Friday 8th august,2003 11271العدد الجمعة 10 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دوافع النوازع دوافع النوازع
السفير الصيني يودع
د. محمد بن عبدالرحمن البشر

يودع السفير الصيني بالرياض السيد/ووسى كى هذه الأيام كبار المسؤولين في المملكة بعد أن مثل بلاده مدة ثلاث سنوات، عمل خلالها على تنمية العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، واستسمح القارئ الكريم، أن أتحدث عن حقيقة هذا الإنسان، فهو يتحدث اللغة العربية بطلاقة، كما أن زوجته أيضاً تتحدث اللغة العربية، وقد ساهمت معرفته باللغة العربية في تسهيل مهمته وبناء علاقات اجتماعية كثيرة ووثيقة مع عدد من رجالات السياسة والاقتصاد في المملكة، كلنا يعلم أن هناك علاقات ممتازة، ومتنامية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، منذ أن بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين قبل نحو ثلاثة عشر عاماً.
ولا شك أن مثل هذه العلاقة بين القيادتين تسهل مهمة السفير، غير أن السفير /ووسى كى، عمل على تنفيذ رغبة القيادتين بكل طاقة ممكنة، فقد كان يتنقل يومياً بين الدوائر الحكومية في المملكة ساعياً لدعم التعاون بين البلدين، ولتسهيل مهمة المسؤولين في تبادل الزيارات التي تخدم البلدين الصديقين، كان منزله يعج بالضيوف، ويكاد يكون ذلك يومياً وعلى مائدته تقدم الأطباق الصينية المعروفة بنكهتها المميزة، وطعمها اللذيذ، في جو أسري رائع.والسفير /ووسى كى، لا يتأخر في تلبية الدعوات التي تقدم إليه، إذا ما سمح الوقت بذلك، وقد ساعده في ذلك تواجد زوجته خارج المملكة في كثير من الأوقات.
وهو أيضاً كثير الترحال داخل المملكة لمتابعة الأنشطة التي تقام هنا وهناك والتي تعطي أكلها في مزيد من النشاط السياسي، وفتح آفاق جديدة للنشاطات الاقتصادية المتبادلة بين المملكة والصين.
لقد عمل السفير/ووسى كى قبل تولي منصبه سفيراً لجمهورية الصين الشعبية لدى المملكة مديراً عاماً لإدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا، في وزارة الخارجية بالصين، ولذا فقد كان حلقة وصل بين السفراء العرب لدى الصين ووزارة الخارجية الصينية، وقد كان متفهماً للقضايا العربية، صديقاً للكثير من السفراء العرب المعتمدين لدى الصين آن ذاك، وقد أبلغني بعض ممن كان سفيراً أثناء توليه تلك الإدارة بأنه كان يتبادل الزيارات مع الكثير من السفراء العرب ويتعاون معهم فيما يحقق المصلحة المشتركة بين الصين والدول العربية، والمساعدة في توثيق تلك العلاقات التاريخية.
لقد توليت منصبي سفيراً للمملكة لدى الصين بعد تعيين سعادة السفير سفيراً لبلاده لدى المملكة بأربعة أشهر وها هو يودع المملكة ومازلت أتشرف بخدمة بلدي سفيراً لدى الصين، وقد كنت مع سعادته على اتصال دائم وتنسيق مستمر فيما يخص الأمور السياسية والاقتصادية والثقافية، ويكاد لا يمر أسبوع دون محادثة بيننا للمزيد من التنسيق والتفاهم والتعاون لدفع زخم تلك العلاقة المميزة. لقد كان صديقاً وزميلاً سهل من مهمتنا لدى الحكومة الصينية، وقد كنت عند قدومي للمملكة أقابله عدة مرات لتبال الآراء والتنسيق فيما بيننا، فيما أتشرف بلقائه عند زيارته للصين، وقد عملنا معاً في تنسيق تام آتت أكلها بالرفع من التبادل التجاري بين المملكة والصين إلى ما يزيد عن خمسة مليارات دولار في العام الواحد، وهو رقم قياسي من المتوقع أن يتضاعف في السنوات القليلة القادمة.كما أنه قد تم خلال السنوات الثلاث الأخيرة تبادل الكثير من الزيارات من قبل القيادات والوزراء في كلا البلدين، وكذلك العمل على قيام الكثير من الندوات والبرامج التي ساعدت على التعريف بفرص الاستثمار المتبادل، وكذلك التعريف بتاريخ البلدين وثقافتهما.كما أنه قد حدث خلال السنوات الثلاث الأخيرة الكثير من الأحداث الجسيمة على المستوى العالمي مثل ما حدث في 11 سبتمبر، وما رافقه من نتائج وتداعيات، وقد كان لذلك التعاون المثمر بيننا إيضاح حقيقة الإسلام وأنه بريء كل البراءة مما يحاول بعض المغرضين إلصاقه به، كما أن الحكومة الصينية الصديقة كانت تتفهم تماماً تداعيات تلك الأحداث ولم تتأثر بما يحاوله القليل من المغرضين للإساءة إلى الإسلام.وفي الختام فإنني سعدت بمزاملة الصديق العزيز/ ووسى كى، ونحن ننتظر السفير الجديد القادم إلى المملكة، وهو أيضاً صديق عزيز نتمنى له التوفيق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved