المعركة الحاسمة

في أي معركة حاسمة يتم استنفار الطاقات والقوى وإحياء الشعور الوطني وفوق هذا وذاك تقدير هؤلاء الذين قدموا أرواحهم فداءً للمبادئ، ما يعني أن الأمة لن تنسى أبطالها، ما يحفز الآخرين لاتباع خطاهم والحفاظ على وهج التضحية حياً في النفوس تعبيراً عن العزة..
جاءت كلمات الأمير عبدالله عن المعركة الحاسمة التي تخوضها المملكة ضد قوى الشر والظلام مستوعبة لكل تلك العناصر فهو حرص على إعلان الاعتزاز برجال الأمن البواسل خط الدفاع الأول ضد القتلة وتثمين شهامتهم وشجاعتهم والإشادة بتضحياتهم.
وهناك التأكيد من سموه أن هذا الوطن الوفي لن ينسى شهيداً ولن يهمل يتيماً سقط والده في معركة الحق ضد قوى الشر..
إنها معركة من أجل احقاق الحق وتحقيق العيش الآمن ولفظ قوى البغي والعدوان، إنها معركة تجسيد المبادئ عملاً حقيقياً على أرض الواقع مثلما أنها معركة وجود وإثبات أحقية العيش للذين يزرعون الأمل وليس أولئك الذين ينشرون الموت والدمار..
إن الذين يحاولون تشويه وجه المملكة المشرق ينبغي مواجهتهم واستئصال شرورهم قبل أن تستفحل، فهم بأعمالهم الطائشة إنما هو يحاولون الإطاحة بالمكاسب التي تحققت طوال عقود بالعمل والعرق، كما أنهم من خلال أعمال القتل وترويع الآمنين يحاولون تدمير المكانة المرموقة التي رسختها المملكة على الساحة الدولية..
ومثلما المعركة حاسمة وضرورية فإن الانخراط فيها ضد قوى الشر هو قرار حاسم لا يحتمل التأجيل، فالتردد كما قال سمو ولي العهد لا مكان له وهو ليس من طبيعة الحسم وإنما هو أمر يدخل في باب التراخي والتهاون، وكلها مسائل إنما تصب في صالح هؤلاء الذين يستهدفون أمن البلاد والعباد..
فالحسم يعني مباشرة الأمور ومواجهتها خصوصاً إذا كانت ذات طبيعة خطيرة ومهلكة، وما قامت به هذه الفئة الضالة أمر خطير يستلزم معالجات ترقى إلى مستوى الخطورة وتتفوق على التدبير التآمري للقتلة والمخربين..