنظيم وتشجيع المدارس الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم حيث ورد ما نصه: ( يقرر ما يلي: أولاً : تقوم وزارة المعارف بالتوسع في فتح المدارس الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم في مناطق المملكة بما يفي بحاجة المواطنين في حفظ كتاب الله عز وجل وتحقيق أهداف السياسة العامة للتعليم.. ومن القرار الموقر:
... يخصص لكل مدرسة مبلغ لا يتجاوز (خمسون ألف ريال ) للرحلات والزيارات التي يقوم بها الطلاب للتعرف على ربوع بلادهم والوقوف على حركة التنمية فيها وأداء العمرة وزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ولدراسة آثار الحضارة ومواقع التاريخ بالمملكة.... . أ.هـ).
وفي هذا العام1424هـ كما في الأعوام السابقة صدر تعميم من وكيل الوزارة للتعليم د.خالد العواد برقم (152) وتاريخ 17/3/1424هـ فأنى لمثقفٍ بعد ذا أن يَصِمَ بعض إدارات التعليم بالاحتيال، فجهله حجة عليه وكان الأولى به أن يسأل اذ لم يعلم فقد جاء في الحديث فيما معناه:( أفلا سألوا؟ فإنما شفاء العي السؤال).
ثانياً: حريٌ لمن نذر نفسه للكتابة وعرض نتاج عقله على القراء أن يحسن سبك مكتوبه ويرتقي بمصدر تلقيه ويهتم بتوثيقه أما أن يكون مصدره قال لي بعض الزملاء وكتب الي بعض الزملاء كما قال السالمي فأمر لا يقر عليه لاسيما وهو يكتب للأمة عبر وسائل إعلامها فقد قال:( فقد كتب إلي زميل أعرفه من هناك يقول: وزارة التربية والتعليم، أعطت موافقتها لمركز صيفي واحد في هذه المحافظة، إلا أن ادارة التعليم، أصدرت تعميما يقضي بإقامة «مركز واحد وست مدارس صيفية»..!) فلا تكتفي الأمة بمعرفتك ياحمّاد لزميلك،كيف وقد تهاوت معلوماته أمام حرف واحد أو حرفين من قرارات مجلس الوزراء الموقر.
ثالثاً : ذكر الكاتب ما نصه: (قرأت هذه التوصية لسمو ولي العهد حفظه الله؛ فشعرت بكثير من الاطمئنان والارتياح؛ خاصة أنها نصت على مهام ومناشط: «رياضية وثقافية واجتماعية وعلمية»؛ كدنا «ننساها» مع مرور الوقت؛ في المراكز الطلابية الصيفية ) كدنا ننساها عبارة غريبة ولايمكن أن يصدر هذا الحكم الا من أحد اثنين إما رجل لم يزر مركزاً صيفياً منذ أكثر من عشرين سنة أو رجل غامض الهدف، فالمراكز والمدارس الصيفية تختلف مناشطها وتتنوع وتتبارى في التجديد والإبداع، وزيارة واحدة من أي مواطن منصف ستثبت للجميع تنوع البرامج المقدمة في كل المراكز والمدارس الصيفية أما أن تُزَجَّ التهم جزافاً فهذا ما نأمل ان يكون كاتبنا السالمي فوقه وليكن له من اسمه نصيب فيحمد للمنتجين عملهم ويسلم منه أهل العمل والانتاج.
رابعاً : اثنى الكاتب على مركز واحد يتيم كانت تقيمه وزارة المعارف في الطائف في الثمانينيات أوالتسعينيات (كم سيستوعب هذا المركز من أبناء ذاك الجيل؟) وعاب كثرة المراكزالصيفية في هذه الأزمنة بقوله: (كان هذا.. قبل ان تتكاثر وتتوالد المراكز الصيفية، ويصبح في كل منطقة أو محافظة عدد كبير منها، ثم تتحول من الإنشطة الترويحية والعلمية والرياضية والفنية)، وحق لي أن أسأل أليس من حق أكبر شريحة من الطلاب أن تمارس الأنشطة اللاصفية وأن تستمتع بها تحقيقاً لهدف الوزارة في التوسع والانتشار؟.
خامساً: نقص العلمية والدقة قال: (فلا يختار لها إلا طلاب من شريحة معينة، يعطون دروسا من نشرات وتسجيلات معروفة لاسماء معروفة.! لا صلة لها بمنهاج دراسي أو غيره. أما بقية الطلاب، من غير هذه الشريحة، فليس لهم مكان إلا الرصيف..!..) وفي هذا تجنٍ على القائمين على المراكز ثم ما هو المنهج في تعريف حمّاد الذي لاصلة لما يعرض به وأعجب من هذه الكلمة قوله: (لا صلة لها بمنهاج دراسي أو غيره ) عقلاً هب أنا سلمنا أنها غير متصلة بالمنهج كما أدعى السالمي وهي دعوى مردودة هل لي بشارحٍ لكلمة (أوغيره)؟ ياعزيزي إذا لم تتصل بالمنهاج فحتماً ستتصل بغيره أم أن الكلمة فقط أقتضتها عملية رص الكلمات بلا روية؟
سادساً: قال السالمي: (ونحن لو تتبعنا أوجه وطريقة ادارة الأنشطة في المراكز الصيفية اليوم، من رأس الهرم الاداري في الوزارة، الى ادارات المراكز نفسها، لوجدنا كثيراً من التجاوزات الكبيرة، والاجتهادات الخطيرة، التي تجري في حق أبنائنا، والتي لا ينبغي السكوت عليها بحالٍ من الاحوال، كل ذلك بطبيعة الحال - وهذا ما اعرفه جيدا - لا يرضي المسؤولين المخلصين، سواء في وزارة التربية والتعليم، أو في جهات اخرى غيرها، وحتى بعض أولياء الأمور من النابهين، يعرفون ذلك وينكرونه، فقد حدثني أكثر من واحد قائلا: بأن العيب ليس في مناهجنا بكله، ولكنه في المؤدين لهذه المناهج بقدر كبير، فبعضهم، يتجاوز ماهو محدد ومرسوم له من مهام وظيفية، وبعضهم يجتهد من عنده فيخطىء، وبعضهم يؤمن بفكرة ما، فيسعى إلى فرضها على غيره، مستغلاً وضعه الوظيفي هذا).
وفي هذا عدة أمور منها اتهام وزارة التربية والتعليم ومن قبله ولي الأمر الذي يدعم هذه المناشط بأنهم لايعلمون ما يدور في المراكز والمدارس الصيفية والوزارة هي التي وضعت أهدافها ورسمت خططها العامة وأمدتها بميزانياتٍ لتقوم على سوقها. وكلفت أقسام النشاط وأقسام التوعية بمتابعة هذه المراكز والمدارس وأرسلت مشرفين من الوزارة للوقوف على الوضع كله ومنها تعميم لما قد يقع من خطأ فالبشر كل منهم يخطىء ومن لايعمل لا يخطىء فالحل تعديل الأخطاء لا قتل المشروع بسبب خطأ فردي.
سابعاً: قال: (وفي المراكز الطلابية الصيفية، والمخيمات الدعوية والخلوية وما شابهها، يقع ضحايا كثر من صغار السن، الذين لا حول لهم ولا طول، في ظل انتهاك حرمة أمانة الرسالة التربوية، وغياب الرقابة الأسرية، والغفل الذي يلف المجتمع، فيحسن الظن بالكل دون تمييز، وتخدعه مظاهر التقوى والصلاح، دون تثبت أو تمحيص). وهذا اتهام يتهاوى أمام الواقع فأنا وهو وذاك لنا عقول نعرف بها ووالله إني لأرى أن القائمين على المراكز هم من أحرص الناس على أمانتهم التربوية في وقت ذهب الكثير ليستمتع باجازته بعيداً، بقي أولئك لأداء هذا الواجب وجل من في المراكز تراه يحتسب ولربما تبرع بالمكافأة الضئيلة لبرامج هذا المركز أما اتهامهم وتعميم الأخطاء فهو أسلوب بعيد عن العلمية يأباه كل ذي لب.
ثامناً: يستمر السالمي في العب من معين المجهول فيقول: إن زميله أخبره أن:( تعليم هذه المحافظة - مثل مناطق تعليمية أخرى - توكل عملية الاشراف على المراكز والمدارس الصيفية، الى التعليم الموازي أو التوعية الإسلامية، مع ان هذه في النظام، من صلاحيات قسم شؤون الطلاب.! ) ان الزميل يجهل الأنظمة جهلاً مطبقاً فمسألة مسؤولية التعليم الموازي عن المدارس الصيفية أمر حدده تعميم وكيل الوزارة للتعليم رقم 152/25 وتاريخ 17/3/1424هـ وما قبله من تعاميم منظمة للمدارس الصيفية بحكم أن التوعية الإسلامية من التعليم الموازي فلتخبر زميلك بهذا، وفي هذا العام انشىء مجلس للاشراف على الأنشطة.
تاسعاً: ختم الكاتب مقالته بسيل من التهم للقائمين على المراكز وأنهم يكفرون المجتمع واستغل الوضع القائم في تمرير اتهامه لخيرة أبناء البلد الحريصين على أمنه وسلامته وربما كانوا من أكثر الناس وطنية.
وختاماً ثق أن النقد مالم يكن بناءً فسيكون ضرره أكبر من نفعه يوغر الصدور ويهدم القائم من النجاحات فلا يكن حماد معولاً. وفي الختام أدعوك لزيارة عدد من المراكزوالمدارس الصيفية ولزيارة قسمي النشاط الطلابي والتوعية الإسلامية لترى بعيداً عن منظار زميلك فليس راءٍ كم سمع.

محمد بن سعد بن إبراهيم المهنا
وزارة التربية والتعليم

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved