Friday 8th august,2003 11271العدد الجمعة 10 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نبض المداد نبض المداد
نحن والمبادرة!!
أحمد بن محمد الجردان(*)

التريث وعدم العجلة في المبادرة الى الطاعات لاشك انه مخالف لامر الله جل وعلا ولأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فعدم المبادرة باداء الطاعات هو سبيل لا الى التهاون بها بل هو سبيل الى تركها!!
فعلى سبيل المثال من الناس من لا يبادر الى اجابة نداء المؤذن بالصلاة فيتريث الى ان تفوته تكبيرة الاحرام ومنهم من يزداد تريثاً حتى يفوت عليه ركعة ومنهم من تفوته ركعتان وهكذا الى ان تصل الى من يصل به تريثه الى فوات الصلاة كاملة وقد يتعدى البعض فيذهب في تريثه إلى ان يصليها في آخر الوقت وبعضهم ربما الى جمع صلاتين وربما ثلاث وقد يجمع صلوات اليوم كلها فيصليها مرة واحدة.
هذا كله لم يأت جزافاً او مفاجأة بل هو نتاج تريث ولّد تريثاً اكبر، وما دام التريث وعدم المبادرة لفعل الطاعات تكون نتائجه بهذه الفداحة نجد ان الله اثنى على المبادرين لفعل الطاعات بانهم يسارعون في الخيرات فقال جل من قال سبحانه: {أٍوًلّئٌكّ يٍسّارٌعٍونّ فٌي پًخّيًرّاتٌ $ّهٍمً لّهّا سّابٌقٍونّ} وللمبادرين الى الطاعات والخيرات عموماً صفات فهم يخشون الله ويومنون بآياته ولا يشركون به ويخافونه قال تعالى: {إنَّ الّذٌينّ هٍم مٌَنً خّشًيّةٌ رّبٌَهٌم مٍَشًفٌقٍونّ، وّالَّذٌينّ هٍم بٌآيّاتٌ رّبٌَهٌمً يٍؤًمٌنٍونّ، وّالَّذٌينّ هٍم بٌرّبٌَهٌمً لا يٍشًرٌكٍونّ، وّالَّذٌينّ يٍؤًتٍونّ مّا آتّوًا وَّقٍلٍوبٍهٍمً وّجٌلّةِ أّنَّهٍمً إلّى" رّبٌَهٌمً رّاجٌعٍونّ، أٍوًلّئٌكّ يٍسّارٌعٍونّ فٌي الخّيًرّاتٌ وّهٍمً لّهّا سّابٌقٍونّ}.
وللتربية دور في المبادرة الى الخيرات وغرسها في نفوس الناشئة وذلك بامور عديدة منها القدوة فالبيت الذي لا قدوة فيه تسارع الى الطاعات والخيرات عموماً أنّى لناشئته من تعلم المبادرة الى الخيرات، ومنها أيضاً الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فالبيت الذي لا يُؤمر فيه بالمبادرة الى الطاعات ولا يُنهى فيه عن التريث في اداء الطاعات والتسويف فيه، ومنها ان من يتأخرون في اداء الطاعات ويسوفون في ذلك يغيب عن كثير منهم الاجر العظيم المترتب على المبادرة الى الطاعات والخيرات، عموماً لا يمكنني حصر الاسباب المعينة على المبادرة لكنني قبل ان اختم الحديث اذكّر نفسي والقارئ الكريم ان نقارن بين حالنا وتحديداً سرعة المبادرة اذا كنا نهم بإنجاز أمر دنيوي بحت أو أمر أخروي لا رياء فيه ولا سمعة!!، اجد اننا سنجد البون شاسعاً بين حالنا وسرعة مبادرتنا لانجاز أمر دنيوي وحالنا وسرعة مبادرتنا لإنجاز أمر أخروي كالصلاة والعمرة والحج والصدقة والطاعات عموماً!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved