Thursday 7th august,2003 11270العدد الخميس 9 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني منارة إشعاع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني منارة إشعاع
د. زيد بن محمد الرماني

لقد سعدنا جميعاً وخصوصاً نحن المثقفين بما سمعناه في الكلمة التوجيهية من لدن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، حين أعلن موافقة خادم الحرمين الشريفين على قيام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في مدينة الرياض.
ولا شك أن هذه الخطوة المباركة من القيادة الرشيدة تعد لبنة أساسية في سبيل مشاركة فاعلة من القطاعات المختلفة للدولة جنباً إلى جنب مع شرائح المجتمع المتنوعة.
وفي اعتقادي الخاص أن ما يرتجى من هذا المركز أن يكون حلقة وصل الدولة بالمجتمع، قياداتٍ وشعباً وأن يكون كذلك حلقة اتصال بين المثقفين في أنحاء البلاد مترامية الأطراف.
ولا شك أن المركز سيكون نموذجاً لمراكز مماثلة في مناطق أخرى من بلدنا العزيز، ليواصل رسالته الفكرية إلى جميع أفراد المجتمع.
ومن هنا فإننا نتطلع إلى أن يكون المركز بوتقة تنصهر في داخلها المشاركات الفاعلة والعطاءات الجادة والأفكار النيرة والمبادرات النبيلة.
وأظن أن مملكتنا وبهذه الخطوة قد جعلت لها من الفضل والسبق والريادة على مستوى دول الخليج والدول العربية والعالم الإسلامي، بما يجعلها نموذجاً يقتدى ومثالاً يحاكى.
بيد أننا نود ألا يكون هذا المركز جهة إدارية بحتة تمارس أنشطة روتينية تقليدية بل ينبغي أن يتمتع المركز بالمرونة والحركية والنشاط والتجدد والتطور والنظرة الثاقبة والاحتواء الكبير لكل صاحب عطاء مميز أو مشاركة منتجة أو فكر رصين.
لذا، فإننا نرجو ألا يكون المركز نتاج مرحلة مؤقتة أو طارئة، وإنما منارة إشعاع وهداية ودلالة وإرشاد للأجيال القادمة، كما هو مرتجى ومؤمل من قيادتنا الرشيدة.
وبهذه المناسبة فينبغي أن نثمن الجهود الخيرة من رجالات الدولة وأساتذة الجامعات والباحثين المخلصين على مشاركاتهم وتوصياتهم التي كانت نواة هذا المركز المبارك.
إن الحوار بشكل عام مطلب فطري وقضية دينية ومن يقرأ القرآن الكريم ويستعرض الأحاديث النبوية ويتأمل أحداث السيرة النبوية ومواقف الصحابة والسلف الصالح يجد أن الحوار كان أساساً ومقياساً ووسيلة فاعلة في الحياة وقضايا المجتمع الرئيسية.
وهكذا فإن الحوار الوطني الذي لحمته الوطن وسداه المواطن وقضيته هموم الأمة وقضاياها الأساسية، لا شك أنه مطلب ضروري وملح لنصل إلى المجتمع المتفاعل المتناصح.
ختاماً فإننا نرجو من المركز أن يهتم أكثر بمحاورة القضايا المصيرية ومناقشة الأفكار الهدامة وتصحيح الآراء المغلوطة وتوجيه الناشئة إلى العقيدة السليمة الصحيحة وغرس الثوابت في النفوس والقلوب، من أجل جيل واعٍ مثقف قادر على مواجهة الصعاب، واضح الرؤى، سليم المعتقد، خالص النوايا، ثابت الخطى.
والله من وراء القصد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved