Saturday 2nd august,2003 11265العدد السبت 4 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رئيس قسم الطب النفسي بالمستشفيات الجامعية بالرياض: رئيس قسم الطب النفسي بالمستشفيات الجامعية بالرياض:
الحالات الانفعالية الشديدة مثل الخوف والفرح والغضب قد تساهم في دخول الجن بدن الإنس

ذكر الدكتور طارق بن علي الحبيب الأستاذ المشارك ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب والمستشفيات الجامعية ورئيس قسم الطب النفسي بمركز النخبة الطبي الجراحي في كتابه العلاج النفسي والعلاج بالقرآن رؤية طبية نفسية شرعية أن عالم الجن عالم غيبي في حس الإنسان المسلم ولا يعرف عنه إلا ما جاء وصفه في كتاب الله أو على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم.
ونظراً لما تعرضت له الكتب السماوية- باستثناء القرآن الكريم- من تحريف وكذلك تلك الفترات المتعاقبة من التاريخ التي ضعفت أو اضطربت فيها صلة الإنسان بربه وتسلم أهل الدجل والشعوذة علاج الناس فإن أوهاماً وخرافات كثيرة عن طبيعة علاقة الجن بالإنسان أخذت تنتشر في مختلف المجتمعات وللأسف أنها في بعض الأحيان قد لبست لباس الدين حتى تجد القبول والتصديق.
وبين الدكتور الحبيب أن الجن قد تتلبس الإنس وذلك ما يسمى بالصرع ويحدث ذلك إما بسبب العشق والهوى والشهوة، فقد يعشق الجني أنسية وقد تعشق الجنية أنسياً، أو بسبب البغض والمجازاة أو بسبب العبث والشر وأن يكون ابتلاء من الله أو عقوبة منه- سبحانه وتعالى- بسبب اقتراف الذنوب والآثام، وقد يكون ذلك بسبب الحسد والعين.
وأضاف الدكتور الحبيب أن الحالات الانفعالية الشديدة مثل الفرح والحزن والخوف والغضب أو الغفلة الشديدة أو الإنكباب على الشهوات أو حالة إيذاء المرء لهم من أبرز الحالات التي يدخل الجن فيها بدن الإنس.
وأوضح الدكتور الحبيب أن المس ينقسم إلى «مس كلي» وهو أن يمس الجن الجسد كله كمن تحدث له تشنجات عصبية، و«مس جزئي» وهو أن يمسك الجني عضواً واحداً كالذراع أو الرجل أو اللسان، و«مس دائم» وهو أن يستمر الجن في جسد الإنسان لفترة زمنية طويلة، و«مس طائف» وهو الذي لا يستغرق أكثر من دقائق كالكوابيس.
كما بين الدكتور الحبيب أنه لا يوجد في الكتاب ولا في السنة ولا في كلام أهل العلم المتقدمين تفصيل واف لأغراض المس وإن حاول بعض المتأخرين من الرقاة في مؤلفاتهم أن يجمعوا بعض الأعراض من خلال الاستمرار والممارسة ويصفوها بأنها أعراض للمس كما قد قام بعضهم بتصنيف تلك الأعراض حسب وقت حدوثها فمنها ما يحدث وقت الرقية والأذان ومنها ما يحدث حال اليقظة ونوع ثالث يحدث في المنام.
ومما لا شك فيه أن الاجتهاد في جمع هذه الأعراض وقفاً على السلف خصوصاً وأن العلاج بالرقية قد انتشر في هذه الأيام وامتهنه عدد ليس بالقليل من الناس وأكثرهم ممن ينقصهم العلم الشرعي مما جعل الحاجة أكثر الحاحاً في تفصيل هذا الأمر وشرحه.
ونفى الدكتور الحبيب أن يكون هناك إجابة شافية أو محددة تبين الأكثر شيوعاً بين صرع الجن والصرع العضوي وعزا ذلك أنه لا يوجد لدى المعالجين بالقرآن تعريف محدد لأعراض صرع الجن بشكل قطعي يجعل المقارنة أمراً ممكناً وإنما اجتهادات متفرقة مبنية على خبرات فردية وآراء شخصية ان هناك عدداً ليس بالقليل ممن يعانون من الصرع أياً كان سببه لا ينشدون العلاج إما لجهلهم بطبيعة معاناتهم أو أن الأعراض بسيطة نوعاً ما فلا يرون أنهم بحاجة إلى العلاج بالإضافة إلى أنه توجد في العادة عند الرقاة والمعالجين من غير الأطباء سجلات تبين عدد من يعالجونهم من صرع الجن كما هو الحال في المستشفيات بغض النظر عن مدى صحة تشخيصهم لصرع الجن.
وبين الدكتور الحبيب أن علاج صرع الجن يكون بصدق التوجه إلى الله عند كل من المصروع والراقي أو بالرقية الشرعية التي لم يرد في الكتاب ولا السنة ولا كلام السلف وصف محدد لها، وما الرقية التي يعالج بها الرقاة مرضى الصرع سوى مجموعة من الآيات والأدعية التي جاءت النصوص الشرعية ببيان فضلها وأنها تحفظ الإنسان من كل شر وأذى ويرى الرقاة من واقع الخبرة الشخصية كما يذكرون أن هذه الآيات والأدعية تنفع بإذن الله في علاج الصرع وطرد الجن. ومن الملاحظ أنه ليس بالضرورة أن يتقيد الرقاة بآيات وأدعية محددة فقد يزيدون وقد ينقصون وقد يكررونها وقد يكتفون بذكرها مرة واحدة.
واختتم الدكتور الحبيب حديثه قائلاً ان الأولى فعله عند حدوث نوبة صرعية أن ينقل المريض مباشرة إلى إسعاف أقرب مستشفى مهما كان نوع النوبة الصرعية وذلك لأنه لا يستطيع أحد أن يعلم يقينا بنوع النوبة الصرعية حتى لو كان على وعي بالجانب الطبي والشرعي والنفسي في آن واحد كذلك أن الصرع العضوي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة بينما غيره من أنواع الصرع- إن أمكن تشخيصة- لا يؤدي عادة إلى مثل تلك المضاعفات بالإضافة إلى أنه قد يكون من التفريط الذي يحاسب عليه المرء عند الله إذا أخذ مصروعاً إلى الراقي ولم يذهب به إلى المستشفى وأن أثر الرقية ليس مشروطاً بأن تتم رقية المريض حال صرعه.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved