editorial picture

دعوة للحوار

تترسخ مزايا الحوار كقيمة ووسيلة ناجعة في مواجهة مختلف القضايا في مجتمعنا من خلال التأييد له من قبل ولاة الأمر والحماس الشديد له من قادة المجتمع من علماء دين ومثقفين وكتاب وجمهرة من المهتمين بالامر بصفة عامة..
ولقد اكتسب الحوار دفعة كبرى بموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز على انشاء مركز متخصص بالحوارات الفكرية والوطنية في الرياض.
وكانت تجربة لقاء المفكرين والمثقفين قبل بضعة أشهر في الرياض ضمن اللقاء الوطني للحوار الفكري تجربة محفزة قادت للقرار الأخير مثلما اشار سمو ولي العهد الذي أكد أهمية أن يتسع نطاق الحوار ليتم فيه بحث المزيد من القضايا وصولا إلى ترسيخ الحوار كأسلوب من اساليب الحياة في المملكة.
ان توفير قناة جديدة للتعبير عن قضايا المجتمع بمختلف وجوهها وزواياها أمر جدير بالاهتمام وسيفيد كثيرا استقطاب الحوار لمختلف وجهات النظر التي تتفاعل كلها في اطار شريعتنا السمحة التي ترفض الغلو والتطرف..
لقد رزئت بلادنا ببعض المصاعب المتمثلة في تشدد بعض من ابنائنا وانسياقهم وراء أفكار سوغت لهم ما يرفض ديننا الحنيف والفطرة السليمة، وهذه المسألة ستكون من ضمن اهتمامات المركز الوطني للحوار باعتبار انه أحد الأوعية التي يمكن أن تتناول مثل هذه المسائل وباعتبار ان المسألة تحتاج الى اعمال الفكر والاستئناس بآراء مختلف العلماء والمهتمين وصولاً إلى ما يدرأ عن مجتمعنا شرور التطرف والغلو..
ان عالم اليوم بما يموج فيه من افكار وتيارات تجد طريقها إلى مختلف المجتمعات عبر وسائل الاتصال الحديثة يستلزم منا حضوراً فاعلا للتعاطي مع المطروح والتصدي لمن يحاول التطاول على عقيدتنا أو تحوير الافكار لخدمة أغراض ضد اهدافنا..
ومن المؤكد ان تجربة هذا المركز ستتقوى من خلال استعانته بمختلف الآراء ومن خلال تصديه المستمر لمختلف القضايا.
ان الاعلان عن هذا المركز يعني استشراف مرحلة جديدة كما يعني التشجيع على الانخراط في حوارات تثري واقعنا من خلال موضوعيتها، وتجنب بلادنا شرور الفعل المتعجل الذي لم يخضع للمراجعة ولم يستأنس برأي.


jazirah logo