الأهمية المتفردة لزيارة الأمير عبدالله لموسكو

ليسوا وحدهم الروس الذين يترقبون زيارة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لموسكو منذ أمد بعيد والذين يعلقون أهمية ليست بالعادية على هذه الزيارة والمباحثات التي ستتخللها وما ستفرزه من نتائج، بل أيضاً تترقب العديد من الدوائر الدولية السياسية والاقتصادية والاستراتيجية ما تفرزه هذه الزيارة من نتائج لا تقتصر تأثيراتها على البلدين، بل تتعداهما لما للبلدين من ثقل دولي ومحوري في كافة المجالات وخصوصاً في القضايا الاستراتيجية السياسية منها والأمنية، والاقتصادية وعلى وجه الخصوص في مجالات النفط والتجارة.
فالمملكة العربية السعودية وروسيا هما أكثر البلدان إنتاجاً وتصديراً للنفط، إذ يحتلان المركزين الأول والثاني، وهكذا فإن أي لقاء بين قيادتي البلدين لا بد أن يتابع وبدقة من قبل الأوساط البترولية في العالم وخصوصاً الأسواق الدولية التي تتوقع تنسيقاً وتفاهماً بين الرياض وموسكو لا بد أن ينعكس إيجاباً على استقرار هذه الأسواق لصالح المنتجين والمستهلكين على حدٍّ سواء.
وبالاضافة إلى الملف البترولي تحظى ملفات الأوضاع في العراق وفلسطين والارهاب الذي طال فيما طال، البلدين، باهتمام بالغ من قبل قيادتي البلدين وستكون تلك الملفات من أهم ما ستتناوله المباحثات وسيكون ما يتخذ بشأنها محل ترقب واهتمام كل الدوائر السياسية الدولية والاقليمية للدور المحوري لكلا البلدين وتأثيراتهما المباشرة سواء بالنسبة لموضوع الارهاب أو لما يجري في العراق أو فلسطين المحتلة.
وفق هذا المنظور تكتسب زيارة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أهمية خاصة ومتميزة وخصوصاً في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة العربية بالذات ولكونها أول زيارة لأعلى مسؤول سعودي إلى موسكو منذ أكثر من نصف قرن.