|
|
من اعظم ما يوُصى به الامانة وحين تفقد يبرز دورها واهميتها وان من صور الامانة الصحفية ما تتحفنا به اقلام نخبة من الكتاب تنثر بين الحين والاخر معاني سامية وافكارا رائعة تتناول قضايا المجتمع والأمة بكل امانة ووضوح وتكمل ذلك بأسلوب ادبي رفيع تلك الاقلام التي مدادها الصدق والحق وهدفها الخير ولا غير فقد اصبحت بلسما شافيا لكثير من امراض المجتمع وصوتا ناصحا لكل من يسهم في بناء هذا الوطن. لقد غدت ملجأ لكل متضجر من افتراءات كثير من القنوات وهزالها والسخف اليومي الذي يقدم بتجن على الحقيقة في وضح النهار عبر تلميع تلك الصور البائسة التي لا همّ لها سوى التقدم على حساب وطننا وأمنه وسمعته، شعارها الكذب والدجل وافتعال الازمات لغايات دنيئة وكم ينشرح الصدر ويرتاح الضمير لوجود كوكبة من الكتاب الاكفاء الذين وهبوا اقلامهم وقفا في سبيل الحق وايضاحه في غربة الصواب وظهورالانحراف الفكري المريع فماذا عسانا ان نقدم لهم غير عبارات الثناء العطر والشكر الجزيل والامتنان لما يقدمون من تضحيات بأوقاتهم وجهدهم لابراز الحقيقة وليس كل من اراد ان يظهر الحقائق بقادر في زمن اختلاط الاوراق والاذواق وتعدد الافكار وتمازج الاجناس ولهذا فحق لنا ان نفخر بهؤلاء الكتاب لأنهم يسيرون في الطريق غير مبالين بعثراته ومعوقاته فغايتهم النقية كفيلة بدفعهم إلى الامام والثبات حتى الوصول وعندما يسير الكاتب وبيديه المشاعل وامام ناظريه الضحايا الساقطين في كمين الكلمة السيئة وفي فخ العبارات الغارقة في الباطل يسعى لانتشالهم من هذه المزالق الخطرة التي اعدت لهم وهم لا يشعرون عبر قناة سيئة او منتدى اسوأ لم يضعف من همم هؤلاء الامناء على المجتمع ان اعرض كثير من الناس عن زواياهم وجذبتهم قوة التأثير الغريزي والخدع الشيطانية للظفر بهم لأنهم يعلمون ان الغلبة للحق ولو لم يغلف بالورود و دمى الاغلفة وعارضات الجسد ويدركون ان انغماس الناس في الظلام ماهو الامؤشر لحاجتهم إلى الاضاءة ولذلك سعت الاقلام الناصحة لانتشال الاقدام الجانحة للعودة بها إلى نور الحق، انها اقلام جعلت من الحكمة طريقا سهلا إلى شغاف القلوب وامدت من الحجة والبرهان جسرا متينا إلى العقول فلم تعمد إلى الكلمة البذيئة او الحماس الفارغ من الحجة ولم تتخذ من الزيت نجاة لاطفاء الحريق بل ايقنت بوضوح رسالتها فعمدت إلى تلمس حاجة المجتمع وبحثت عن الداء قبل ان تصرف الدواء عشوائيا فتفسد اكثر من اصلاحها وتزيد من الوباء ويصبح الدواء غذاء للطفيليات والمنتفعين بل شخصت الحالات فسهل العلاج فكان وقع كلماتهم على جروح المجتمع شفاء وعافية وكانت سهام النصائح في مراميها المناسبة وحين يلتزم الكاتب بالموضوعية والبحث الجاد ويقتحم الميدان بأدواته ويسهم في معالجة الاخطاء والنقد البناء الذي يتحرى الصواب فعند ذلك يتحقق التوفيق للمجتمع في كل مجالاته. ان تناول الكاتب للقضية والدقة في النقل والعدل في الطرح يجعل القارىء اكثر ثقة بما يكتب ويجعله مقصدا لكل طالب حق. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |