حدود الاستياء الأمريكي من السور الإسرائيلي

لو أن إسرائيل دولة أخرى ولنقل عربية لغرقت في كم هائل من العقوبات الأمريكية وغيرها لكن من يجرؤ على معاقبتها حتى في الدولة العظمى ذاتها.
فقد استاءت واشنطن كثيراً من أن اسرائيل لاتقيم وزناً لانتقاداتها للسور العازل وابتلعت أكثر من مرة اشارات شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي وهو يرفع عقيرته منوهاً باقامة السور بينما كان بوش يقف إلى جواره خلال زيارته الأخيرة لأمريكا.
ويتردد في العاصمة الأمريكية، أن الولايات المتحدة تسعى فعلاً إلى معاقبة اسرائيل، ولكن يبدو أن هذه التسريبات التي تنشرها صحافة أمريكا يقصد منها أن واشنطن غاضبة مما يحدث وان على اسرائيل ان تأخذ علماً بذلك وان تتصرف وفقا له. وتفهم اسرائيل الرسالة لكنها لا تستجيب وتعرف أن لا شيء سيحدث لها إن لم تستجب. كما أن اسرائيل تدرك ان جميع من في البيت الأبيض يتحسبون لما يؤثر على صناديق الاقتراع العام المقبل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ومن هنا تبدو المسألة غاية في التعقيد فالضغط الكثير على اسرائيل يترك سحباً من الشكوك حول مستقبل أي سياسي أمريكي. وإذا كانت تسوية القضية الفلسطينية تعتمد في جانب منها على الضغط على اسرائيل فيبدو ان هذا الحل وفقاً للمعطيات الحالية ما زال بعيد المنال.
ان إرادة دولية حرة ومستقلة وحدها يمكن أن تحدث الاختراق المطلوب وهذا أمر يتطلب احساساً دولياً بالمسؤولية، مسؤولية عالم يتهاوى وتضيع مبادئه بسبب سطوة القوة وحدها.