Friday 8th august,2003 11271العدد الجمعة 10 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لا تبالغوا في مقاهي الأرصفة لا تبالغوا في مقاهي الأرصفة
د. عماد وليد شبلاق ( * )

أجد نفسي محرجاً وربما متألماً نوعاً ما عند رؤية بعض المشاريع المحكوم عليها بالفشل مسبقاً، فلسنوات عديدة وأنا أراقب وأدرس السوق الذي تنتمي إليه هذه الفئة من الأعمال الصغيرة «محلات تجارية، استشارات، معاهد تدريب، وغيرها». وربما أُذكِّر القارئ بأنني وفي إحدى دراساتي الحديثة عن ظاهرة تقبيل المحلات التجارية في مدينة الرياض، وجدت أن هناك ما يقارب ال«60» منشأة صغيرة «من فئة المطاعم/ المشاغل/ التموينات/ المغاسل...» تعرض للبيع أسبوعياً.
وذكرت في حينها «نُشرت الدراسة في جريدة الاقتصادية، وكذلك مجلة تجارة الرياض» أن السبب الرئيسي وراء تعثر هذه المنشآت ليس هو التمويل، كما يظن البعض! إنما هو عدم وجود «خطة عمل» - Business Plan وخطة العمل هذه لا تعني خطة التنفيذ Action Plan أو Implementation ، بل هي أشمل وأعم من ذلك بكثير - فهي التي تحدد الفكرة من وراء إقامة المشروع، ودراسة جدواها الأولية، وامكانية تسويقها، ومعرفة المنافسين وامكانية تمويلها وعادة ما يستفاد من هذه الخطة في مراجعة وتقييم سير العمل «المنشأة/ المشروع» نفسه في الثلاث سنوات الأولى.
ويبدو أننا مرة أخرى أمام صرعات Fashion الأعمال «على الأقل في مدينة الرياض»، فبداية من الشقق المفروشة في أوائل التسعينيات الميلادية ومعاهد تدريب الحاسب الآلي ومقاهي الإنترنت ومن ثم مطاعم «الفور م» «4m» «مندي - مظبي - مضغوط ومثلوثة» وأخيراً بدأت تظهر علينا مقاهي الأرصفة، حيث يبدو أن سلسلة مقاهي «ستار بكس» هي التي أشعلت المنافسة.
في أقل من أسبوع رأيت مقهى يُفتح ثم يغلق في أحد شوارع العليا، وإن كنت أجهل السبب الرئيسي وراء ذلك، إلا أن المؤشرات تدل على أن مشاريع من هذه النوعية ستنتهي كما انتهت المشاريع الصغيرة التي قبلها والتي لم يعمل لها دراسة متأنية وغير عاطفية، نحن لسنا في وسط منطقة «السوليدير» في بيروت أو شارع عماد الدين بالقاهرة بل نحن في وسط شوارع رئيسية تملؤها الزحمة والضجيج والغبار في أكثر الأحيان «من النوع الأحمر» - أضف إلى ذلك حرارة الجو حتى الحادية عشرة مساء، فهل يفترض أن تكون هذه الأماكن مريحة للأعصاب.
وإن كنت قد بدأت مقالي هذا اقتصادياً - فلعلي أنهيه اجتماعياً، فهل المقصود من هذه المقاهي هو تجمع الشباب - بغض النظر عن المناخ الجغرافي والمناظر المحيطة، بعد أن ضاقت الأرض بهؤلاء، فأرجو ألا نحل مشكلة لنخلق مشكلة أخرى أشد وأكبر.. والله الموفق.

( * ) عضو الجمعية السعودية للإدارة - الرياض

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved