|
|
* ومهما عاش الإنسان فهو إلى الموت صائر، ومهما امتد به العمر فهو إلى القبر سائر.هذه عقيدة في قلب المؤمن، يؤمن بها ويطمئن إليها فلا يُسيطر عليه الجزع، ولا يستحكم فيه الهلع، ولكن فراق الأحبة على النفس عسير، وفقدان أصحاب المروءات غير يسير.ومنذ أيام فجعت قلوب بوفاة أبي عبدالله سعد بن عبدالعزيز أبو حبيب الشثري كانت حياته - رحمه الله - صفحة مليئة بجميل الذكر وحسن الأخلاق، ومعرفة أحوال الناس، إنزال كل منهم منزلته، كان نبيل الإحساس بالغاً من طيبة القلب وسلامة الصدر مبلغاً كبيراً.كان عضداً لأخيه معالي الشيخ ناصر الشثري في محبة الناس والإحسان إليهم وإيصال الخير لهم والشفاعة لهم يستقبل الناس بابتسامة الحب والتحية والترحيب، أشرب قلبه حب الإحسان وحب الكرم لمن يفد إليه يتردد على لسانه السؤال عن أحوال من يلقاه سؤال الأخ المحب لأخيه ويطلب منه تكرار الزيارة والبقاء عنده ليستضيفه ويكرمه مع ما حباه الله من العبادة وحسن الخلق وهدوء البال وصلة الأرحام والصبر وطمأنينة القلب، فقد صبر على ما أصابه من مرض فكل من زاره في مرضه وسأله عن حاله وجده مفعم القلب بالإيمان محاطاً بالاطمئنان والثبات والصبر على أقدار الله لأنه يعلم - رحمه الله - أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، كان يصارع المرض بصبر وثبات لم يهن له عزم، ولم تضعف له قوة، ولم يهتز له وجدان، ولم يزده اشتداد المرض وصعوبة الألم ضعفاً وهماً، أو خوفاً وقلقاً، بل زاده صبراً على صبر وثباتاً على ثبات، وهذه حقائق شهد بها كل من عرفه وجالسه {)يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } (إبراهيم27) وكل من جالسه وزاره في مرضه وجد فيه العزم الذي لا يتضعضع، والقلب الذي لا يتصدع، كان يُغالب المرض ويدافع الشكوى، ويخبر الناس أنه بخير وعافية ولا يشكو إلا إلى ربه جل جلاله. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |