Saturday 2nd august,2003 11265العدد السبت 4 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
الحوار..
خيرية إبراهيم السقاف

جميل أن تكون هناك مجالس للحوار بين مسؤولي الدولة، وبين ذوي الفكر، والرأي، وأولئك الذين يتوسَّمون لديهم آمالاً عريضة لفعل شيء جيد لهذا الوطن الجميل..
والأجمل أن تتشكَّل في دواخلهم مشاعر الإحساس بضرورة الإصلاح في الشأن الفردي ومن ثمَّ في المجموعة كي يستقيم لهذا الوطن أداء جيد ومتكاتف ومتضافر ومتوحِّد الهدف.. وإصلاح الفرد ذاته لايقل أهمية عن إصلاح المجموعة. فكلُّ الذين يطالبون بالإصلاح في الإدارة، والإصلاح في الأداء...، إنَّما يجهلون بأنَّ البدء يكون بالذات المفردة. إنَّ أيَّ فساد في إدارة عمل، أو مصلحة ما، أو مؤسسة ما، إنَّما هو فساد في أفرادها، فالأعمال لاتسيِّرها آلات بل أفراد، والإنسان معرض للخطأ بمثل ما هو مكوَّن من النقص، لذلك فلا ضير أن تكون هناك أخطاء، ذلك من طبيعة البشر، وهو من علامات الحياة.. لكنَّ الخطأ قابل للإصلاح، بمثل ما الإنسان قابل للتعديل بالتدريب والتمرين والتجربة التي عندما يخوضها فإنَّه يستطيع أن يكتسب منها ما يميِّز به بين الصواب والخطأ.. ويندرج سلوكه الشخصي تحت هذا المبدأ.
والحوار المفتوح بين الرئيس في الدائرة وبين مرؤوسيه يساعد على التواصل في عرض التجربة ومن ثمَّ مواجهة ما يحتاج فيها إلى الإصلاح.
إنَّ فكرة الحوار فكرة رائعة. بدأها الاسلام في خطب الجمعة، ولقاء المناسبات، وخطب الحج، وعند تجييش الجيش وتسيير المواكب، وعند المناسبات كالأعياد، والاحتفاءات. فهناك من يقول وهناك من يسمع، وهناك من يناقش ويسأل وهناك من يجيب. فمجالس القضاء والإفتاء، ومجالس الخلفاء والعلماء كلُّها مجالس حوار..، فالحوار أُسُّ التفاهم، وبوصلة التوجيه، وربّان المركب، ومجداف القبطان.
فما خاب من سأل، ولا ضلَّ من استرشد، ولا فشل من علم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved