Saturday 16th august,2003 11279العدد السبت 18 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مناهجنا بريئة والتثبت واجب مناهجنا بريئة والتثبت واجب

سعادة رئيس تحرير «الجزيرة» الأستاذ خالد المالك
تحية طيبة
تناولت العديد من وسائل الإعلام وتحديداً الصحف الأحداث الأخيرة المروعة والمؤلمة التي استهدفت مباني ومجمعات سكنية بمدينة الرياض وذهب ضحيتها ابرياء وسفكت دماء مسلمين ومعاهدين ودمرت مباني وممتلكات من قبل شرذمة باغية ظالمة فاسقة ضالة، وكون تلك الافعال الاجرامية والاعمال الارهابية لايجيزها دين ولا عقيدة ولا يقبلها عقل ولا عرف ولا تقرها قيم ولا اخلاق، قوبلت من جميع شرائح المجتمع بالتنديد والشجب والاستنكار لهذا التصرف الارعن والجبان وهذه الافعال دخيلة على مجتمعنا المسلم المسالم الذي عرف عنه حب الخير والدعوة اليه، وهذه الاحداث كان لها نصيب من ردود الافعال من قبل بعض اقلام الكتّاب والمثقفين واهل الفكر والرأي، الا ان البعض شطح به رأيه وجانبه الصواب في طرحه وأساء نقده باتهامه لمناهجنا بالقصور والتقصير مستغلين الاحداث والنوازل التي تفجعنا جميعا ليحلو له الحديث عن مؤسساتنا التربوية ويكيل من خلال زواياهم التهم والافتراء على مناهجنا بعدما كانوا سابقا يلمحون ويهمزون اما الآن اعلنوها صريحة كون الاتهام باطلا لأنه لا يستند على دليل واضح او برهان ظاهر، فالارهاب نظام عالمي ولد مع الكيان الصهيوني فهو مؤسس هذه الخلية وصاحب السبق في ايجاد هذه الشبكة التي لقيت دعماً وتشجيعاً امريكياً واوروبياً والعالم الاسلامي والعربي هو اول من اكتوى بنار الارهاب عانى منه قرونا عديدة عاشت شعوبه تحت سطوة المستعمر ونظام حكمه الجائر القائم على الاذلال والاهانة، فما حصل بالرياض ومكة والمدينة دوافعه مجهولة وغير معروفة الى هذه اللحظة وكون الموضوع يخضع للتحقيق والمتابعة من قبل الجهات المعنية هي التي تستطيع كشف الحقيقة واصدار الحكم القائم على الدلائل والحقائق كما عودتنا وليس على التخمين والاتهام والتخبط فتصرف هؤلاء الشرذمة الشاذة ليس سببه مناهجنا الدراسية ولا مؤسساتنا التربوية وهي بعيدة كل البعد عن هذا الفكر السقيم ومسبباته، فكيف يحق لهؤلاء الكتّاب بتوجيه التهم جزافاً والقاء المسؤولية لكل مشكلة تظهر او حادثة تقع تلصق على مناهجنا وهي منها بريئة كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
مناهجنا من خيرة المناهج بما عرف عنها وسطية التعليم تدعو الى الخير وتحث على فعله وتحذر من كل فعل مشين ونبذ كل فكر وكل رأي سقيم، مناهجنا تحث على التعاون والتآلف وتنادي بالتسامح والتعاطف مناهجنا علمتنا كيف نتعامل مع الآخرين ونحاورهم ونجادلهم بالتي هي احسن، مناهجنا غرست فينا الاعتزاز بهذا الدين وحب الولاء لهذا الوطن وولاة امره ومواطنيه، مناهجنا تعزز فينا القيم العالية والمثل العليا ومناهجنا لم تتوقف عند هذا الحد بل تطمح الى المزيد من التميز والابداع وتبحث عن كل ما هو جديد ومفيد. والقائمون على مناهجنا يسعون دائماً الى التطوير والتحديث لكل ما يواكب العصر ومستجداته دون المساس بثوابتنا الدينية وقيمنا الاجتماعية فكيف ينتقد هؤلاء مناهجنا؟! وهم من خريجيها وممن درسوا في مدارسنا ونهلوا من معين معارفها وشربوا من صافي علومها ومعلوماتها وكيف تنكروا لها وجحدوا جميلها. وهذا يذكرني بقول الشاعر:


أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي
ولما نظم قافية هجاني

هؤلاء الناقدون هم الذين علّمتهم مناهجنا القراءة والكتابة واتقنوا فن المقالة وتميزوا بأسلوب الطرح والجراءة ولذا كافؤوا مناهجنا بتوجيه سهام الاتهام وسلطوا عليها دوائر الشك والريبة. واذا كانت كتاباتهم تنبع من العمق الديني والحس والوطني نسائلهم من اين اكتسبوها؟! هل من الدراسة في الخارج او مشاهدة القنوات الفضائية او انها جاءت بمحض الصدفة وعامل الحظ ام انها من ثمار مناهجنا الحقيقية التي غرست فيهم الحب والولاء لهذا الدين ثم الوطن وولاة امره. ان التنكر وجحد الجميل والعقوق ليس مما تعلمناه وتربينا عليه، فمناهجنا خرّجت العلماء والوزراء والقضاة والدعاة والاطباء والمهندسين والضباط والمعلمين والمثقفين والكتّاب، وهذا لا يعني ان مناهجنا وصلت الى قمة درجة الرضى واننا سنتوقف عند هذا الحد بل نطمح الى الافضل والمزيد ونبحث عن الأجدى والمفيد فتطوير المناهج وتحديثها ليس بالامر الهين الذي يتصوره البعض خصوصاً ان عملية التطوير تستهدف العقل لا الجسد وتتعامل مع الفكر لا مع الشكل ومع الجوهر لا مع المظهر ومع الحاجة والضرورة لا مع الرغبة والهوى، وهذا يحتاج الى معايير دقيقة وموازين حساسة وضوابط محدودة ينتقى لها افضل العقول تميزاً وابداعاً وأكثرها خبرة ودراية وأشدها تحمساً وأجدرها امانة ونزاهة ولهذا لا يجب ان نحمل مناهجنا وزر غيرها ولا نتهمها بأمور لا نملك الدليل عليها.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح
مشرف تربوي بتعليم حائل

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved