Tuesday 29th july,2003 11261العدد الثلاثاء 29 ,جمادى الاولى 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المملكة وسوريا.. ديمومة العلاقة المملكة وسوريا.. ديمومة العلاقة
ناهد بنت أنور التادفي*

دأبت المملكة العربية السعودية على نهج راسخ من الدبلوماسية الحكيمة النابعة من أصول وجذور مؤسس البلاد وباني نهضتها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وجاء من بعده أبناؤه البررة ليسيروا على ذات الوتيرة وفق منظومة متماسكة من الرأي السديد والقول الفاصل والسياسة الرشيدة التي تجعل من مصلحة الأمة محوراً لارتكاز أي علاقة، ومصالح الأمة تقوم على صون الدين وحمايته وتنقيته من ما علق به من شوائب وأدران.
ثم مصالح الأمة الدنيوية التي تسعى المملكة جاهدة للمساهمة فيها بشكل كبير كالنهضة الاقتصادية التي ينبني عليها استقرار الشعوب وازدهار البلاد وتماسك الناس في الحياة والعيشة في رغدٍ وطمأنينة، وهذا في يقيننا نهج قويم جعل المملكة ملاذاً لكل ذي هم، وهي بيت العرب للمشورة منذ أمد بعيد يسكبون على صدرها متاعبهم وآلامهم ويبعثون لها بهمومهم في ظلام الليالي الباردة فيمتد لهم دفء المملكة على البعد تمسح قهرهم وحزنهم.
لذا فإن الزيارات المتتالية التي يقوم بها الزعماء العرب إلى المملكة وآخرها زيارة رئيس الجمهورية العربية السورية سيادة الدكتور بشار الأسد تجيء في وقت حرج وبالغ الخطورة ومنعطف يحتاج إلى حنكة ودراية وخبرة في القيادة كتلك التي عُرف بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وحكومته الرشيدة ومعهم الرئيس الدكتور بشار الذي يسير على خطى والده حافظ الأسد ذاك الزعيم التاريخي الذي ترك بصماته في كثير من الأحداث التي مرت بها المنطقة بثباته على موقفه وإصراره على عدم التنازل أو التفريط في حق لسوريا أو للعرب إلى أن آتاه اليقين.
ولأن ما يجري اليوم في فلسطين من مخاض عسير لعملية سلام تسير في أوعر الطرق وبخارطة تائهة يحتاج إلى وقفة جماعية ونظرة شمولية، وسوريا لاتنفك بأي حال من الأحوال عن ما يجري على الأرض فالجولان في بطن المحتلين والمسارات مهددة من كل الاتجاهات بل الآن أصبحت الجمهورية العربية السورية بين فكي كماشة فإسرائيل تزداد في مؤامراتها كل يوم من جهة الجنوب الغربي وجاء الاحتلال الأمريكي للعراق مقروناً بعداوة لسوريا الأمر الذي زاد من التوجس والريبة وكشف عن مؤامرة دفينة تنتظر وقت خروجها فحسب.
لذلك فإن مجيء سيادة الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد إلى وطنه الثاني المملكة العربية السعودية يتمحور في حلحلة القضايا الشائكة التي أعيت أطباء السياسة بسبب العلة الاسرائيلية عصية العلاج، ويقيناً ان خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني قد أحيطوا علماً بالسيناريو الذي يجري تنفيذه الآن على أرض الهلال الخصيب وأن جميعهم قد وضعوا خطة محكمة لمجابهة التطورات الخطيرة التي تجري في السر وفي العلن لاسيما وان المملكة عُرفت بدعمها اللامحدود لسوريا في وجه الاحتلال الاسرائيلي الغاشم وهذه الزيارة التي قام بها الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد تهدف إلى إيجاد دعم من دولة لها وزنها الديني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي تدق خطوات العرب على مرج أخضر يعبر شعاب الوطن من أقصاه إلى أقصاه يمتد تحت أقدامهم إلى ما لا نهاية يمضون عليه إلى ما لا نهاية، لذلك فلا ضير ان تستقر المملكة العربية السعودية في قلوب كل العرب وفي تلافيف ذاكرتهم وحق لها أن تكون بيتاً للجميع ومنها تطير حمامات السلام.

*عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
الرياض - فاكس 014803452

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved