Friday 8th august,2003 11271العدد الجمعة 10 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في ندوة لمشروع مكافحة أمراض الدم في ندوة لمشروع مكافحة أمراض الدم
الأطباء: يجب الإلزام سريعاً بالفحص الطبي قبل الزواج

* الرياض - فهد الغريري - روضة الجيزاني:
عقد أعضاء مشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية أمس الخميس ندوة توعوية وذلك بمستشفى الدكتور عبد الرحمن المشاري بحضور عدد من الأطباء والمختصين وأعداد من المواطنين والمواطنات.
تحدث في بداية الندوة الدكتور علاء عبد المجيد الذي ركز على اهمية الوقاية بشكل عام وكونها مطلباً اساسياً وضرورة ملحة في حالة هذين المرضين بشكل خاص وانه لهذا حرص المستشفى على استضافة هذه الندوة.
ثم تحدثت بعد ذلك نسيم الحاطي منسقة فرع المشروع بالرياض واصفة هذه الندوة بأنها «انسانية» ووجهت الشكر للجنة خدمة المجتمع في الغرفة التجارية بالاحساء والتي يرأسها الدكتور سعدون السعدون على رعايتهم للمشروع واشادت الحاطي بالخطوة التي قام بها صاحب السمو الملكي الامير عبد المجيد بن عبد العزيز عندما أمر بتطبيق قرار الزامية الفحص قبل الزواج في المنطقة الغربية.
وتحدثت بعد ذلك الدكتورة هدى المنصور مديرة المشروع مشيرة الى خطورة القضية واغفال المسؤولين لها طوال السنوات الماضية. وأضافت: «اغفال المسؤولين لهذه القضية الخطرة هو ما دفع الاهالي وانا منهن إلى إنشاء هذا المشروع في الاحساء وتوسعته حتى شمل مناطق المملكة.
وذكرت مدى معاناة الاطفال المصابين مع هذا المرض واصفة كيف يحيط الاطفال بأعضاء المشروع طالبين منهم ايصال استغاثتهم الى المسؤولين ليس من اجلهم بل من اجل الاجيال القادمة والاطفال الذين يولدون في كل يوم وهم مصابين بهذا المرض القاتل.
وأكدت الدكتورة هدى المنصور انه ليس هناك خوف من وجود آثار اجتماعية سلبية بعد اعلان نتيجة الفحص لأن ما يعلن هو هل الزواج آمن ام خطر في حالة هذين الطرفين دون تحديد الاصابة.
حالة واقعية
كان من بين الحضور شاب اسمه عادل وهو مصاب بالثلاسيميا وعضو فاعل في حملة التوعية، قام عادل ليتحدث شارحا كيف يعاني من هذا المرض والآلام التي تصيبه في الظهر والرقبة هذا عدا الاحراج الذي يحسه نتيجة لنظرة الناس إليه.
كان يبدو على عادل انه في سن السابعة عشرة وكانت المفاجأة عندما سئل عن عمره فأجاب انه في التاسعة والعشرين وهذه هي احدى مظاهر هذا المرض فالمصاب به لن يصل الى مرحلة البلوغ ابدا.
وقد ذكر عادل للجزيرة انه يعاني من هذا المرض منذ ان كان عمره 3 أشهر حيث يعتمد في العلاج على ابرة تغرز في جسمه يومياً لمدة 12 ساعة مدى الحياة ويحتاج الى نقل الدم كل شهر مرة واحدة وهي عملية مؤلمة، وعندما سألنا عن عادل عن معنى «الاحراج» الذي ذكره في حديثه قال انه لم يلعب الكرة في حياته «لان المرض يصيب العظام والاطراف بالتأكل» وانه لا يستطيع السفر خوفا من حدوث اي طارىء وايضا حرصا على موعد نقل الدم.
وذكر لنا عادل كيف انه يترك اقرانه والاصدقاء باكرا بحجة النوم بينما هو يذهب ليغرس الابرة في جسمه حتى اليوم الآخر.
عادل يطالب المسؤولين بسرعة تطبيق القرار ويقول: «انا مصاب الآن ولكن من يحمي الأجيال القادمة من هذا المرض؟ ويضيف: «لي اخت توفيت وعمرها 18 سنة بسبب هذا المرض.. ولي اخ مقبل على الزواج وهو سليم ولكني دائما اذكره بضرورة الفحص قبل الزواج فلا اريد لأبنائه مستقبلا ان يعانوا معاناتي نفسها .
رأي الأطباء والحضور
لم يتمالك احد الأطباء نفسه اثناء الندوة فتكلم مشددا على خطورة القضية ومتسائلا : كيف تغيب خطورة هذه القضية عن المسؤولين؟ وأضاف: «انها قضية وطنية» وقد وافق باقي الأطباء على كلام زميلهم في حديثهم «للجزيرة» بعد الندوة حيث قال الدكتور محمود الشافعي استشاري امراض النساء ورئيس وحدة العقم الطبي ان هذا الموضوع خطير جدا والزامية الفحص الطبي قبل الزواج مطلب اساسي وملح لأنه حتى لو اراد الطرفان الحاملان للمرض الزواج فلابد ان يعلما بخطورة ذلك على ابنائهما مستقبلا حتى يتمكنا من اتخاذ حلول بديلة لمنع ولادة أطفال مصابين.
وأما الدكتور يسري بيومي جراح العظام فقد قال: «الزامية الفحص الطبي قبل الزواج هو مشروع وطني يجب ان يتكاتف الجميع من اجل التوعية وايصال الصورة للمواطنين وللمسؤولين وخاصة ان الفحص مهم ليس لأمراض الدم الوراثية فقط بل لأمراض اخرى خطيرة».
وتحدث لنا الدكتور محمد فريد اخصائي الجراحة قائلا: «أنا مؤيد لتطبيق قرار الزامية الفحص قبل الزواج بقرار رسمي من الدولة حماية للأبناء والأجيال القادمة، وحقيقة لقد ذهلت بما عرفته عن انتشار هذا المرض علما بأني من مواليد السعودية ولكني لم اكن اتوقع هذه النسبة الهائلة نعم اشاهد حالات تأتينا في المستشفى وهم مدمنين بمعنى كلمة ادمان على الادوية المسكنة فهذا المرض ليس له علاج نهائي حتى الآن ورغم مشاهداتي تلك الا انه من المؤسف ان تصل النسبة الى هذا الحد دون ان يكون لدينا علم بها ورأيي كطبيب ان تحل هذه المشكلة من جذورها عن طريق الفحص الطبي قبل الزواج».
وأما الدكتورة عزة عبد العزيز اخصائية الجراحة العامة فقالت: «فوجئت بنسبة تفشي المرض في السعودية لان نسبة 30% كبيرة جداً وفي رأيي ان تعليم وتوعية الناس هو مطلب أساسي بالاضافة الى اصدار قرار رسمي يلزم بالفحص الطبي قبل الزواج.
وتحدث لنا الاستاذ ناصر فايز الدوسري مسؤول العلاقات بالمستشفى قائلا: حقيقة لاول مرة اعرف عن هذا المرض وخطورته وانا الآن مؤمن ايماناً تاماً بالزامية الفحص الطبي قبل الزواج واتمنى ان يتم تطبيقه بداية من يوم غد السبت.
والتقت «الجزيرة» بعد ذلك عددا من النساء الحاضرات للندوة لاستطلاع آرائهن حول هذا الموضوع:
تقول المواطنة أم فيصل: لقد شعرت بالخوف من خطورة هذا المرض على مجتمعنا الذي هو بالفعل يعاني منه، لذا يجب علينا ان نكثف الحملة التوعوية في جميع مناطق مملكتنا لبث الوعي بين افراد المجتمع لتقبل قرار الفحص الطبي قبل الزواج وعلى المواطنين وانا كمواطنة اناشد اصحاب القرار الوقائي الذي سوف يوقف المرض نهائيا.
وتحدثت المواطنة ام خالد قائلة: ان ما جاء في الندوة يهدد بخطر قائم يهدد كل مواطن بشر الاصابة وان الحل الوحيد هو قرار الفحص قبل الزواج لتجنب الاصابة ثم علينا ان ننظر الى الحالات المأساوية التي تعاني من هذا المرض، وعلينا ان نحمد الله اننا نعرف العلاج لهذا المرض ونطالب ولاة امرنا بالنظر بهذا القرار وتطبيقه على المواطنين لحمايتهم من هذا المرض الخطير.
وقالت المواطنة انتصار عبد الرحمن: ان مرض تكسر الدم الوراثي اصبح منتشراً في جميع أنحاء المملكة وخطره بات يهدد كل مواطن ومواطنة لذا الحل الوحيد هو تطبيق قرار الفحص قبل الزواج بأسرع وقت ممكن لأن الدين اجاز ذلك وحرم قتل النفس وما شاهدناه من قصص اليمة تبعث على الحزن والأسى ولولا رحمة ربي لما استطاع المصابون تحمل كل هذه الاوجاع المميتة.
كما تحدثت الصيدلانية أماني وطالبت المسؤولين في البلاد بسرعة اتخاذ قرار الفحص الطبي لتجنب الاصابة بهذا المرض وتوعية المواطنين بأهمية الكشف الطبي قبل الزواج والايجابيات منه في التصدي لاي خطر يهدد ابناءهم في المستقبل وناشدت حكام البلاد حفظهم الله بأن يتم النظر في قرار الفحص الطبي لما له من اهمية بالغة على الفرد في المجتمع السعودي الذي تزايدت فيه الاصابة بهذا المرض وكلف الدولة والاسرة اعباء اقتصادية واجتماعية ونفسية بالغة الاثر الامر الذي اصبح يشكل قضية اجتماعية خطرة تهدد كل مواطن ومواطنة في مجتمعنا السعودي والحل الوحيد هو الزامية الفحص الطبي قبل الزواج وجعله شرطاً لا يتم عقد النكاح الا بعد تعميمه بين الطرفين.
وطالبت المواطنة ام باسل المجتمع بأهمية التصدي لهذا المرض من خلال التعامل مع القرار بعد صدوره من خلال ولاة الامر وان يتفهموا اهمية هذا القرار الذي يصب في مصلحة كل مواطن ومواطنة ويحمي ابناءهم من خطر الاصابة بمرض تكسر الدم الوراثي مستقبلا مضيفة ان بث الوعي بين افراد المجتمع مسؤولية الجميع الذي يجب على كل فرد ان يمارس دوره تجاه وطنه ومجتمعه في توعية الآخرين من شر هذا المرض الذي اصبح خطرا اجتماعيا يهدد صحة كل مواطن ومواطنة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved